Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

قرى الكراسي تروي تاريخ مرحلة من تاريخ فلسطين

قرى الكراسي تروي تاريخ مرحلة من تاريخ فلسطين

 

رام الله " المسلة " …  يتخوف اسماعيل السمحان الذي ورث قلعة "راس سمحان" في قرية راس كركر قضاء رام الله من ان تتحول قلعته لمؤسسة عامة او ان تبقى قلعة خاصة للعائلة ليتذكر افرادها مجد اجدادهم الذين نالوا سلطة مطلقة من العثمانين وسميت قراهم قرى الكرسي. وقلعة "راس سمحان "او راس كركر شمال غرب رام الله بناها السيخ اسماعيل السمحان عام 1799 على جبل يرتفع 650 مترا عن سطح البحر. وتتألف هذه القلعة من اربعة طوابق، و52 غرفة، وفيها معصرة زيتون ومصبنة وكهف ومدخل رئيسي واحد ومدخل ومخرج سري، وتشرف على البحر الابيض المتوسط وعلى عشرات القرى من كل جهة.

وكتب على قوس مدخلها "افتح له فتحا وآته سعدا واعمر داره من نسله". وهذه القلعة تروي قصة قرية من قرى الكراسي الفلسطينية، بقي من شواهدها 26 قلعة او قصرا على حقبة الزعامات العائلية التي حكمت في فلسطين وحظيت بكرسي الزعامة من الوالي او السلطان العثماني. وطالبت وزارة السياحة والاثار الفلسطينية عام 2012 بادراج هذه القرى ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ورممت القلعة من الخارج للحفاظ على شكلها، وقام على عملية الترميم مؤسسة رواق الاهلية المعمارية.

ويقول اسماعيل السمحان عميد العائلة لوكالة فرانس برس"نحن نريد ان نؤجر القلعة أونسلمها لمركز ثقافي يعود على القرية بالفائدة، ولكنا نريد ان يعطونا اياها لمناسباتنا الاجتماعية متى شئنا، ولعدة ايام". ويريد السمحان ان تقوم مؤسسات عالمية بترميم القلعة من االداخل على نفقاتها لكنه في نفس الوقت يقول "نحن نود الاحتفاظ بالقلعة حتى نحافظ على سمعة العائلة وهيبتها في القرية، ونحن لم نحسم امورنا بعد".

واوضح "كانت قريتنا تندرج ضمن قرى شمال القدس، وحكم اجدادنا حوالى 45 قرية". وانتهت حياة اخر جد من جدوده الحكام بالقتل في دمشق عندما دعاهم الوالي العثماني ابراهيم باشا الى اجتماع، وهناك امر بقتلهم. ويشير سمحان انه عند الترميم الخارجي للقصر لم يقم اهل القرية بالمساعدة في اي شىء وقال "انهم ورثوا ذكريات الشعور بظلم اجدادنا لهم". ويوجد في الاراضي الفلسطينية 26 قرية من قرى الكراسي فيها اثار وقصور. وتعمل مؤسسة المعمار الشعبي الفلسطيني "رواق"، وهي مؤسسة فلسطينية أهلية غير ربحية أنشئت في حزيران من عام 1991، على حماية الممتلكات الثقافية والمعمارية والطبيعية في فلسطين.

ويضيف "لقد رممنا قصر الكايد في بلدة سبسطية، وتستخدمه لجان المراة، وفتح فيه بيت للضيافة للزوار، كما رممنا قصر عائلة القاسم في بيت وزن قضاء نابلس وسمحت لنا العائلة باستخدامه مقابل الترميم، واستاجرته جامعة النجاح لمدة 99 عاما مع الاحتفاظ باسم العائلة للقصر". ويوضح ان هناك قصورا دمرها العثمانيون عندما لاحقوا اصحابها من الزعماء المتمردين عليهم، وقتلوا اصحابها مثل قصر عائلة جرار في جنين". ويقول "اتفقنا مع عائلة الخطيب في بيت اكسا قضاء القدس على ترميم قصرهم الذي قام موشي ديان بنسفه عام 1948 لانه مرتفع ويكشف طريق القدس تل ابيب، نحن نريد تدعيم اساساته وبنائه".

ويشكو بشارة من قلة التمويل اللازم، قائلا "كل عامين نستطيع الحصول على ميزانية من الاوروبين والالمان لترميم احد القصور، بعض القصور فيها 65 غرفة ونحن لانستطيع كمؤسسة اهلية عمل كل هذا المجهود وحدنا، نحن نحتاج الى دعم الدولة لجعل هذه القلاع سياحية تنعش الحركة الاقتصادية في القرى". ويلفت خلدون بشارة الى انه السكان ما زالوا متحفظين حول ترميم هذه القصور والقلاع، لما تختزنه ذاكرتهم من ظلم، ويقول "لا يزالون يحقدون حقدا طبقيا على هذه الزعامات" التي كانت تهيمن على حياة اجدادهم في ما مضى.

 

المصدر : ا. ف. ب

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله