العراق يؤكد توقف الرحلات الجوية والافواج السياحية إلى سوريا
بغداد "المسلة" … أكدت الحكومة العراقية أمس أنها أوقفت الرحلات الجوية إلى دمشق، نافية في الوقت نفسه تسيير أفواج سياحية رسمية إلى أي من المدن السورية بسبب تردي الأوضاع في هذا البلد.
وقالت وزارة النقل العراقية في بيان لها أمس إنها أوقفت «رحلات الخطوط الجوية العراقية بين بغداد ودمشق». وأضاف البيان أن «الهدف من إيقاف الرحلات الجوية هو منع سفر مقاتلين عراقيين إلى سوريا»، مؤكدة «رفض العراق أي تدخل خارجي بالشأن السوري».
لكن معاون مدير عام الخطوط الجوية العراقية مجيد العامري أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار إيقاف الرحلات الجوية بين بغداد ودمشق ليس جديدا وإنما هو قرار قديم بسبب الوضع داخل الأراضي السورية»، مشيرا إلى أن «بيان الوزارة ربما جاء تأكيدا على ذلك بعد تواتر الأنباء بشأن مشاركة مقاتلين عراقيين في سوريا». وأضاف أن «وزارة النقل هي الجهة المعنية بهذا الأمر ولكننا كخطوط جوية لا توجد رحلات لدينا من بغداد إلى دمشق منذ فبراير (شباط) الماضي».
من جهتها، نفت وزارة السياحة والآثار تنظيمها أي رحلات أو أفواج سياحية إلى سوريا. وقال مصدر في الوزارة لـ«الشرق الأوسط» إن «وزارة السياحة لم تسير أفواجا سياحية إلى سوريا حتى قبل تدهور الأحداث هناك».
وأضاف أن «السفر إلى سوريا مفتوح بسبب وجود التسهيلات من قبل السلطات السورية عن طريق شركات السياحة والسفر الأهلية قبل تدهور الأوضاع حيث عادت الغالبية العظمى من العراقيين المقيمين في سوريا»، مؤكدا أن «وزارة السياحة كانت قد نظمت رحلة سياحية إلى إيران فقط وفي إطار اتفاق بين البلدين».
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أعلن مؤخرا أن سياسة العراق ما تزال ترفض التدخل في الشأن السوري والانخراط في عملية التسليح لأي طرف كان. وأضاف في بيان صدر عن مكتبه أن «العراق لم يسمح لشخص واحد أو قطعة سلاح واحدة أن تذهب إلى سوريا إلا خارج سيطرة الدولة وقرارها الرسمي، ونحن قلقون لما يجري وقلوبنا على سوريا ولا نعتقد أن أحدا يمكنه التنبؤ بما يمكن أن يحصل في سوريا مستقبلا». وأوضح أن «السلاح الذي يطلبه العراق هو سلاح دفاعي لمكافحة الإرهاب أو لحفظ السيادة الوطنية من التجاوزات الخارجية».
وكانت عدة مدن عراقية وسطى وجنوبية قد شيعت بشكل رسمي جثامين مقاتلين عراقيين قتلوا في القتال الدائر في سوريا بين القوات الحكومية والمعارضة وكانوا قد ذهبوا إلى سوريا بحجة الدفاع عن المقدسات الشيعية هناك وبالذات الدفاع عن مرقد السيدة زينب على إثر قيام متطرفين بحفر قبر حجر بن عدي.
وكان وزير النقل العراقي هادي العامري أكد في مقابلة مع وكالة «رويترز» أخيرا إن «آلاف الشيعة في العراق وخارجه سيحملون السلاح في وجه (وحوش) تنظيم القاعدة في سوريا إذا تعرض الشيعة أو أضرحتهم لهجوم جديد». وأضاف العامري أن «الشيعة غضبوا لمقتل نحو 60 شخصا من أبناء طائفتهم على يد مقاتلين سنة في قرية بمحافظة دير الزور في شرق البلاد في وقت سابق هذا الشهر».
وتابع أنه «قبل أسبوع التقيت بنائب وزير الخارجية الأميركي وقلت له بصراحة نحن لا نشجع أحدا على الذهاب إلى القتال (في سوريا) ولكن بكل صراحة إذا صار مثل هذا التعدي الذي صار على القرية الشيعية في دير الزور، أو إذا، لا سمح الله، صار تعد على مرقد زينب فلن يذهب واحد أو اثنان بل آلاف بل عشرات الآلاف من الشباب (الشيعة) سيذهبون ويقاتلون إلى جانب النظام (السوري) ضد (القاعدة) وضد من يدعم (القاعدة)».
وفيما اعترفت عصائب أهل الحق بإرسال مقاتلين إلى سوريا، نفى التيار الصدري أن يكون قد أرسل مقاتلين إلى هناك. كما أعلن عبد الله عبد الله المتحدث الرسمي باسم حزب الله – النهضة الإسلامية الذي يتزعمه واثق البطاط وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «يستعد لإرسال مقاتلين من بين صفوفه إلى سوريا دفاعا عن مرقد السيدة زينب وليس دفاعا عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد».