الهيئة العربية للطيران : الشركات الأوروبية تمارس ضغوطا على الناقلات الخليجية
لندن "المسلة" … أكد سيف محمد السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني في الدولة رئيس الهيئة العربية للطيران..أن الناقلات الخليجية تواجه تحديات عديدة خاصة من قبل نظيراتها العاملة في الإتحاد الأوروبي التي تهاجمها بدعوى أنها مدعومة من دولها ..
مشيرا إلى أن الناقلات الأوروبية تدفع في اتجاه قيام الاتحاد الأوروبي بإجراءات مضادة.
وأوضح السويدي في تصريح لصحيفة " الشرق الأوسط ".. أن شركات الطيران في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لديها فرصة للمنافسة من خلال توسطها العالم و سهولة الإجراءات في بلدانها.
وقال إن حركة الطيران في المنطقة العربية انخفضت / 10 / في المائة إثر أحداث " الربيع العربي " الذي لا تزال آثاره مستمرة في المنطقة مما أدى إلى توقف تام في نشاط الملاحة الجوية في بعض الدول..بينما انخفضت نسبة كبيرة في دول أخرى وشكلت هذه الحالة سيلا من الضغوط على قادة الطيران المدني الأعضاء في المنظمة العربية للطيران .. موضحا أن المنظمة قامت بدورها لوضع الحول وتجاوز هذه المرحلة الحرجة التي امتد تأثيرها إلى النشاط الاقتصادي الذي يعتمد بدرجة كبيرة على النقل الجوي.
وأشار إلى أنه على مدى يومين بحث الاجتماع الثاني لمديري الطيران المدني في منطقة الشرق الأوسط الذي استضافته مدينة جدة السعودية..التحدي الأكبر الذي تواجهه دول المنطقة وهو فتح الأجواء و حل القيود والعراقيل التي قلصت عدد الرحلات من مطار عربي إلى مطار عربي آخر.
ولفت سيف السويدي إلى عدة ملفات خاصة بالتحديات التي تواجه المنطقة العربية وحرب الناقلات الأوروبية على الخليجية ورفع رسوم المطارات في منطقة الخليج.
* وبشأن النتائج المتوقعة لاجتماع رؤساء الطيران المدني الثاني في جدة .. قال السويدي إن هذه الإجتماعات إضافة إلى أنها تناقش الأمور الفنية و تضع حلولا لمواجهة التحديات التي يواجهها قطاع الطيران .. فهي فرصة للقاء كبار القادة في مجال الطيران في المنطقة وهناك كثير من المسائل يمكن حلها بالتفاهم الودي الذي يسود المنطقة ولدينا كثير من الملفات المهمة في مجال الصناعة يتم بحثها وإصدار التوصيات الخاصة بها تمهيدا لاعتمادها في المستقبل بعد استكمالها .. موضحا أن من هذه الملفات أمن وسلامة الطيران والملاحة الجوية والبيئة وتعزيز السلامة وأن تتوافق مع متطلبات المنظمة الدولية وكيفيفة تتوافق الدول وتعين بعضها للارتقاء بصناعة الطيران رغم وجود كثير من المبادرات التي تطلقها بعض الدول.
* وحول المخاوف من الاختراق الأمني للمطارات وكيفية مواجهتها..أكد السويدي أن منظومة الطيران المدني حساسة جدا لأي اختراق أمني مهما كان بسيطا إلا أن آثاره كبيرة ومدمرة ولا يمكن لأي دول في العالم أن تؤمن الطيران بمعزل عن الدول التي تتعاطى مع الطيران .. مشيرا إلى أنه مهما كانت الأنظمة في المطارات جيدة فإنه عندما تأتي طائرة من دول لا يوجد لديها قدرة على حفظ أمنها يكون الاختراق المحتمل و نحن تعمل في المنطقة لتلافي أي خلل و تحقيق أعلي معدلات في السلامة وأمن المطارات والركاب الأمر الذي يساعد تنامي حركة الطيران في المنطقة ويرفع العائدات لشركات الطيران بحيث تتحول المنطقة إلى سوق تجلب المستثمرين من قطاع الطيران..
وأضاف.. نحن في المنطقة نمر في الوقت الحالي بمعدل نمو جيد وهناك استثمارات ضخمة في بناء وتشيد المطارات الجديدة التي تتلاءم وحاجة المنطقة إلى زيادة المطارات سعة المقاعد وهناك تعاون بين منطقة الخليج في فتح مطاراتها لاستقبال الرحلات والسوق مشجعة جدا و نتوقع مزيدا من الازدهار والنمو.
* وبشأن أبرز تحد أمام دول الخليج في صناعة النقل الجوي .. أوضح مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني أن منطقة الخليج تواجه تحديا كبيرا في حركة الملاحة الجوية باعتبارها ملتقى الشرق والغرب ولاحظنا خلال الفترة الأخيرة زيادة الحركة الجوية سواء العابرة أو المستخدمة مطارات المنطقة .. مشيرا إلى أن أكبر تحد هو صغر مساحة بعض دول المنطقة و بالتالي فإن مساحة الأجواء صغيرة جدا وهذه الحقيقة تؤدي إلى عدم قدرتها على التعاطي مع متطلبات النمو الكبيرة وهناك كثير من المقترحات وفرق العمل لتطوير العمل بشكل متناسق بين الدول بحيث تستطيع التواؤم مع هذا التحدي.
* وحول ما قدمته الهيئة العربية للطيران للدول العربية .. قال إن الهيئة لا تتدخل في المشاريع لكنها تدرك أن هناك تفاوتا في الإمكانات بين الدول. ودورنا الرئيس بين الدول و تمكنا في الفترة الأخيرة من رفع قدرات بعض الدول التي تواجه حظرا في الطيران إلى أوروبا..كما قامت الهيئة بحل مشكلات شركات الطيران العربية مع الاتحاد الأوروبي للطيران التي كانت تواجه الحظر بسبب عدد من المشكلات الفنية إضافة إلى تنسيق الجهود والمواقف أمام الدول والتكتلات العالمية إلى جانب توفير قاعد البيانات لقطاع وأنشطة الطيران في المنطقة.
* وعن حجم نشاط الطيران المدني في المنطقة العربية .. بين أن المنطقة تشهد الآثار السيئة لأحداث " الربيع العربي " التي أدت إلى وقف تام لنشاط الطيران المدني في عدد من الدول و سوريا الآن الأكثر معاناة فيما امتد الأثر إلى لبنان كما أن مصر وليبيا و تونس تأثرت بشكل كبير وانخفضت الحركة نحو / 10 / في المائة..إلا أن الهيئة تعمل على السعي لتجاوز هذه المرحلة الحرجة باعتبار أن هناك ارتباطا مباشرا بين النشاطات الاقتصادية وحركة الطيران في المنطقة..أما فيما يتعلق بنمو قطاع الطيران فإن منطقة الخليج وهي جزء من المنطقة العربية حققت نموا كبيرا إلى جانب ارتفاع الإنفاق على إنشاء منظومة المطارات وزيادة طاقتها الاستيعابية و على رأس هذه الدول الإمارات والسعودية و قطر التي تشهد بناء كثير من المشاريع التي ستسهم في تطوير قطاع النقل في المنطقة.
* وبشأن ما تحتاج إليها المنطقة للنهوض بسوق النقل الجوي..قال السويدي إن المنطقة العربية تحتاج إلى تعاون أكبر في مجال الطيران وحركة الملاحة و تحديدا في منطقة الخليج..تحتاج إلى فتح الأجواء وهناك بعض الإشكاليات لدى الدول و المفروض أن نتخطى هذا الأمر حيث وصلنا إلى مرحلة متقدمة في التعاون..مشيرا إلى أن كثيرا من الدول تضع القيود على عدد الرحلات والمطارات..لافتا إلى أن بعض الدول لديها اعتباراتها الخاصة في الرفض و نحن نواجه طلبا كبيرا على الخدمة الجوية في مجال السفر والشحن.
* وحول طلب دولة الإمارات استضافة المركز الرئيس للملاحة في منطقة الخليج .. قال عرضنا على دول الخليج أن تتولى الإمارات إدارة الحركة الجوية للخليج ككل و أخذنا الخطوة ولا نزال ننتظر الرد خاصة أن البنية التحتية لدينا جاهزة وهذا الأمر يساعد في التغلب على كثير من التحديات التي تشهدها المنطقة و على وجه الخصوص ضغط الحركة الجوية مع دخول ناقلات جوية جديدة إلى الخدمة إلى جانب ارتفاع النمو في هذه الصناعة.
وأضاف.. قدمنا دراسة عن أسعار الوقود والهبوط في مطارات دول الخليج وأظهرت أن المنطقة أقل بين دول العالم في فرض الرسوم على شركات الطيران..وأعتقد أن الإشكالية ليست في الرسوم لأن الراكب هو الذي سيتحمل ذلك .. مشيرا إلى أن هناك فرصة لزيادة الرسوم في منطقة الخليج ولكن التحدي الأكبر في الملاحة والتنقل بحرية بين الدول.
ورأى أن زيادة الوقود ستؤثر على حركة النقل الجوي و نحن في منطقة الخليج أمام أمرين هما أننا دول منتجة و نستفيد من ارتفاع الأسعار و في الوقت نفسه نحن مستهلكون و يؤثر علينا في ارتفاع أسعار التذاكر.
* وحول وجود تحالفات خليجية ناجحة لإقامة شركات طيران جديدة بين الحكومات .. قال إن طيران الخليج كان مملوكا من قبل أربع دول التي رأت التخلي عنها إلى مملكة البحرين وهي تجربة واجهت تحديات في السابق قد تتغير اليوم..لكن إجمالا فإن الحكومات لا يجب أن تدخل في مثل هذه المشاريع وتترك للقطاع الخاص لأنه الأقدر على تحقيق النجاح.