فلاى دبى تنقل 10.4 مليون مسافر خلال 4 أعوام
دبى "المسلة" …. بعد تأسيس طيران الإمارات المتوجهة إلى السفر المترف ورحلات رجال الأعمال عام 1985، رأت حكومة دبي فرصة للاستفادة من سوق السفر الاقتصادي في المنطقة بعد بروز بعض النماذج العربية الناجحة في هذا المجال. فأسست فلاي دبي في مارس 2008 برأسمال بلغ 500 مليون درهم، واستهلت تشغيلها التجاري في يونيو 2009 على متن طائرتي بوينغ من طراز737.
ويعود غيث الغيث، الرئيس التنفيذي للشركة، بالذاكرة أربعة أعوام إلى الوراء قائلاً: "تأسست فلاي دبي في وقت كان يمر به الاقتصاد العالمي بمحنة كبيرة، لكننا كنا على ثقة بالنجاح لأننا لاحظنا وجود الطلب على الرحلات الجوية المنخفضة الكلفة".
تُرجم هذا الطلب بالنمو الذي شهدته فلاي دبي منذ تلك اللحظة، بإضافتها وجهة جديدة كلّ شهر تقريباً حتى ضمّت شبكتها 52 وجهة في 31 بلداً، وحملت 10.4 مليون مسافر منذ انطلاقها. ويرى الغيث أن كون فلاي دبي شركة الطيران الناشئة الأسرع نمواً في المنطقة يعود إلى "تواجدها في دبي. فالإمارة هي مركز للطيران والتجارة والسياحة الدولية وقد ساعدت جاذبيتها في صقل نجاحنا. وقد ركزّت استراتيجيتنا التوسعية على ثلاث نقاط أساسية: زيادة القدرة التشغيلية على الرحلات الأكثر ازدحاماً، توفير روابط جوية مباشرة بين دبي ووجهات جديدة للمرة الأولى، وتوفير الرحلات المنخفضة الكلفة للوجهات السياحية ذات الشعبية الواسعة".
رغم أشغاله الكثيرة، من الواضح أن الغيث يستمتع بعمله، إذ يقول: "لا يشبه أي يوم الآخر في عالم الطيران. فأحياناً أكون في المكتب. وأحياناً أسافر في رحلة افتتاحية لفلاي دبي. وبالطبع، وهذا الرائع في العمل لدى شركة طيران. لقد استمتعت بالرحلات إلى تبيليسي، المالديف، النيبال على متن فلاي دبي، لكن وجهتي المفضلة هي بيروت".
ويتطلع الغيث إلى مرحلة جديدة من النمو للشركة ولقطاع الطيران في الإمارة التي أعلنت مؤخراً عن رؤية دبي 2020 لتنمية القطاع السياحي، دعماً لملف ترشيحها لاستضافة معرض أكسبو 2020 الدولي، والتي من شأنها رفع عدد المسافرين إلى دبي إلى 20 مليون، إذ يقول: "هذه المبادرة تطمئننا حيال دعم الجهات الحكومية لهذا القطاع، وتساعدنا في تحقيق المزيد من النمو".
واستيعاباً لنمو أسطول فلاي دبي وعدد مسافريها، وُضعت خطة لإعادة تطوير مبنى المسافرين 2 في مطار دبي الدولي لمدة سنتين قيمتها 600 مليون درهم، لرفع قدرته التشغيلية إلى 10 مليون مسافر بحلول العام 2014 . وتمثلت المرحلة الأولى من هذه الخطة في إضافة المزيد من مكاتب إتمام إجراءات السفر وقاعة انتظار في مركز الأعمال الجديد. ويؤكد الغيث أن فلاي دبي ستستمر في تسيير الرحلات من مبنى المسافرين 2 في مطار دبي الدولي، ولن تنتقل حالياً إلى مطار آل مكتوم الدولي لدى افتتاحه في نهاية العام.
ويؤكد الغيث أنه "لا يكفي لنا أن ننمو ونتوسع، بل الربحية هي هدف أساسي بالنسبة إلينا". وما يتطلع إليه الغيث بعد تحقيق أرباح سنوية بقيمة 152 مليون درهم في عام 2012، هو "المزيد من الأرباح للعام 2013". ورداً على من يعيد قصة نجاح فلاي دبي إلى الدعم الحكومي، يجيب الغيث: "صحيح أن شركة فلاي دبي تأسست من قبل حكومة دبي التي تملكها، لكن بعد التأسيس كان علينا أن نترجم الرؤية على أرض الواقع ونضمن نجاحنا التجاري في المستقبل. لذلك منذ التأسيس، لم تحصل الشركة على أي تمويل من الحكومة وقد استحصلت على جميع متطلبات رأس المال من عملياتها التجارية وبفضل تنافسيتها".
فقد نجحت فلاي دبي في تمويل شراء لـ 4 طائرات بوينغ 737- 300 بقيمة 320 مليون دولار من قبل جنرال إلكتريك لخدمات الطيران في الشهر الأول من تشغيلها، تتالت من بعدها اتفاقيات التمويل مع القطاع الخاص إلى أن أمنت تمويل الطائرات الخمسين التي يكتمل استلامها بحلول العام 2016، منها 29 طائرة تملكها حالياً. ويتوقع الغيث أن يتم "إصدار طلب شراء طائرات إضافية هذا العام". وإن تمويل الأسطول عامل أساسي في تحديد ربحية الشركة.
ويبقى العامل الآخر الأهم المؤثر على الربحية، كما يقرّ الغيث قائلاً: " ارتفاع أسعار الوقود، لاسيما أنه يمثل 39% من مصاريفنا التشغيلية. وأتوقع أن الطلب العالمي في العام المقبل سيزيد، وبالتالي أسعار الوقود إن لم تواصل ارتفاعها فلن تتراجع".
لكن الانطباع الذي يعطيه الغيث هو أنه شخص يبحث دائماً عن الحلول بدلاً من التوقّف عند العقبات. إذ يقول: "نركز على الفرص المتاحة لإيجاد الروابط الجوية إلى الكثير من المطارات الواقعة ضمن 5500 كلم منا، والتي لا تتوفر إليها الكثير من الرحلات الجوية. ونسعى دوماً أيضاً إلى تحسين خدمة المسافرين. لذلك سنقوم بإطلاق قائمة مأكولات جديدة هذا العام، وسنسمح للركاب بطلب وجبتهم مسبقاً للمرة الأولى".