Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

خبراء : ربط اسم الأردن سياحيا بدول مضطربة أمنيا وسياسيا أضر بالقطاع

خبراء : ربط اسم الأردن سياحيا بدول مضطربة أمنيا وسياسيا أضر بالقطاع 

 

عمان " المسلة " … أوصلت بعض السياسات السياحية وتحديدا التسويقية الحال السياحي الى الكثير من السلبيات التي باتت تؤثر على هذه الصناعة وتلحق بها خسائر تقدر بالملايين. ولعل أبرز هذه السياسات التي تم العمل بها منذ عشرات السنين ليجني القطاع نتائجها السلبية الآن، كانت في جعل الاردن محطة من محطات برامج سياحية لدول أخرى وتحديدا دول الجوار، الامر الذي أوجد حالة سياحية باتت تشكل خطرا على القطاع وهي «سياحة اليوم الواحد»، ذلك ان السائح يأتي ضمن برنامج سياحي متكامل في دولة أخرى والاردن يأخذ حصة بسيطة جدا من اجمالي البرنامج المباع له لا تتعدى يوما واحدا.

 

واليوم، والمنطقة تعيش حالة من الاضطرابات الامنية والسياسية الخطيرة التي كشفت عن سلبيات هذه الحالة في ظل ربط اسم الاردن بدول مضطربة مثل سوريا ومصر، حيث كانت تبيع برامجها وتضع الاردن ضمنها، فقد تأثرت الصورة الاجمالية الخاصة بالمملكة وأسفر ذلك عن سلبيات متعددة وخسائر كبيرة. خبراء ومختصون سياحيون يرون ان بيع المنتج السياحي الاردني ضمن برامج دول ضعيفة سياحيا هو خسارة كبيرة للقطاع، ولكن بيعه ضمن برامج دول كبيرة مثل تركيا والامارات العربية المتحدة مسألة ايجابية تعود على القطاع بارباح عالية.

 

واتفقت الاراء على ان تسويق الاردن ضمن برامج سياحية اسرائيلية هو الخسارة الحقيقية للقطاع، لا سيما ان هذه البرامج تتعمد تخصيص يوم واحد فقط للاردن، وتتعمد عدم دفع اي مبالغ خلال الزيارة حيث يحضر السائح وبرفقته الماء والطعام، كما يتم اصطحاب الدليل السياحي معهم، الامر الذي لا يعود على الاردن بأي فائدة بل على العكس تتحقق خسائر اكثر من العائدات الايجابية.

 

وفي متابعة لـ»الدستور» حول واقع وجود الاردن ضمن برامج سياحية غير اردنية وانعكاسات ذلك على القطاع، في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، أكد خبراء انه من الضرورة بمكان العمل خلال المرحلة الحالية على تسويق الاردن كمنتج بمفرده لا سيما انه اصبح الان المقصد السياحي الاول في المنطقة لما يتمتع به من امن واستقرار اضافة الى تنوع بالمنتج بشكل يناسب كافة الاسواق ومتطلبات السياح العرب والاجانب.

 

وزارة السياحة والآثار تؤكد من جانبها ان العمل جار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة على وضع برامج سياحية خاصة بالاردن وان يكون المنتج السياحي الاول ولا يخضع لبرامج اخرى. واعتبر مختصون ووزراء سابقون للسياحة ان هذه الحالة أوجدت اشكالية سياحة اليوم الواحد ويجب تجاوزها ببرامج تسويقية ضخمة تجعل من الاردن هدفا سياحيا بمفرده بعيدا عن اي برامج مشتركة وتحديدا في البرامج الاسرائيلية، والبعد ايضا عن البرامج التقليدية التي تؤطر الاردن ضمن اسواق غير مفيدة سياحيا.

 

أمين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه أكد أن أكثر البرامج التي عززت سياحة اليوم الواحد هي البرامج الاسرائيلية التي ادخلت الاردن محطة واحدة ضمن برامجها، وبالتالي فان تجاوز هذه المسألة بات ضروريا بهذا الخصوص. ولفت قموه الى ان الوزارة وهيئة تنشيط السياحة ومكاتب السياحة والسفر كافة تعمل على تسويق الاردن على اساس انه المقصد السياحي الاول وان لا يخضع لبرامج ضمن دول اخرى، وتحديدا تلك التي تعاني من اضطرابات امنية وسياسية علينا تجاوزها.

 

وبين قموه ان دخول الاردن ضمن برامج دول كبرى مثل تركيا والامارات العربية المتحدة على سبيل المثال مسألة مهمة جدا ولها عائدات ايجابية ضخمة على القطاع، وستكون منهجيتها بعيدة عن سياحة اليوم الواحد، وبالتالي فهي حل ايجابي للضائقة السياحية. وشدد قموه على ان العمل جار حاليا مع جميع مكاتب السياحة وتحديدا تلك المختصة بالسياحة الوافدة للعمل على تسويق الاردن ووضع برامج سياحية قوية لتسويق الاردن كمنتج بمفرده دون اي دول اخرى.

 

وزيرة السياحة الاسبق مها الخطيب اعتبرت ان وجود الاردن ضمن برامج مشتركة مع دول كبرى وقوية سياحيا يعد أمرا ايجابيا، لا سيما أن الاردن يعاني من اشكالية كبيرة في موضوع السياحية تكمن بعدم وجود خطوط طيران مباشرة له مع عدد كبير من دول العالم وهذه عقبة لا يمكن تجاهلها في مسألة التسويق السياحي والخطط السياحية. وبينت الخطيب ان الاثر السلبي الاكبر في مثل هذه البرامج في تلك المتعلقة بالجانب الاسرائيلي كونها عززت مبدأ سياحة اليوم الواحد، اضافة الى ان المجموعات التي تصل من خلالها لا يمكن الاستفادة منها بأي عائد ايجابي ماليا وسياحيا.

 

واشارت الخطيب الى قرارها الذي اتخذته خلال حملها حقيبة السياحة عندما رفعت الرسوم المفروضة على جميع المجموعات السياحية القادمة من اسرائيل من (12) دينارا الى (100) دولار، ذلك ان العائد الوحيد الذي يجنيه الاردن من هذه البرامج والمجموعات هو الرسوم السياحية والاثرية فقط، وهذا الجانب الذي تلزمنا الظروف بتجاوزه. ولفتت الخطيب الى ضرورة التركيز على البرامج التي تزيد من مدة اقامة السائح بالاردن فهي مسألة هامة وهي الجانب الايجابي الذي يمكن ان يعود بنتائج ايجابية على القطاع، مشددة على اهمية ربط الاردن ببرامج مشتركة مع دول قوية سياحيا ليكون منتجنا السياحي مربوطا بأسواق هامة.

 

وشددت الخطيب على ضرورة ان يكون الاردن ضمن برامج سياحية وإن كانت مشتركة مع دول اخرى شريطة ان يلحق بنا الاخرون وليس العكس، وتحديد احتياجانا والبناء على ذلك، مع التركيز على مسألة تجاوز العقبات وتحديدا في موضوع خطوط الطيران المباشرة والعمل على ترويج الاردن بأسواق نملك معها خطوط طيران، مشيرة الى خطواتها حين كانت وزيرة للسياحة لفتح اسواق في اميركا الجنوبية من خلال عدة برامج كان من بينها برامج مشتركة مع احدى الدول العربية ولكنها اصطدمت بعدم وجود خطوط طيران مباشرة مع هذه الدول.

 

بدوره اكد رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر السابق شاهر حمدان ان وجود الاردن ضمن برامج سياحية لدول اخرى مسألة كان لها مردودات سلبية على القطاع تحديدا في البرامج المصرية والسورية وحتى اللبنانية الامر الذي ربط اسم الاردن مع هذه الدول المضطربة امنيا اضافة الى انقطاع كثير من الاسواق التي كانت تلجأ للاردن من خلال اسواق عربية اخرى.

 

ولفت حمدان الى ان الظرف الحالي اصبح للبرامج السياحية العربية المشتركة تداعيات سلبية على القطاع، وخسائر تقدر بملايين الدنانير واصبحت نتائجها السلبية اكثر من الايجابية نظرا لما تعاني منه دول المنطقة من اضطرابات امنية وسياسية حيث اصبح لزاما علينا ترويج الاردن بشكل مختلف ينقل صورته الحقيقية وما ينعم به من أمن واستقرار. وبين حمدان ان البرامج السياحية المشتركة مع دول كبرى لها مردود ايجابي على الصناعة السياحية من خلال جعل الاردن ضمن برامج مع تركيا او مع دبي وهذا النوع من السياحة يتمتع بالكم الجيد والنوعية ايضا.

 

واعتبر حمدان ان اسرائيل كانت الاكثر ضررا بالنسبة للاردن في مثل هذه البرامج، وكانت تبيع برامجها بالكامل وتضع الاردن من ضمنها على اساس سياحة يوم واحد دون تحقيق اي مكاسب سياحية او اقتصادية فكانت خسائرها هي الابرز في هذه البرامج. واكد حمدان اهمية ان يكون الاردن ضمن برامج لدول قوية سياحيا، لافتا الى ان (28) مليون سائح زاروا تركيا خلال فترة بسيطة، فيما وصل الدخل السياحي الى (20) مليار يورو، الامر الذي يؤكد اهمية ان نكون جزءا من برامجها.
 

المصدر : الدستور

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله