اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تقرير.. المؤتمرات أصحبت رافداً قوياً لتنشيط قطاع السياحة بقطر

 

تقرير.. المؤتمرات أصحبت رافداً قوياً لتنشيط قطاع السياحة بقطر

 

الدوحة "المسلة" … قال تقرير بان قطر نجحت في أن تصبح محط أنظار الجميع خلال السنوات الأخيرة، ومن بين الأمور التي ساعدت على ذلك الأمر تميزها في تنظيم العديد من الفعاليات المتنوعة والمؤتمرات الدولية والإقليمية والمحلية، على مدار العام، والتي جذبت آلاف المشاركين من كافة أنحاء العالم، الأمر الذي شجع معه سياحة المؤتمرات، لتشكل إحدى أنواع السياحة الجديدة التي تستقطبها.

 

وقال عدد من المتخصصين والخبراء إن واقع سياحة المؤتمرات في الدولة يدل على أن الدولة تسير في الاتجاه الصحيح نحو ترسيخ هذه النوعية من السياحة، ويتوقع أن تكون ضمن الوجهات الرئيسية لها خلال الفترة القليلة المقبلة، خاصة مع نجاحها في تنظيم الكثير من المؤتمرات والملتقيات الدولية، والتي حققت نجاحات باهرة أذهلت الجميع.

 

وشددوا على أن هذا المجال سيكون مساهما قويا في زيادة الدخل القومي، خلال الأعوام القليلة المقبلة، خاصة وأن نسب الإشغالات في الفنادق والجهات السياحية المختلفة تصل إلى أكثر من 80 % خلال بعض فترات العام، بفضل الكثافة الكبيرة للمؤتمرات والفعاليات الأخرى طوال العام.

 

بداية يعتبر الدكتور رجب الإسماعيل، الأستاذ في كلية الإدارة والاقتصاد جامعة قطر، أن السياحة تشكل أحد أهم مصادر الدخل التي تعتمد عليها الكثير من الدول، وفي الآونة الأخيرة اتجهت دولة قطر إلى الاستثمار في هذا القطاع، وبدأ الاهتمام في السنوات الأخيرة بسياحة المؤتمرات عبر إقامة فعاليات متعددة للدولة، والتي تتضمن قاعة المؤتمرات المختلفة المجالات سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو بيئية أو ثقافية، وهناك العديد من الشركات اليوم يكمن عملها الأساسي في تنظيم المؤتمرات حسب مباشر.

 

ولفت الدكتور الإسماعيل إلى أنه توجد على مدار العام برامج محددة ومسبقة للمؤتمرات المحلية والعالمية، وجميع هذه الفعاليات تكمن بسبب وجود البنية التحتية اللازمة في قطر من فنادق ومنتجعات والتي ساهمت بشكل كبير ليصبح لدى قطر القدرة على التنظيم الجيد، وهذا ما يساعد في الاستمرار واستقطاب العديد من المشاركين من مختلف دول العالم وبعدد كبير أيضاً، مشيراً إلى أن قطر بدأت تستثمر أيضاً في المنتجعات السياحية والفنادق، نظراً لحاجة قطاع الخدمات إلى بنية تحتية أساسية كالخدمات الراقية التي تشمل الفنادق وقاعات المؤتمرات، وتم التخطيط لكل ذلك منذ عدة سنوات بإشراف الهيئة العامة السياحة.

 

وقال الإسماعيل إن سياحة المؤتمرات تساعد ليكون هناك مردود من عدة جوانب أولاً التعرف على دولة قطر، وثانياً زيادة فرص الاستثمار فيها بالإضافة إلى حضور فعاليات، وثالثاً المشاركة فيها، والوعود بالداخل من خلال العوائد من الاشتراكات والرسوم، فيصبح هناك عملية تشغيل للفنادق والمطاعم والخدمات الأخرى، فهذا النوع من السياحة يناسب قطر والقيم الموجودة في مجتمعنا، ولا تضر بها كونها سياحة منظمة تعتمد على الشخصيات التي تحضر المؤتمرات فتكون من الشخصيات المثقفة والمتعلمة أي من الطبقة المتوسطة والعليا، وبالتالي يكون هناك مردود أفضل بالنسبة للاقتصاد القطري.

 

وأوضح أجد أن هذا الاستثمار جيد ولكن ينبغي تطويره والاستفادة منه بشكل أفضل من خلال تسهيل تأشيرات الدخول، كالنظام المعتمد في الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية الذي يسهل عملية تنقل المواطن من دولة إلى أخرى وبرسوم بسيطة، متمنيا فتح منافذ لتسهيل الدخول إلى قطر مع عدد دول أكبر للحصول على مردود أفضل وزيادة نسبة الإشغال في الدولة خاصة المنتجعات والفنادق والمطاعم والأماكن السياحية كالأسواق والمجمعات والقرى الثقافية والحي الثقافي «كتارا»، والتي تساهم في زيادة نسبة العوائد، كذلك أيضا أن تكون هذه الفعاليات مصاحبا لها برامج سياحية ولا تقتصر هذه السياحة على حضور مؤتمر والمغادرة مباشرة بل تعريفه بدولة قطر، وما يمكن أن يحصل عليه من خدمات وأماكن سياحية، ونتمنى أن يطوروا من خدماتهم بحيث يتوفر الباص السياحي كسائر دول العالم، فيتعرف السائح على المدينة، ويقضي وقتاً ممتعاً ليعود مرة أخرى ويقصد قطر ليستثمر بها ويرى الوجه الحضاري الحقيقي فيها.

 

تحقق مدخول إضافي

كما لفت الإسماعيل إلى أن السياحة لا تشكل حاليا مصدرا من مصادر الدخل الأساسية، فهناك مشتقات النفط والصناعة تأتي أولاً، ولكنها من أبرز القطاعات الطموحة التي من المتوقع نموها خلال خمس السنوات المقبلة، وذلك بفضل وجود البنية التحتية ووجود العديد من المشاريع التي لم تكتمل لغاية الآن كالحي الثقافي وغيرها، والتي ستكون رافدا كبيرا للسياحة في قطر وستحقق مدخولا إضافيا للدولة، وبالإضافة إلى العديد من الفاعليات القادمة وأبرزها على المستوى الرياضي في العام 2022، وسيكون هناك نسبة تشغيل مائة في المائة في كل القطاعات السياحية، بحيث يصبح بإمكان هذا القطاع المساهمة بشكل كبير في الناتج المحلي.

 

«200» ألف متر مربع لتنظيم المؤتمرات

من جانبه قال رجل الأعمال يوسف الكواري إن سياحة المؤتمرات بدأت بالازدهار منذ بداية العام 2000م، حيث بدأ الاهتمام بسياحة المؤتمرات وإنشاء الفنادق واستضافة الفعاليات المتنوعة، وبدأت تزدهر أكثر فأكثر، مشيراً إلى أنه في السابق كان هناك قاعة مؤتمرات واحدة، واليوم أصبح هناك مجموعة كبيرة من القاعات بمساحة تصل إلى أكثر من 150 ألف متر مربع في قطر، وقريباً ستصل إلى 200 ألف مربع مخصصة لتنظيم المؤتمرات، والتي تشمل مركز قطر للمؤتمرات، ومركز الدوحة للمؤتمرات، والقاعات الموجودة ضمن الفنادق. ولفت إلى أن هناك مشاركة من القطاع العام والخاص لتجهيز هذه القاعات نظراً لضرورتها اقتصادياً.

 

وأوضح الكواري أن سياحة المؤتمرات أصبحت ركنا رئيسيا في السياحة في دولة قطر، ويصل معدل المؤتمرات إلى أربعين مؤتمراً سنوياً بأحجام وفعاليات مختلفة، إضافة إلى أن الدولة استطاعت أن تستضيف العديد من المؤتمرات الدورية والعالمية ذات محاور سياسية أو اقتصادية أو ذات إلمام بالحضارات أو التعليم. ولهذا النوع من السياحة مردود مادي كبير وتنشط قطاع الخدمات من أشغال للفنادق والخدمات الفندقية، وتساعد في جذب السياحة الترفيهية، ولها نسبة كبيرة في زيادة دخل القطاع الخاص.

 

وأضاف الكواري: «إن كان نجاح سياحة المؤتمرات تعتمد على المؤتمرات التي تستقطبها الدولة أم أن القطاع الخاص يساهم بذلك أيضاً، فإن القطاع الخاص الذي يلعب الدور الأكبر، فالدولة تستقطب نحو ثلاثة أو أربعة مؤتمرات سنوياً، ولكن أغلب سياحة المؤتمرات تعتمد على القطاع الخاص، أي بنسبة نحو 65 في المائة للقطاع الخاص 35 في المائة للقطاع العام، مع العلم أن المؤتمرات التي تنظمها الجهات الحكومية حجمها أكبر إلا أنها لا تستمر لأكثر من ثلاثة أيام».

 

وبالنسبة لمساهمة السياحة في الدخل القومي، اعتبر الكواري أن قطر تعتمد على قطاعين للدخل، قطاع النفط والقطاع غير النفطي، ولا تزال سياحة المؤتمرات في بدايتها، فهذا النوع من السياحة والسياحة إجمالاً بمختلف أنواعها تحتاج إلى إمكانيات كبيرة، ولا مرحلة تساهم بنسبة مؤثرة بالدخل القومي. وأضاف يمكن أن تصل السياحة إلى هذه المرحلة عندما يكون عمرها بين 15- 30 عاماً، لذلك لا يمكن اعتبار أن السياحة في قطر التي لم تبلغ سوى الخمسة أعوام لأن تلعب هذا الدور، لتكون وجهة سياحية وهي بحاجة لبعض الوقت.

 

فعاليات متنوعة

ويرى الخبير الاقتصادي والمحلل المالي أسامة عبد العزيز، أن العامين 2011 و2012 شكلوا سنوات فاصلة لتطوير سياحة المؤتمرات، والذي ساهم في تطوير هذا النوع من السياحة هو نوعية المؤتمرات التي يتم استقطابها لانعقادها في قطر كمؤتمر تغير المناخ، المؤتمرات المالية والمصرفية والاستثمارية، وغيرها من المؤتمرات في مجال الطاقة أيضاً، بالإضافة إلى العديد من المحاور العالمية الأخرى التي تساهم في استقطاب الفاعليات إلى قطر، وأضاف: «إن وجود فنادق على أعلى مستوى وفي أفضل الأماكن، هو ما يجعل هناك نوعا من الاستقطاب، فالسائح يهمه أن يكون موجودا في فنادق وأماكن ترفيهية، كل هذه العوامل تشجعها قطر، كما أنها تسير وفق خطوات سريعة، وقفزات هائلة لتطوير قطاع السياحة وخصوصاً سياحة المؤتمرات وسياحة الشواطئ وسياحة الفاعليات وما إلى ذلك.

 

زيادة الإشغال الفندقي

ووجد عبد العزيز أن تمكن قطر من إنجاح سياحة المؤتمرات خلال السنتين الماضيتين ساهم في زيادة نسب الإشغال الفندقي من 70 إلى 73، على الرغم من زيادة عدد الغرف الفندقية خلال السنتين الماضيتين وافتتاح فنادق جديدة، وفي خطة قطر 2011 و2016 تعمل على أن يشكل قطاع الخدمات نحو 20 في المائة من الناتج القومي، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى كافتتاح المرحلة الأولى من مطار حمد الدولي، ومتطلبات الوصول لرؤية قطر 2022، وهي رفع عدد الغرف لنحو 90 ألف غرفة، فجميع هذه العوامل ستشجع على ازدهار قطاع السياحة إجمالاً وسياحة المؤتمرات أيضاً وغيرها.

 

ولفت إلى أنها اتخذت خطوات فعلية لتطوير سياحة المؤتمرات، من بينها تطوير سوق واقف، وإنشاء الحي الثقافي «كتارا»، وهي أماكن ذات فعاليات ثقافية، جميع هذه الأماكن تشكل مقصدا للسائح عند زيارة قطر لحضور مؤتمر ما، ولكنني أجد أنه في السنوات المقبلة سيكون هناك أنواع أخرى من السياحة المطلوبة والتي تكون مرافقة لسياحة المؤتمرات وهي سياحة الشواطئ، ولدى قطر شواطئ بإمكانها أن توظفها وتطورها بشكل جميل، لأن سياحة الشواطئ ستجذب السياح الذين سيكونون مصاحبين لسياحة المؤتمرات في ما بعد، وتساهم هذه الخطوة في تنمية السياحة الداخلية أكثر، بدلا من أن يقصد المواطنين والمقيمون شواطئ الدول المجاورة.

 

وتابع عبدالعزيز: «كما أن هناك أنواع أخرى من السياحة، وقطر هي السباقة فيها وهي الخاصة بالمسابقات الرياضية، فالدولة والشركات تدعم سياحة الملاعب وكل أنواع البطولات الخاصة بالرياضة، بالإضافة إلى ضرورة تنويع المتاحف، تحتاج قطر تعدد في المتاحف، وسياحة الترفيه من خلال مراكز التسوق ودور العرض والسينما، مشيراً إلى أنه خلال الثلاث سنوات المقبلة هناك نحو 12 مركزا تجاريا سيتم افتتاحها، وهذا ما سيساهم في استقطاب زوار من الدول المجاورة وسيقلل من السياحة الخارجية من قطر إلى الخارج، والمطلوب أيضاً أن يكون هناك فعاليات ثقافية على مدار العام، كل هذه العوامل هي بحاجة لخطط متوسطة وطويلة الأجل، فهذه العوامل تساهم عندما تأتي الفعاليات لحضور مؤتمر ما أن تبقى يبقى أيام إضافية لاستكشاف دولة قطر، والعمل على طول مدة بقاء السائح في بلدنا، وبالتالي سيكون هناك زيادة في مردود الدخل بالنسبة لقطاع السياحة، لذا فإنه ومع نهاية العام 2016 وفق الخطة التي وضعتها قطر ستزيد نسبة قطاع الخدمات نحو عشرين في المائة.

المؤتمرات تساهم في نسب الأشغال

 

وأكدت لانا جوينات، مديرة العلاقات العامة بفندق أوريكس روتانا، أن سياحة المؤتمرات تساهم بشكل كبير في تشغيل الفنادق، وتعتبر هذه السياحة غاية في الأهمية بالنسبة لفندق روتانا، مشيرة إلى أن 92 في المائة من نسبة إشغال فندق روتانا هي لرجال أعمال سواء أكانوا يزورون الدوحة لحضور المؤتمرات أو لاجتماعات عمل.

 

ولفتت لانا إلى انه في كل عام تزيد نسبة المؤتمرات والتي تكون على مدار العام، ولكن هناك أشهر تكون نسبة المؤتمرات أكثر من غيرها، ففي شهر مارس الماضي على سبيل المثال كان هناك مؤتمر القمة العربية، وهذا المؤتمر يكون سنوياً وكل عام ينعقد في دولة عربية، وأشارت إلى سعي دولة قطر لاستقطاب المؤتمرات ليتم انعقادها في الدوحة، ومن ثم يأتي رجال الأعمال، كون الدوحة هي من أكثر الدول العربية أماناً، وتتميز بالاستقرار بشكل كبير، مما يعزز هذا المجال بصورة كبيرة.

 

وأوضحت أن فندق روتانا منذ افتتاحه منذ شهر أغسطس من العام 2010 وهو يعتبر الفندق الذي يقصده رجال الأعمال، كونه مجهزا لهم، من ناحية الغرف والقاعات، ومكانه الاستراتيجي لقربه من المطار ومن قلب الدوحة.

 

وختمت: إن «الفندق يسعى دائماً لتطوير خدماته لتلبية احتياجات رجال الأعمال ليمكثوا فيه لفترة أطول، ومن المشاريع التي نعمل عليها والتي نتمنى من تطبيقها هذا العام، هو «مركز رجال الأعمال» وهو نظام موجود في معظم الفنادق، والذي يتميز بأن يكون هناك قسم من طابق مزود بغرف للإنترنت وغرف لانعقاد الاجتماعات الصغيرة من شخصين أو ثلاثة حيث لا يكونون بحاجة لصالات كبيرة، فلا يضطرون للخروج من الفندق.

 

استكشاف قطر

وقالت أمينة طينة، مديرة إدارة العلاقات العامة بفندق فريج الشرق، إن سياحة المؤتمرات تؤثر بشكل إيجابي على الفندق، كون قطر تستقطب المؤتمرات والاجتماعات العالمية والإقليمية، وبالتالي تركز الفنادق في قطر على هذا النوع من السياحة، كونها مصدر لزيادة نسبة إشغال الفندق وأرباحها، مشيرة إلى أن فندق الشرق يهتم أيضاً بالسياحة الترفيهية كونه منتجعا أيضاً، وذلك بهدف أن يبقى رجل الأعمال فترة زمنية أطول في الدوحة، فلا يغادر قطر مباشرة بعد انتهاء المؤتمر بل يبقى أيام إضافية ليستمتع بوقته في قطر ويكتشفها خلال فترة انعقاد المؤتمر، ليعود فيي زيارة أخرى مع عائلته للترفيه، وبالتالي بفضل سياحة المؤتمرات تتنشط السياحة الترفيهية.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled