مهرجان مسقط يترجم المقومات الحضارية ويعزز مكانته
مسقط " المسلة " … أسدل الستار قبل يومين على مهرجان مسقط في نسخته الثالثة عشرة وسط حضور جماهيري تجاوز (المليون والستمائة ألف زائر) لمختلف فعالياته المتنوعة التي اتسمت بطابع العالمية والتجديد، وعزز المهرجان من مكانته العالمية وسط إشادة دولية بما قدمه من نماذج متفردة لاقت حضورا انسجمت معه أوجه التجانس الحضاري والفكري تحت مظلة مسقط واستطاع أن يؤكد المهرجان للعالم الخارجي قدراته على تنظيم أحداث عالمية مثل طواف عمان ومختلف أنشطته الهادفة. وحول هذا الحدث أعرب رئيس بلدية مسقط رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة لمهرجان مسقط 2013 سلطان بن حمدون الحارثي عن بالغ شكره وتقديره للجماهير الغفيرة التي تدفقت على مواقع المهرجان ولمتابعي الفعاليات المختلفة عبر مختلف الوسائل الإعلامية، كما وجه الشكر إلى جميع الجهات الداعمة الحكومية والخاصة والمؤسسات الأهلية، و كل المنظمين والمشاركين في تنفيذ وإنجاز تلك الفعاليات.
وأكد بأن النجاح الذي تحقق كان وراءه ذلك الجهد الكبير لاحتضان الحدث والحضور الجماهيري الذي حرص طوال فترة إقامة المهرجان على الحضور والمتابعة المتألقة، بالإضافة إلى التسويق والترويج المدروس والتغطية الإعلامية المتميزة محليا وعربيا ودوليا الدور البارز في ذلك النجاح.
وقال رئيس اللجنة الرئيسية المنظمة لمهرجان مسقط 2013 بأن المهرجان بفعالياته الجديدة والمتنوعة بين التراثية والثقافية والفنية والرياضية والتسويقية والترفيهية قد حلـق إلى الخارج بأجنحة دولية، مشيرا إلى أن تلك الفعاليات أكدت على الثوابت الحضارية والمقومات التراثية العديدة للسلطنة من خلال مشاركة العديد من ولايات السلطنة في فعاليات القرية التراثية إلى جانب الفعاليات والمشاركات الدولية التي قُدمت بطابع من التجديد والإثارة، وما التغطية الإعلامية التي حظي بها طواف عمان على سبيل المثال من خلال 180 قناة تلفزيونية وإذاعية وعشرات الصحف الدولية والمواقع الإلكترونية المعروفة إلا خير شاهد على ذلك.
وأضاف إن مهرجان مسقط استطاع طوال دوراته السابقة أن يؤسـس لفعاليات عمانية الخصوصية عالمية الأفق والتوجه مثل القرية التراثية العمانية ومهرجان المأكولات العمانية وطواف عمان الذي شارك فيه أفضل دراجي العالم، وأسبوع مسقط للأزياء الذي قدم تصميم وأزياء لمصممي ومصممات أزياء عالميين وعمانيين، والمعرض الدولي للتراث والفنون التقليدية الذي استقطب نخبة من أفضل الحرفيين في عدد من دول العالم قدموا نماذج مختارة من أعمالهم التي صنعوها مباشرة أمام الجمهور.
مضيفاً في هذا الصدد بأن المعرض الدولي للتراث والفنون التقليدية قد تم تنفيذه بالتنسيق مع الهيئة العامة للصناعات الحرفية تنظيما وإدارة مستلهمين التجارب الماضية في إعداد وتطوير الخبرات العمانية. وتسعى اللجنة المنظمة دائما إلى التجديد والتطوير والانتقاء في اختيار الفعاليات وتحقيق الشفافية وتقبل النقد والرأي الآخر، وتحرص اللجنة على تعزيز الإيجابيات التي حققها المهرجان على مدار الدورات الفائتة للمهرجان وتلافي السلبيات، وذلك من خلال التنويع وإضفاء كل ما هو جديد في كل دورة من دوراته دون الإخلال بالثوابت والقيم الاجتماعية، وبما يحقق الترويج السياحي والثقافي للسلطنة، ويعود على زوار ومرتادي فعاليات المهرجان بالنفع والفائدة والترفيهية.
مهرجان مسقط للفن:
وأشار اللجنة الرئيسية المنظمة لمهرجان مسقط 2013 سلطان بن حمدون الحارثي إلى أن مهرجان مسقط للفن يعد إضافة نوعية حقق أبعادا ثقافية وفنية وفكرية جديدة إلى فعاليات مهرجان مسقط 2013 واستطاعت روزنامة فعالياته أن تلامس شغف الكثير من محبي الفكر والفن والثقافة، وشكل بيئة تفاعلية بين الفنانين العمانيين ونظرائهم من مختلف دول العالم واستطاع أن يفتح آفاقا فنية واعدة لهم أتاح لهم فرصا للتعرف على تلك الخبرات العالمية، وقد تضمن مهرجان مسقط للفن الذي حظي بإشادة كبيرة من المشاركين والزوار لفعالياته عدد من الندوات والمعارض المتنوعة.
انطلقت أولى نشاطاته بإقامة ندوة «الفن الإسلامي والإبداع العملي» التي أقيمت بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر، وشارك فيه فينيسيا بورتر من المتحف البريطاني والدكتور أحمد مصطفى من المملكة المتحدة وشربل داغر من لبنان، وتضمنت فعاليات المهرجان معرض العمل الإبداعي في الفن الذي أقيم ببيت البرندة بولاية مطرح وتناول المعرض الخط العربي وما وراءه بمشاركة حسن مسعودي من العراق ولسعد ميتوي من تونس، إلى جانب تنظيم معرض «العمل الإبداعي في الفن» للفنانة جن كلودي نفارو التي قضت 55 عاماً من الإبداع في الفن الزجاجي وذلك بمعرض بيت مزنة، وتواصلت فعاليات مهرجان الفن بإقامة ندوة «العمل الإبداعي في الفن» للفنان جيرارد فرومنجر من خلال50 عاماً من العطاء حيث أديرت بواسطة آن دارى مدير متحف الفنون الجميلة وذلك بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر، وأقيم خلال الفترة من 16 إلى 28 فبراير الفائت ببيت البرندة بولاية مطرح معرض «العمل الإبداعي في الفن» لدالي يونيفرسي استعرض خلاله كيف حصل دالي على التحليل بواسطة التحليل النفسي والعلمي بحضور الفنانة سيلين كيون، وفي قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ببوشر أقيمت ندوة «العمل الإبداعي في الفن» تناولت فن الهندسة المعمارية الجزء الأول بمشاركة جنسن وسكودفن مهندسين، ومعماريين لوندجارد وترانبرج الهندسة المعمارية الأثرية.
وأضاف إن إضاءات مهرجان مسقط للفن لم تتوقف عند هذا الحد بل شمل المهرجان عددا آخر من الفعاليات كان أبرزها احتضان قاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر ندوة «العمل الإبداعي في الفن» تناولت فن الهندسة المعمارية الجزء الأول بمشاركة سنوهيتا، (سوق السمك) مهندس معماري جاكلين أوستي، ومهندس المناظر الطبيعية جن غيهل (الأماكن العامة) مهندس معماري، وتواصلت الأنشطة الفنية، كما أقيم بيت مزنة بدار الأوبرا معرض الصور «العمل الإبداعي في الفن» شارك فيه كارولين كارسون مع كلودي لي آنا مصورة من فيتنام تحت شعار وسع خيالك عرض من خلاله خبرات 30 عاماً من الإبداع المعاصر. وتواصلت الفعاليات الإبداعية بقاعة المحاضرات بجامع السلطان قابوس الأكبر بإقامة ندوة «العمل الإبداعي في الفن» وفي نفس المكان أقيمت ندوة العمل الإبداعي في عمان، والمملكة المتحدة، والإمارات، والهند، وإيران بمشاركة سيمون غرانت، رئيس تحرير تيت، لندن وجمال الموسوي من المتحف الوطني بمسقط، وستيفن فرأيلي من مدرسة الفنون البصرية في نيويورك وراجيف لوتشان من المتحف الوطني للفن الحديث بنيودلهي وأرياء إجئبأل من مؤسس جامعة مها ماهر في طهران.
واختتمت فعاليات مهرجان مسقط للفن بإقامة معرض « العمل الإبداعي في الفن» الحاضر والماضي، في بيت البرندة بولاية مطرح تلخصت في عمل كتب الفنون اليدوية بمشاركة الفنان والمصور البحريني جمال عبد الرحيم، مؤكدا أن الفنانون المشاركون في مهرجان مسقط للفن من أهم رواد الفــــن العالمي الذي قضى بعضهم أكثر من 40 سنة في خدمة الفن العالمي، وتواجدهم في المهرجان فتح للفنانين العمانيين قنوات للتواصل وتبادل الخبرات الفنية.
تواصل مهرجان الإنارة:
يتواصل مهرجان الإنارة في أربعة مواقع بارزة في مدينة مسقط التي تحتضن الأصالة والفكر والإبداع حيث تتباين ألوان الإبهار في المباني المطلة على الطريق البحري بمطرح وبوابة دارسيت ومبخرة ريام وعند رمال بوشر بمحاذاة طريق المها بالولاية، فبإمكان الزائر أن يستمتع بهذا المشاهد الممتعة مساء كل يوم حتى 16 من مارس الجاري من الساعة السادسة مساء وحتى 12 ليلا.
الفعاليات الرياضية:
واشار رئيس بلدية مسقط إلى أن الانشطة الرياضية أخذت مساحة كبيرة ضمن خارطة البرامج والفعاليات بمهرجان مسقط 2013 وذلك حرصا من اللجنة المنظمة لإرضاء كافة الأذواق ولإيجاد مساحات أكبر للزوار وخاصة من فئة الشباب لاختيار نوعية الرياضة والنشاط الذي يميلون له.
وأشار بأن تجربة بلدية مسقط في إقامة الأنشطة الرياضية بدأت تأخذ منحى احترافيا حيث شكل طواف عمان في نسخته الرابعة خير مثالا على ذلك فقد حظي الطواف هذا العام بمشاركة افضل دراجي العالم وأشهرهم كما زادت نسبة الفرق والدراجين المشاركين نظرا للنجاحات التي حققتها النسخ الثلاث الفائتة الى جانب البيئة العمانية الجاذبة والإمكانيات الكبيرة المتوفرة والطبيعة والتضاريس والبنى التحتية التي تتمتع بها السلطنة كل ذلك جعل من طواف عمان من أهم سباقات الطواف في العالم، منها سباق الدراجات الجبلي الذي شارك فيه فرق عالمية الى جانب فريق من السلطنة وقد حقق هذا السباق الذي تكون من 4 مراحل نجاحا كبيرا بشهادة المشاركين، ولم تقف البرامج الرياضية الى هذا الحد بل تعدى ذلك الى إقامة نشاطات ورياضات الفروسية كان أهمها عروض الخيل التقليدية(العرضة) الذي اقيم بشاطئ الحيل وكذلك مسابقة التقاط الأوتاد التي اقيمت بنفس الموقع.
الفلكلور الدولي:
وشاركت هذا العام بحديقة العامرات العامة تسع فرق عالمية فلكلورية بالتعاون مع منظمة اليونسكو وهي جورجيا روسيا تونس اسبانيا كوريا الجنوبية تركيا كوبا و إيطاليا والهند بفنونها الشعبية ورقصاتها التقليدية وحفلات اتسمت بجماليات الفن والأنغام المتمازجة بين مشاهد الفنون الشرقية والغربية .
العين الساهرة:
المتتبع لسير أيام المهرجان، وما رافقها من تنظيم ومتابعة دقيقه ليقف عاجزا عن وصف الجهود الملموسة، والحثية التي تقوم بها شرطة عمان السلطانية، تلك العين الساهرة التي لا تنام إلا بعد أن تشعر الناس بالأمان والتنظيم، المهرجان انتهى ولكن هذا العطاء مازال متدفقا في أوجه لم ولن ينتهي منذ البداية لآخر رمق للمهرجان، فالشرطة حاضرة في كل موقع من مواقع ميدان المهرجان عن طريق وحدات خاصه وفرق موزعه وخطط مدروسة تنفذ، اضافة لوجود رجال الدفاع المدني، وذلك في سبيل اخراج هذا الحدث بشكله المطلوب وجعل الزائر يستمتع وهو يقضي أفضل الأوقات بصحبة عائلته، ليرتسم في مخيلته ذلك الحدث وما صاحبه من تنظيم وتنسيق
المصدر : الشبيبة