اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عبدالكريم : المتاحف والآثار السورية تتعرض للنهب والسرقة

عبدالكريم  :  المتاحف والآثار السورية تتعرض للنهب والسرقة

دمشق " المسلة " … يبدو ان سوريا لم تستفد من التجربة العراقية، ولم تأخذ عبرة مما جرى لها، وخاصة فيما يتعلق بتاريخها واثارها التي كانت محط سرقة ونهب، اليوم وبعد مضي اكثر من 22 شهرا من عمر الازمة الناشبة في البلاد استدركت مؤخرا حجم المخاطر التي تتعرض لها المواقع الاثرية من خراب وتدمير، بسبب الاعمال العسكرية، وسرقة ونهب بسبب الفوضى وخضوع بعض المواقع الاثرية تحت سيطرة الجيش الحر.

سوريا اليوم امام امتحان صعب في كيفية الحفاظ على اللقى الاثرية والمتاحف التي تزخر بالقطع النادرة، ما دعاها الى المطالبة باستصدار قرار دولي من الامم المتحدة يجرم المتاجرة بأثارها. كما حذر مدير الاثار العام للاثار والمتاحف من قيام بعض الجماعات المسلحة بالعبث بمحتويات المواقع الاثرية في بعض المحافظات السورية التي تشهد اشتباكات عنيفة .

وقال مأمون عبدالكريم المدير العام للاثار والمتاحف في سوريا في تصريح لـ الزمان ان جماعة مسلحة قامت باحتلال دار الضيافة في موقع قصر الحير الشرقي الأثري في مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص وسط سوريا ، مشيراً الى أنه لا توجد حتى الآن أية معلومات مفصلة عن حال الدار بعد الحادثة .

ويقع قصر الحير الشرقي الأثري في البادية السورية بالقرب من مدينة السخنة، ويعود تاريخه الى العصر الأموي حيث بناه الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك عام 110 هجري، ويقع القصر ضمن نطاق مدينة أثرية كاملة كانت منتجعاً للخليفة في العصر الأموي.
وأضاف عبد الكريم ان جماعة مسلحة أخرى دخلت متحف التقاليد الشعبية في حلب شمال سوريا بعد تفجير قفل باب المتحف، وعبوة ناسفة في جزء من جداره الشرقي الذي يضم غرفة النحاسيات ، مشيراً الى أن قلعة جعبر التي تقع في منطقة الجزيرة شمال شرق سوريا على الضفة اليسرى لنهر الفرات، مغلقة حالياً بسبب وجود مسلحين في محيطها، الا أنها مازالت آمنة حتى الآن .

وأنشئ متحف التقاليد الشعبية في مدينة حلب، عام 1967 وكان مقره في بناء أثري هو البيت العجمي ، وبعد ذلك تم نقله الى بناء تاريخي آخر وهو بيت أجقباش الأثري في حلب القديمة، ويضم معروضات عن التقاليد الحلبية. وأردف الخبير الاثري ان دائرة آثار حماة وسط سوريا أصدرت تقريراً يفيد بأن متحف طيبة الامام في حماة تعرض لبعض الأضرار المادية نتيجة دخول مسلحين اليه، ما نتج عن ذلك تكسير أبواب المكاتب وأقفالها وتحطيم زجاج النوافذ من الجهة الشمالية، واحداث فجوة في جدار المتحف من الزاوية الغربية الجنوبية، بالاضافة الى خلع باب المتحف من الجهة الجنوبية والغربية مع الباب الرئيسي للحديقة الشرقية واحداث ثقوب في السقف من الداخل والخارج وسرقة بعض تجهيزات المتحف الكهربائية .

وكان متحف طيبة الامام في مدينة طيبة الامام التابعة لمحافظة حماة، يضم مكتشفات أثرية من المنطقة وكان يحتوي على أكبر لوحة فسيفساء في العالم يبلغ حجمها 600 متر مربع، الا أن مديرية الآثار والمتاحف أشارت في وقت سابق بأن جميع مقتنيات المتاحف السورية تم نقلها الى أماكن آمنة لحمايتها من السرقة في خضم الأحداث التي تشهدها البلاد. وبهدف الحفاظ على الارث الحضاري والثقافي لسوريا وجهت المديرية العامة للآثار والمتاحف السورية الى وزارة الخارجية السورية عبر وزارة الثقافة كتاباً يطالب مجلس الأمن الدولي بضرورة التحرك لاستصدار قرار يجرم المتاجرة بالآثار السورية ومنعها واستعادة القطع المسروقة منها.

واضاف ان هناك تجربة سابقة للدولة العراقية بعد الغزو الأمريكي لها حيث قام مجلس الأمن باستصدار قرار يمنع المتاجرة بالآثار العراقية ويقضي باستعادة المسروق منها . ومضى عبد الكريم يقول ان الكثير من الدول لم توقع على الاتفاقيات التي تكفل اعادة القطع الأثرية الى الدول المسروقة منها ، لافتاً الى أن صدور مثل هذا القرار الملزم يعني تجاوز اطار الاتفاقيات غير الموقعة وتجريم المتاجرة بالآثار السورية والزام اعادتها أينما ضبطت في العالم بعيداً عن المسائل القضائية والصعوبات وغيرها.

كما حذر بسام جاموس مستشار وزيرة الثقافة السورية من تلك الممارسات التي يقوم بها المسلحون من عبث في محتويات المواقع الاثرية في بعض المحافظات السورية. واضاف لـ الزمان ان هذه المواقع الاثرية تمثل ذاكرة تاريخية لسوريا، وينبغي الحافظ عليها، لانها ليست ملكاً للدولة السورية فحسب وانما هي ملك للشعب السوري، وتمثل هويته الحضارية .

واشار الى ان هؤلاء المسلحين لا يعرفون اصلا تلك القيمة التاريخية لهذا المخزون التراثي الذي جعل من سوريا على مدى السنين الماضية مقصدا سياحيا هاما نظرا لتنوع الحضارات التاريخية التي تعاقبت عليها، وغنى المواقع الاثرية.  وفي سياق آخر، قال مصدر سوري ان مديرية الآثار والمتاحف في لبنان تعرفت بداية الشهر الحالي على 18 قطعة أثرية سورية من لوحات الفسيفساء، تم تهريبها عبر الحدود، وضبطت عند معبر العريضة في يناير الماضي، كانت مخبأة داخل حافلة قادمة من سوريا، مشيراً الى أن الجهات المعنية في سوريا ولبنان، ستعمل على اتخاذ الاجراءات اللازمة التي تضمن استعادة هذه القطع مستقبلاً .

وكانت وزيرة الثقافة، لبانة مشوح، قد قالت قبل ايام ان مقتنيات المتاحف السورية موضوعة في مكان آمن، معربة عن تخوفها من بعض التنقيبات السرية والاعتداءات على بعض المواقع الأثرية في البلاد، وقللت من ما يتم تداوله عن سرقة الآثار السورية، مشيرة الى أن القصد منه التأثير سلبا على موقع سوريا في التصنيف العالمي . وأعلنت المديرية العامة للأثار والمتاحف، أكثر من مرة, على الموقع الالكتروني الرسمي العائد لها، وكذلك عبر وسائل الاعلام الرسمية، بأنها اتخذت كافة الاجراءات اللازمة لحماية المتاحف المنتشرة في مختلف المدن والمحافظات السورية.

في حين لفت تقرير لما سمي فريق جمعية حماية الاثار السورية الشهر الماضي، الى تعرض اثنا عشر متحفاً سورياً لأضرار مختلفة شملت في أغلب الأحيان حالات القصف والتكسير والسرقة, متهما السلطات الأثرية السورية والمنظمات الدولية المعنية بالتقاعس لحماية الآثار في سورية. وكانت المديرية العامة لآثار والمتاحف، أكدت العام الماضي أن مجمل سرقات المتاحف السورية اقتصرت على قطعتين أثريتين فقط منذ بداية الأزمة، هما تمثال ذهبي يعود للفترة الآرامية من متحف حماة، وقطعة حجرية رخامية من متحف أفاميا، في حين تعرض متحف حلب الوطني ومتحف دير الزور لخسائر مادية نتيجة التفجيرات، وأكدت المديرية حينها أن المواقع الأثرية في المناطق الساخنة والبعيدة مازالت تتعرض للنهب والتنقيب غير المشروع.

وتتحدث تقارير عن تعرض عدة أحياء الى قصف عنيف، بالتزامن مع وقوع اشتباكات بين الجيش ومسلحين معارضين، في ظل تعرض أماكن أثرية للقصف جراء الصراع الدائر في البلاد. ودعت منظمة يونيسكو مرارا الى ضمان حماية الارث الثقافي في سوريا وخاصة في مدينة حلب التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش ومسلحين معارضين، حيث أشارت الى أن المتناحرين الموقعين على اتفاقية لاهاي 1954 الخاصة بحماية المواقع الثقافية في حال اي نزاع مسلح، ملتزمين بـ بذل كل ما بوسعهم لصون هذا الارث من ويلات الحرب .
وتتمتع سوريا بتراث اثري وتاريخي بالغ الاهمية، حيث يوجد فيها ثمانية وثلاثين متحفاً متاحف أثرية، ومتاحف للتقاليد الشعبية، ومتاحف تخصصية ، تتوزع هذه المتاحف على غالبية المدن والمحافظات، وتضم في خزائنها مئات الآلاف من اللقى والتحف الأثرية والتراثية التي تعود لأزمنة مختلفة، كما تضم أيضا أعمالاً نحتية ولوحات لفنانين سوريين معاصرين.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled