تشويه مراكش : هولندا تعيد بث فيلم عن السياحة الجنسية بالمدينة الحمراء
مراكش "ادارة التحرير" … يتناقل العديد من رواد الانترنت شريطا عرضته قناة هولاندية حول السياحة الجنسية والاستغلال الجنسي للقاصرين بمراكش.
ويعكس الشريط الذي لم يحدد تاريخ بثه والذي صوره طاقم صحافي اسباني بكاميرا خفية تزايد استغلال القاصرين في بيوت سرية و«اقتناص» تليمذات أمام مدارسهن في مراكش المدينة المشهورة سياحيا على المستوى العالمي.. مسلحون بكاميرا خفية تمكن مجموعة من الصحفيين الإسبان انتحال شخصية أشخاص يودون ممارسة الجنس مع قاصرين فتيات أو ذكور.. استطاع هؤلاء أن ينقلوا صورة قاتمة عن الجنس في المدينة السياحية
مع بداية الشريط ينطلق صوت مصاحب لصور تنقلها كاميرا لساحة جامع الفنا يصف الساحة بقوله: «لم تعد ساحة جامع الفنا ملتقى السحرة والثعابين والمغنيين والتجار والسياح، ولم تعد فقط ساحة تقوم بتقديم التسلية للسياح البريئين، بل أصبح لهذه الساحة المليئة بالحياة ظل مقرف يرافقهاحسب "المراكشية".
لقد أصبحت مركز استقطاب السياحة الجنسية. المكان المفضل للسياح الراغبين في ممارسة الجنس مع قاصرين» أعمار صغيرة وسيطة في الدعارة، امرأة تقليدية ترتدي جلبابا وتضع على رأسها منديلا وعلى جهها نقابا كأنها تخاف أن يعرفها أحد.. تأخذ مكانا لها بساحة جامع الفنا بجانب مجموعة من النساء. تجربتها في عالم الوساطة في الدعارة جعلتها تشعر أن الرجل الذي يقف أمامها يرغب في قطاء ليلة متعة مع طفلة. أخبرته أن جميع الأعمار لديها، طفلات في الثالثة عشر أو الثانية عشر أو حتى عشر سنوات، كل شيء متوفر لديها.
عندما لمست اهتمامه ببضاعتها طلبت منه أن يعود ليلتقي بها في نفس المكان عند الخامسة مساء وسيجد ما يرغب فيه، إنها طفلة تبلغ من العمر إحدى عشر سنة. سألها الزبون إن كانت والدتها ستحتج على الأمر فأجابته الوسيطة بأنها لا تريد إلا المال، ثم سألها ماذا إن علم والدها بممارستها للدعارة، طمأنته الوسيطة بكون الطفلة يتيمة، وأنها الوحيدة القادرة على إحضارها له إلى مكان إقامته إن كان يرغب في ذلك. لحم رخيص يواصل الصوت تعليقه: مراكش منبع الجنس مع الأطفال المغاربة، إنه عالم غامض، حيث تتزاحم فيه القوادة، وحيث يقوم السياح الغربيون على وجه الخصوص بلاحياء باستغلال أوضاع أطفال بؤساء وأحيانا مدمنين على المخدرات، بل أحيانا أخرى تلاميذ مازالوا يجلسون على مقاعد يطمحون في مستقبل زاهر. طفل لا يتعدى عمره الثانية عشر سنة يمسك حقيبة أدواته في يده يلوح بها وهو يصرح بشكل واضح، أنه مازال على مقاعد الدراسة وأنه يتلقى دروسه بانتظام، لكنه عندما يخرج من مدرسته يتوجه مباشرة إلى جامع الفنا لكي يقدم خدماته للراغبين في ممارسة الجنس سواء كانوا نساء أو رجال، المهم عنده هو المال. هذا الطفل وعلى غرار العديد من الأطفال الذين يستغلون جنسيا من طرف السياح الأجانب يقبلون بأي شيء يقدم لهم حتى وإن قدمت لهم بضعة دراهم، فالمستغل هو الذي يحدد الثمن ويرميه في وجه الطفل الضحية بعد قضاء متعته. «بنغوك» إفريقيا مراكش في طريقها لأن تصبح بانغوك إفريقيا، هكذا يقول المعلق، المدينة أصبحت تنعت بقبلة سياحة الجنس مع الأطفال.
المغرب هو حسب ستان ميوسن مدير مكتب الدفاع عن الأطفال «بلد فيه كل المزايا التي تجذب الباحثين عن المتعة مع القاصرين. ولكي يصبح أي بلد قبلة للسياحة الجنسية، من الضروري أن توجد هوة بين الأغنياء والفقراء، وانفلات أمني وغياب أجهزة الدولة حتى يسهل عدم تطبيق القوانين التي تنظم البلاد ويبدو أن مراكش تتوفر فيها كل هذه الشروط لكي تصبح مكانا خصبا لاستغلال الأطفال جنسيا».
مجموعة من الأشخاص يلتفتن يمينا ويسارا بجامع الفنا. إنهم يبحثون عن شيء ضاع منهم .. إنهم أشخاص يبحثون مع سبق الإصرار عن ممارسة الجنس مع أطفال. واحد من هؤلاء خوسيه من مدينة مالقا الإسبانية يسافر تقريبا كل شهر إلى المغرب ليمارس الجنس مع أطفال صغار.. يساوم طفلا لا يتعدى عمره اثني عشر سنة، يحمل حقيبته على ذراعه، لا يجد صعوبة في إقناعه برغبته في ممارسة الجنس، فقد تعود على هذا منذ سنوات.
يقول هذا الرجل بعد أن تخفي الكاميرا وجهه، «يجب أن تستخدمهم كما تريد وأن تلقي بهم بعدها، بل بالعكس لا تتردد في القيام بهذا، كما تفعل بالمنشفة الورقية تستعملها لتمسح بها المني وتلقي بها فيما بعد». ويضيف بكل عجرفة «سيبكون، ويقصد الأطفال» ويحاولون إثارة شقفتك، لكن لا تثق فيهم، إنهم كذابون ولصوص ويجيدون ممارسة الجنس، هذه حقيقة، أطفال مراكش الأفضل في ممارسة الجنس». بضاعة آمنة بأزقة ضيقة بمحاذاة ساحة جامع الفنا، ما أن يمر سائح بأحد هذه الأزقة حتى يتقاطر عليه الوسطاء رجالا ونساء، كل واحد منهم يدلو بدلوه ويحاول أن يجذب زبناء إلى بضاعته، هذه البضاعة عادة ماتكون أطفالا وطفلات لا يتجاوز أكبرهم سن الخامسة عشر من عمره.
محمد وسيط معروف بمنطقته، يمكنه أن يحضر للزبون طلبه في الحال، فتيات قاصرات..استطاع محمد أن يجذب انتباه أحد السياح ممن يرغبون في ممارسة الجنس مع القاصرات. طلب منه أن يتبعه إلى بيت خاص بذلك.. إنها غرفة ضيقة في أحد البيوت القديمة، تضم مجموعة من المراهقات إنهن طفلات في الثالثة عشر من عمرهن ينتظرن زبون ما يختار منهن من يريد. الزبون أعجب بالبضاعة المعروضة أمامه، لكنه للأسف فهو يريد بضاعة سنها أقل من ثلاثة عشر سنة.. طلب الزبون متوفر لدى محمد فقد أمسك فتاة لا يتجاوز سنها اثني عشر سنة وقدمها له طالبا مبلغ خمسين أورو أي حوالي 550 تقريبا. مبلغ بخس بالنسبة لسائح قادم من اسبانيا يبحث عن المتعة مع الأطفال، بل إن محمد يقدم مزايا إضافية مع أي طفلة، قضاء اللية في فندق آمن بعيدا عن أعين الشرطة.
تغاضي رجال الأمن العمل كوسيط في الدعارة، خصوصا استغلال الأطفال يعاقب عليه قانونيا، ورغم ذلك، فإن هؤلاء الوسطاء منتشرون بشكل كبير في مراكش، خصوصا في الأحياء الشعبية بالمدينة، وأحد الأسباب هو تغاضي رجال الأمن عن الأمر مقابل المال، كما يقول عبدو، وهو قواد معروف بجلبه للأطفال لاستغلالهم جنسيا من طرف السياح الأجانب، بل يضيف قائلا بانجليزية ركيكة «لا توجد لدينا مشاكل مع رجال الأمن، مادمنا نقدم لهم المال وبشكل منتظم، عادة ما يهاجمون بيوت الدعارة، ليس بهدف القبض علينا، بل بهدف جمع المال، والمبلغ يتراوح بين مائة وخمسين وماتئي درهما». ستان ميوسن مدير مكتب الدفاع عن الأطفال، يؤكد تلقي رجال الأمن للمال مقابل التغاضي عن ما يحدث من استغلال للأطفال، ويضيف أن هناك جدولا دوليا ترتب فيه البلدان بحسب انتشار ظاهرة الرشوة فيها، وترتيب المغرب متميز في هذا الإطار، فهو ليس بالبلد الذي يخلو من الرشوة، إذن فالبلدان التي تنتشر فيها الدعارة عموما ودعارة الأطفال خصوصا لابد أن تجد الرشوة إليها طريقه» سن القوانين لمحاولة إيقاف السياحة الجنسية وإلقاء القبض على بعض السياح الذين يستغلون أطفال المغرب في الجنس ليس بالأمر الكافي حسب المهتمين.
فتيات المدارس لأنه أصبح من الممكن أن يتم القبض على الوسطاء في الدعارة بساحة جامع الفنا إثر الحملات التي يقوم بها رجال الأمن بين الفينة والأخرى، غير هؤلاء مكان اصطياد الأطفال إلى الأحياء الخارجية، وهكذا أصبحت المدارس هدفا للقوادين. يقف الوسطاء أمام أبواب المدارس ينتظرون خروج التلاميذ فيختارون ما يحلو لهم من الأعمار، ولا يجدون صعوبة في اصطياد الضحايا فلهم عين ثاقبة في هذا المجال، يتفقون معهن على المبلغ وعلى التوقيد ليقتادونهن رلى الزبناء.
يقترب وسيط من فتاة خرجت لتوها من الإعدادية، أخبرها بأن زبونا يريدها هذا المساء، وأنه سيأتي ليصطحبها عند الساعة الرابعة مساء.. عند الموعد لم تتردد الفتاة بوزرتها البيضاء في ركوب سيارة السائح في حين ركب القواد في الخلف. القواد حاول أن يوهم الزبون بأن الفتاة بكر، في حين أنها ليست كذلك فقد تعودت على ممارسة الجنس مع زبناء آخرين مقابل المال. استطاع الوسيط أن «يبيع» الطفلة مقابل مائة أورو أي حوالي ألف ومائة درهم، في الوقت التي تتم فيه عملية بيعها كانت تلتزم الصمت فهذا هو قانون اللعبة.
يعود الوسطاء إلى نفس الإعدادية أو إلى إعداديات أخرى لاصطياد ضحايا آخرين، لا يهم إن كانوا ذكورا أو إناثا، المهم هو الاستجابة لهم في صمت حتي تتم العملية بعيدا عن أعين رجال الأمن، وحتى إن علم رجال الأمن بما يدور حولهم من استغلال فالمال يخرس الألسن ويقيد الأيادي.
* شريط عمره سبع سنوات !
* الشريط الذي قامت القناة الهولندية الثانية بإعادة بث روبورطاج سبق لقناة اسبانية أن بثته في 16-01-2006. بعد مرور أزيد من سبع سنوات على بث هذا العرض عبر القناة الاسبانية الموما اليها، تعود القناة الثانية الهولندية لنشر نفس الشريط. المتورطون المغاربة الذين ظهرت صورهم ووجوههم بالشريط لحظة عرضه باسبانيا بداية سنة 2006، تم تسييجهم بحبال المتابعة القضائية، حيث نقلت 14 نقاشة وأربعة شبان، صوب محاكم طنجة التي قضت في حقهم بعقوبة سجنية متفاوتة، وجدوا أنفسهم اليوم بعد إعادة العرض بالقناة الهولندية، مجبرين على تجرع مرارة الإذلال والتشهير، وبالتالي تحمل العقاب لمرتين على نفس الذنب والجريمة. الرأي العام المراكشي يعيش اليوم في حيرة من أمره، وهو يجاهد لتفسير أسباب نزول هذا العرض الجديد/القديم بعد مضي ازيد من سبع سنوات على بته للمرة الاولى. حقيقة يجسدها اصحاب القناة الهولندية، على إبراز شهادة أحد الاسبان الذي يقدمه الشريط باسم خوسيه، دأب على زيارة مراكش مرة في الشهر، لاقتناص بعض الضحايا من القاصرين، وتحويلهم إلى أوعية لتفريغ مكبوتاته الشاذة.بنبرة لا تخلو من عنصرية، يسترسل السائح الاسباني في عرض تجاربه الجنسية. المشاهد والتعاليق، تم انتقاؤها عن سبق إصرار وترصد، بعد نفض الغبار عليها، وتقديمها كأنها وليدة اليوم في إطار محاولة مفضوحة للتشهير بالمدينة، وتقديمها على أنها «بانغوك» الافريقية!!.
المراكشية