اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

قطر وغيبوبة السياحة الداخلية

 

قطر وغيبوبة السياحة الداخلية

 

الدوحة "المسلة" … لم تستغل السياحة الداخلية في قطر خلال إجازة الربيع في جذب سياحي ينافس الهروب إلى الخارج، حتى أن الجذب السياحي للخارج كان أكثر جرأة في عرضه، ولا يقابله منافس في سوق السياحة الداخلية بطولها وعرضها. ومن ثم فلم تعد إجازة نهاية العام هي موسم السفر الوحيد إلى الخارج، بل أضاف البعض إليها إجازة الربيع، والتي أصبحت أيضا موسما ثانيا- رغم قصرها- للسفر.

 

ورغم أن النشاط السياحي الداخلي يعد أبرز النشاطات في مختلف البلاد وذلك لكثافة الأعداد البشرية التي تطمح لقضاء إجازة سياحية مهما كانت قصيرة وهذا الاتساع الهائل لمجالات النشاط السياحي لم يكن على هذا المستوى أو قريبا منه قبل عشر سنوات مثلا لكن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية من جهة، وكثافة الإعلام السياحي من جهة أخرى.

 

كل ذلك ساهم في وجود هذه القفزة السياحية العالمية وهو ما يفترض التعامل معه ودراسته والتخطيط له ليمكن منافسته بسياحة داخلية متنوعة ويقظة. اقتصاد السياحة الداخلية لا يعود بالفائدة فقط على الأسرة القطرية، ولكنه يصب في وعاء الاقتصاد الوطني من جهة، ويحفز السياحة الداخلية على أن تغادر كسلها من جهة أخرى.

 

وفي السطور التالية استعراض لتذكرة دواء يقدمها عارفون بالشأن السياحي لتحفيز السياحة الداخلية بصفة عامة، وخلال إجازة الربيع على وجه الخصوص. الكثير من الأسر لا تعرف اكثر من القرية أو المدينة التي تعيش فيها فإذا استطاعت السياحة الداخلية أن تجذب هذه الأسر وتشدها إلى المدن الداخلية والساحلية والمناطق السياحية كان لذلك اكبر الأثر في تعريف الأفراد بوطنهم ومنجزاته الحضارية الكثيرة والتي تعتبر معرفتها جزءا من الثقافة الوطنية المهمة ويترتب على هذه المعرفة بأجزاء الوطن ومنجزاته الحضارة ارتفاع نسبة الانتماء للوطن والفخر به ومن ثم يصبح الأفراد وسائل إعلامية متحركة في هذا المجال حسب "الوطن".

 

ثم إن الأطفال الذين ينشؤون داخل الأسرة وينتقلون معها في رحلاتهم السياحية الداخلية يصبح ذلك السلوك جزءا من تكوينهم وتصبح السياحة الداخلية سلوكا دائما لهم بدلا من السياحة الخارجية التي تشكل نوعا من التهديد الثقافي لبعض قيمنا وسلوكياتنا والتي ذهب ضحيتها عدد من الشباب، الذين يفضلون السفر للخارج لقضاء الإجازة.

 

إن تنظيم وصناعة السياحة الداخلية القطرية فن وحرفة تتطلب وضع الخطط واستغلال كل الإمكانات المتاحة وبعد النظر وعدم التعذر بالطقس خاصة أن الدول الشقيقة خير مثال وقد حققت نجاحات هائلة في اجتذاب وتنشيط السياحة الداخلية التي أكد العاملون في هذا المجال على أن البيئة القطرية تمتلك مقومات كثيرة لنجاح تلك السياحة، ناهيك عن أن تنظيم قطر للعديد من المؤتمرات والمعارض والأحداث الرياضية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والسياسية أيضا لتستحق أن تكون قبلة السائحين ووجهة المسافرين الذين ينشدون الاستجمام والهدوء ويعرفون كرم الضيافة القطري.

 

يقول وليد ممدوح الجاعوني مدير الشركة القطرية الدولية للمغامرات تعد منطقة منتجعات سيلين «شاليهات أم سعيد» وشاليهات الغارية أحد أهم المقاصد السياحية للقطريين والمقيمين لما تتمتع به من مشاهد سياحية جذابة ومحببة لدى الجميع لكن ما زالت الحاجة الملحة لزيادة عدد تلك المنتجعات التي تمثل مقصد الجميع لقضاء إجازة الربيع قليلة لا تتناسب مع حجم الطلب عليها لذا ننصح أن تتوسع مجالات الاستثمار في هذا القطاع الحيوي الخاص بالسياحة الداخلية وأن تهتم بها الدولة بتقديم تسهيلات في التراخيص للشركات الراغبة في بناء المنتجعات السياحية لخدمة أبناء الوطن مما ينعكس أثره إيجابيا على السياحة الداخلية وإثرائها، وحتى تلبي الطلب على السوق المحلي من تلك السياحة.

 

وأوضح أنه رغم غنى قطر بالسواحل البحرية الجميلة التي يمكن أن تكون مقصدا ليس فقط لسكان قطر ومقيميها بل تتوسع لتجذب الراغبين في السياحة من دول العالم المختلفة إلا أن تلك الشواطئ ما زالت تحتاج جهدا كبيرا لتحقيق الهدف المرجو منها في تنشيط السياحة الداخلية وهو ما جعل أسعار الشاليهات مرتفعة نتيجة الإقبال عليها في عطلة الربيع مثلا التي مدتها ليست طويلة لكن زيادة الطلب عليها رفع من سعرها وهو ما يدفع البعض إلى البحث عن رحلات خارجية وهو ما نأمل في الوقت القريب أن يتغير هذا الطلب عن تلك النوعية من السياحة الخارجية، وأن تتحول إلى سياحة داخلية ذات أطر جذب عالية، تحقق كل رغبات المواطنين.

 

وحول ما يدفع المواطن إلى فكرة السفر للخارج وقضاء الإجازة في أي دولة خارج قطر قال الجاعوني إن الدول المختلفة وعلى رأسها إحدى الدول الخليجية طرحت أفكارا جيدة لتنشيط سياحتها الداخلية ودعمت ذلك من خلال زيادة عدد المهرجانات التي ينتفع منها المواطن والمقيم وتوفر له ما ينشده من متعة سياحية، ورغم أن إجازة الربيع دائما ما تكون في جو ربيعي شتوي جيد مناسب للخروج إلى الصحراء وإقامة المخيمات، إلا أن عددها ليس كافيا تلبية كل الرغبات ولا تتناسب مع زيادة عدد الراغبين في تلك النوعية من السياحة، ويمكن هنا أن نشير إلى أن عدم توافر كميات كبيرة من المنتجعات الصحراوية الشتوية وعدم قدرة البعض على تجهيزاتها، تقف حائلا أمام الراغبين في قضاء الإجازات وهو ما يجب بحثه والعمل على توفير كميات كبيرة منه، فضلا عن أن عملية تنظيم المعارض الدولية بشكل منتظم أحد الركائز الأساسية في تنشيط السياحة الداخلية.

 

وعن دور الدولة في تدعيم قطاع السياحة الداخلية اقترح الجاعوني أن تكون هناك جوائز لدعم هذا القطاع من خلال غرفة سياحة قطر التي عليها أن تتدخل لدى القطاع الفندقي لتخفيض أسعار الغرف خلال فترة إجازة نصف العام بحيث تكون في متناول الجميع، مشيرا إلى أنه رغم وجود عدد كبير من الفنادق في الدوحة وخارجها إلى أن غرفها ليست محجوزة بالشكل الكامل نتيجة غلاء الأسعار، ويمكن هنا أن تكون تلك الأسعار مخفضة بشكل كبير للقطريين إلى جانب توفير الوسائل الترفيهية المطلوبة التي تخدم الراغبين بأسعار مخفضة كأن تكون أسعار الخدمات الفندقية مخفضة الأسعار كالساونا والمساج وغيرها والتي يفاجأ المواطن بأن أسعارها عالية جدا لا تتناسب مع إمكانياته في بعض الأحيان، ومن خلال رغبته الحقيقية في قضاء إجازة سعيدة في متناول إمكانياته المادية ينهمك في متابعة العروض المقدمة من فنادق في الدول المجاورة ثم يكون قراره الأخير تحمل نفقات التنقل والاستفادة بالخدمات المقدمة الرخيصة في تلك الدول.

 

وأضاف أنه يجب أن ترغم الشركات في المواسم على تخفيض أسعارها سواء في القطاعين الخاص أو العام لكي تجذب المواطن والمقيم مما يحدث الانتعاشة الاقتصادية التنشيطية المرجوة لهذا القطاع الحيوي، موضحا أن الهيئة العامة للسياحة العام الماضي طلبت تخفيض الأسعار وتقديم عروض متميزة من الشركات للمواطنين وهو ما كان له أثر فعال في جذب الراغبين في قضاء الإجازات فلماذا لا يستمر هذا الاتجاه، وهو أيضا ما نطالب الجهات المسؤولة ببحثه وتوفيره للمواطن.

 

مشيرا إلى أن الحكومة عندما فتحت المجال لتصاريح المخيمات الشتوية أمام المواطنين كانت خطوة جيدة في تشجيع السفر الداخلي وقضاء الإجازات داخل قطر، وبرزت على الساحة أهمية تلك الخطوة وإيجابياتها بشكل كبير، لكن تلك الخطوة ما زالت تحتاج إلى استصلاح مساحات كبيرة من الشواطئ وتجهيزها بالخدمات للعائلات وأن تكون أسعارها في متناول ذوي الدخل المحدود، وأعتقد أن جمال الشواطئ القطرية وروعتها تملك مقومات الجذب المنشودة لدعم هذا القطاع.

 

وطرح الجاعوني عدة أفكار لتشجيع السياحة الداخلية على رأسها أن المياه القطرية مليئة بالدلافين وهو ما يمكن استغلاله بعمل منتجع لتلك الدلافين تكون نقطة استقطاب للمواطنين والمقيمين، مشددا على أن تتوافر إلى جانبها الخدمات المطلوبة مع مراعاة التكلفة التي يتحملها المواطن، فضلا عن ضرورة التفكير في سياحة اللعب على الجليد بأن تصمم صالات خاصة بتلك اللعاب وهي تمثل إحدى المشاهد التي يستمتع بها المواطنون ويرغبونها في الدول الخارجية، فضلا عن كونها أحب الألعاب الترفيهية للأطفال، كما تساءل إذا كانت لدينا في قطر نعمة كبيرة وهي السواحل التي تحيطنا في كل اتجاه، فلماذا لا تكون لدينا مطاعم عائمة تدار فيها مؤتمرات ورحلات وغيرها من الأنشطة الترفيهية المحببة للجميع، علاوة على تدعيم تلك الأنشطة بزيادة المتنزهات والمسطحات الخضراء وفتح التصاريح لعمل بعض الأكشاك الخدمية في منطقة الكورنيش لخدمة المرتادين في تلك المنطقة وهو ما يوفر فرص عمل كثيرة وينشط مجال السياحة الداخلية.

 

كما تطرق إلى فكرة مستوحاة من التراث القطري وهي سياحة ركوب الجمال، وهي من أهم نقاط الجذب الحيوية والمرغوبة لدى الكثيرين وهو ما يمكن توفيرها في مكان معين يكون فيه مسارات لتك السياحة وهي تمثل رافدا تراثيا رائعا تتميز به قطر وتنفرد به بين الدول المختلفة لوجود أنواع جيدة منها، كما يمكن تخصيص موقع خاص بالمولات والمحال التجارية الكبرى كمنافذ للهيئة العامة للسياحة تتوافر فيها كتيبات عن التاريخ القطري، والمناطق والمنتجعات المتميزة، إلى جانب توفير خرائط استرشادية لتلك الأماكن وأسعارها ومواسم العروض الخاصة بها ويمكن الاستعانة بالشركات في معرفة أماكن الجذب السياحي الداخلية ووضعها على خريطة المؤتمرات الكبرى التي تدار في قطر فضلا عن أهمية أن يتم توزيع تلك الكتيبات في أماكن مختلفة وشاشات عرض في بعض الأماكن للتعريف بالتراث القطري السياحي.

 

وقدم الجاعوني الشكر للهيئة العامة للسياحة على اهتمامها بالاجتماع بالشركات وطمأنتها ومساعدتها على العمل وتذليل العقبات أمامها، مطالبا الهيئة بالنظر في أن اكبر تجمع سياحي في دولة قطر المعروف «بسوق واقف» لا يوجد به مكتب واحد يعمل على ترويج وتنشيط السياحة الداخلية، مشيرا إلى أن وجود تلك المكاتب بالسوق سيحدث نوع من المنافسة بين الشركات تنعكس بشكل إيجابي على المواطن والمقيم كما يمكن أن تساهم تلك المكاتب في زيادة عدد الحضور في البطولات المحلية مثل سباقات «جمال الخيل» و«سباقات الهجن» و«صيد الصقور» و«القلايل» حيث يمكن توفير الرحلات المخفضة التكاليف للراغبين في مشاهدة تلك المهرجانات بالإضافة إلى توفير المعلومات للراغبين في رؤيتها ومتابعتها في أماكنها مما سينعكس على زيادة جمهورها من خلال تلك المكاتب، وهو ما سيكون له أثر جيد على تنشيط السياحة الداخلية القطرية.

 

ويقول «حسن حجي» صاحب شركة المغامرات العربية إن طبيعة عملنا تنظيم الرحلات السياحية الداخلية إلى أبرز الأماكن الموجودة ولدينا أماكن نادرة الوجود في العالم ويمكن استغلالها بشكل أوسع في تنشيط السياحة الداخلية وعلى رأسها منطقة «خور العديد» التي تتميز بتلاقي الألوان الطبيعية للرمال الصحراوية بشكل لا مثيل له في العالم.

 

وأضاف حجي: نعتمد في عملنا على المؤتمرات وتنظيم الرحلات لداخل مدينة الدوحة ولغيرها من المناطق لكننا نحتاج إلى توسيع وتنويع أنشطة السياحة الداخلية بتخفيض أسعار الغرف في الفنادق وتقديم خدمات داخلية متميزة تجذب الراغبين في السياحة الداخلية مشيرا إلى أن المهرجانات الكبرى كفعاليات «قطر.. عينك عليها» كانت نقلة نوعية في تنشيط السياحة الداخلية وأنها ساهمت في تنشيط الحركة السياحية، كما ساهمت في تنشيط الأسواق التي أقيمت الفعاليات فيها من سوق واقف حتى اللاندمارك والحياة بلازا وذا مول وذا جيت، حيث شهدت هذه الأسواق اهتمام الزوار على اختلاف فئاتهم وفي كافة أماكنها، فيما شهدت المجمعات التجارية إقبالا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين وحتى الزوار من الدول المجاورة، وذلك لاختلاف الفعاليات وتنوعها وتوزعها في كافة أرجاء الدولة، مما يتيح الفرصة أمام الجميع للاستمتاع بتلك الفاعليات وهو ما يلفت النظر إلى أهمية تلك الفاعليات والمهرجانات التسويقية الكبرى في تنشيط السياحة الداخلية.

 

وأعرب حجي عن أمله أن تشهد الفترة المقبلة بداية حقبة جديدة من الاهتمام والتركيز على تنشيط السياحة المحلية وخلق سوق سياحي نشط على المستوى المحلي، من خلال تلك القاعدة السياحية القوية نستطيع بعدها أن ننطلق نحو الأسواق الخارجية، لنقدم لهم ما لدينا من خدمات وتسهيلات وفعاليات سياحية وترفيهية تقام على مدار العام.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled