الأردن- عاملون في القطاع السياحي يتخوفون من إلغاء حجوزات الموسم الأوروبي
عمان "المسلة" … أبدى عاملون في القطاع السياحي تخوفهم من إلغاء الحجوزات للمجموعات الأوروبية خلال الموسم السياحي الذي يبدأ منتصف الشهر الحالي.
وأبدى هؤلاء تخوفا من انعكاس الاضطرابات في سورية على واقع السياحة في المملكة، مشيرين الى أن اشتداد العنف في سورية وتوافد اللاجئين الى البلاد أثرا سلبا على السياحة في الأردن.
وطالبوا هيئة تنشيط السياحة والمسؤولين في القطاع بتكثيف الترويج للأردن سياحيا لجذب أكبر عدد من السياح، لتجاوز التأثيرات على القطاع السياحي في العام المقبل.
يذكر أن الفترة التي تمتد من الخامس عشر من الشهر الحالي، وحتى نهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من كل عام، تشهد المملكة خلالها توافدا كبيرا للسياح الأوروبيين في المملكة؛ إذ تمثل هذه الفترة عتبة الموسم السياحي الأوروبي.
وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار مؤخرا، أن عدد السياح القادمين من الدول الأوروبية انخفض خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي بنسبة 5.4 % إلى 345.6 ألف سائح.
وأكد رئيس جمعية السياحة الوافدة السابق محمد سميح للغد، أن وضع السياحة غير مريح نتيجة نسب الإلغاءات للحجوزات الأوروبية القادمة للأردن خلال الموسم الأوروبي المقبل، والتي تزداد كلما زاد التوتر على الحدود الأردنية السورية.
وقال سميح "نحن مرتبطون جدا مع سورية، وما يجري فيها من أحداث دموية أثر سلبا بشكل كبير على السياحة في الأردن".
ولفت إلى أن الأزمة المالية في أوروبا تسهم أيضا في تراجع أعداد السياح، ولكنها ليست بنسبة تأثير الاضطرابات في المنطقة.
وأبدى تخوفه الأكبر من استمرار الاضطرابات التي ستؤثر على الموسم السياحي العام المقبل، مشيرا الى أن مكاتب السياحة الوافدة مهددة بالإغلاق نتيجة هذه الأوضاع.
ودعا سميح هيئة تنشيط السياحة الى تكثيف حملاتها الترويجية للأردن؛ وخصوصا للعام المقبل، لافتا الى ضرورة فتح أسواق جديدة واعدة؛ كالبرازيل ودول شرق آسيا.
يشار الى أن هيئة تنشيط السياحة أطلقت، نهاية الشهر الماضي، قافلة سياحة إلى البرازيل لمدة خمسة أيام لترويج الأردن سياحيا بالتعاون مع جمعية وكلاء السياحة والسفر.
وروج وكلاء السياحة هناك لبرامج سياحية مشتركة بين (الأردن-دبي) و(الأردن-تركيا)، كون البرازيل تعد من الدول البعيدة جغرافيا؛ فيما يصعب استقطاب السياح من هناك إلى الأردن منفردة ضمن برنامج منفصل.
من جانبه، اتفق المستثمر في القطاع السياحي عوني قعوار، مع سميح، مؤكدا سوء الوضع السياحي في المملكة، مبديا تخوفه من عملية إلغاء الحجوزات السياحية الأوروبية.
وقال قعوار "المشكلة أنه يتم ربط الأردن في أوروبا بما يجري من أحداث في سورية؛ فيتم إلغاء الحجوزات كلما زاد التوتر هناك".
وبين أن الخوف يسيطر على العاملين في القطاع من أن يمتد التأثير على السياحة في البلاد حتى العام المقبل.
وأشار الى ضرورة تكثيف اللقاءات الأردنية في أوروبا مع المكاتب السياحية هناك لنقل الصورة الصحيحة عن الأردن وترويجه سياحيا لاستقطاب السياح.
ولفت عربيات الى أن هناك مؤتمرا سياحيا سينظم في فرنسا الشهر الحالي، سيشارك فيه الأردن الى جانب مؤتمر آخر سيعقد في لندن في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، متوقعا أن تسهم المشاركة في هذه المؤتمرات في إعادة وضع الأردن على الخريطة السياحية.
وأشار الى أهمية فتح الأسواق الجديدة لاستقطاب سياح جدد، وخصوصا من أوروبا الشرقية والبرازيل وشرق آسيا.
وتطرق عربيات الى حاجة هيئة تنشيط السياحة الى موازنة ضخمة من أجل الإنفاق على برامج الترويج، لافتا الى أن موازنتها قليلة في ظل التحديات.
وأظهرت البيانات الصادرة عن وزارة السياحة والآثار، أن الدخل السياحي شهد ارتفاعا منذ بداية العام ولنهاية تموز (يوليو) الماضي بنسبة 17 % إلى 1.5 مليون دينار مقارنة بـ1.3 مليون دينار للفترة نفسها من العام الماضي.
وارتفع عدد سياح المبيت؛ وأغلبهم من السياح العرب، حسب إحصاءات وزارة السياحة والآثار خلال الفترة نفسها، إلى 2.5 مليون سائح مقارنة بالعام الماضي الذي بلغ فيه 2.3 مليون سائح بنسبة ارتفاع 6.1 %.
وبخصوص المجموعات السياحية، فشهدت ارتفاعا في عددها منذ بداية العام وحتى نهاية الشهر الماضي بنسبة 4 بالمائة؛ حيث بلغ 262 مقارنة مع 253 للفترة نفسها من العام الماضي. وبلغ إجمالي عدد الزوار من دول الخليج العربي ارتفاعا بنسب بلغت 14 %؛ حيث بلغ خلال فترة المقارنة 419 ألفا مقارنة بالعام الماضي؛ إذ بلغ 366 الف زائر، إضافة الى نشاط ملحوظ لعدد الزوار من الدول الأفريقية بنسبة 30 % ليبلغ 12.3 ألف زائر مقارنة مع ما مجموعه 9.5 ألف زائر.
لكن إجمالي عدد زوار المملكة خلال الشهور السبعة الأولى من العام الحالي، شهد تراجعا بنسبة 6.1 % ليبلغ حوالي 3.8 مليون زائر مقارنة مع ما مجموعه 4 ملايين زائر للفترة نفسها من العام الماضي.