اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

الله هو «القدر»!

الله هو «القدر»!

بقلم : محمود كامل … بعض الناس تغريهم مواقع السلطة وتزايد النفوذ بأنهم هم «القدر»، وأن ثقل وجودهم -بالقهر والظلم- على التابعين ليس أكثر من قدر مكتوب على هؤلاء لا مهرب منه، وينسى هؤلاء المتسلطون بسطحية المفاهيم أن «القدر هو الله» وذلك طبقا لقول قدسي: لا تسبوا القدر فإنني أنا القدر، وبما أن الله هو القدر، وأنه حي لا يموت، بينما كل هؤلاء ميتون طبقا لقول قرآني في رسول الله: إنك ميت.. وإنهم ميتون. فإن انتحال صفة القدر لا تنطبق، كما أنها لا تليق بأدب العبودية للخالق! وبمراجعة عاقلة للمفهوم الواسع «للوجود والعدم»

 فإن هؤلاء السلطويين ليسوا أكثر من «كوارث قدرية» ضمن اختبارات للبشر بالصبر السلبي، أو «جهاد» هؤلاء دعما للحق وإعادة الحقيقة إلى «عرش العدالة» وعيب الصبر على ابتلاءات السلطة هو إساءة فهم أصحابها لذلك الصبر السلبي بتصور بأنه رضا على ما يفعلون، وأن تصور الصابرين بأنهم سوف يجزون على صبرهم، وهو ما يخالف الحقيقة من مفهوم أن «الساكت عن الحق .. شيطان أخرس»

وإن كان هؤلاء الساكتون يعملون ضمن مفهوم شعبي يقوله مثل قديم: «اصبر على جار السّو، يا يرحل، يا تجيله مصيبه تشيله»، وهو مثل يحض على ترك كل الابتلاءات للأقدار دون تفعيل لإرادة الناس الذين أول مهام خلقهم هو «عدل المعوج» حتى تستقيم خطى الناس على طريق الحياة تفرغاً لتعمير «الكون» الذي خلقهم الله من أجله! ولأن الله «يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، فإن الظالمين يسيئون فهم طول بقائهم فوق كراسي الظلم.

بل ويتصورون أحيانا أن مجرد وجودهم في الحياة هو «مكرمة إلهية» لأولئك الرعايا ضمن تصور وهمي لديهم بأن سلطانهم لن يزول أبدا بأوهام يدخلها في أدمغتهم عشرات الحواريين المحيطين بهم، دون إدراك بأن مئات الملوك والأباطرة السابقين -على طول الزمن- قد احتواهم تراب القبور، ناسين تماماً واقعة تحدث عنها القرآن بأحدهم الذي نظر إلى جنته قائلا: ما أظن أن تبيد هذه أبدا، لتكون النتيجة أن أتاها أمر الله فلم يصبح لها وجود كأنها لم تخلق أبدا!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled