القاهرة " المسلة " … اسهمت الاحداث والمتغيرات التي شهدها و يشهدها العالم العربي بتأثير على الواقع السياسي والاقتصادي للعديد من البلدان العربية خصوصا بلدان الربيع العربي التي عانت العديد من الازمات التي شملت مختلف القطاعات والمؤسسات الحكومية المهمة ومنها قطاع السياحة والذي يعد من اهم الموارد الاقتصادية في بعض تلك البلدان، ويرى بعض المراقبين ان حالة عدم الاستقرار الامني والمشاكل المستمرة قد اثرت بشكل فاعل على الواقع السياحي الذي يعتبر مورد وداعم مهم للاقتصاد، وقد ادت الاضطرابات في دول الربيع العربي الى تراجع السياحة العام الماضي بشكل كبير في دول كمصر وتونس وسوريا في حين استفادت وجهات مثل تركيا ودبي من بحث السياح عن اماكن امنة، بحسب خبراء شاركوا في معرض للسفر. وقالوا خلال اعمال "الملتقى العربي للسفر" في دبي ان مصر وتونس شهدتا تراجعا بسبب اعمال العنف التي صاحبت حركات الاحتجاج التي ادت في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير 2011 الى طرد رئيسي البلدين.
وفي المقابل، استفادت دبي وتركيا من هذا التراجع. واستقبلت تركيا 1,4 مليون سائح عربي خلال الاشهر الثمانية الاولى من العام 2011 مقابل 1,2 مليون خلال الفترة ذاتها من العام 2010. ومن المتوقع ان يبلغ العدد الكلي 1,7 مليون للعام 2011. وتأكيدا لظاهرة الاضطراب في خارطة السياحة الاقليمية، قال احمد يوسف المسؤول في شركة اماديوس التي تزود وكالات السفر بتكنولوجيا المعلومات ان "اعداد المصريين المتوجهين الى تركيا ازدادت 400 في المئة العام 2011".
من جهتها، شهدت دبي ارتفاعا نسبته عشرة في المئة العام 2011 حيث بلغ عدد الذين قصدوا الفنادق 9,09 مليون سائح محققين عائدات 4,4 مليار دولار، اي بزيادة 20 في المئة مقارنة مع العام السابق وفقا لارقام صادرة عن المعرض. وتراهن دبي على عشرة ملايين سائح العام الحالي. وهذا امر بات في متناول اليد مع ارتفاع اعداد القادمين تسعة في المئة في الفصل الاول مع وصول 2,6 مليون سائح، بحسب ارقام صدرت الاسبوع الحالي.
ويقول خالد المزروعي مدير مطار امارة الفجيرة ان "السياح يبحثون عن وجهات آمنة وخدمات نوعية". اما بول غريفيث مدير مطارات دبي فيشير الى ارتفاع في اعداد السياح الخليجيين، وتحديدا السعوديين والكويتيين. وقال للصحافة "كانت هناك عملية اعادة توزيع للسياح في الاشهر المنصرمة" مشيرا الى "قفزة في اعداد القادمين من الكويت والسعودية" ودول خليجية اخرى.
واكد مشاركون في المعرض ان دبي مع اماكن اللهو والمراكز التجارية الكثيرة تشكل عامل جذب للسياحة العائلية والتسوق. وتقطف دبي الان ثمار استراتيجيتها الهادفة الى جعلها وجهة سياحية من الطراز الاول بفضل البنى التحتية في قطاع الفنادق والمطارات الحديثة والمراكز التجارية الفخمة.
اما بالنسبة للمنطقة بشكل عام، فقد شهدت السياحة عاما سيئا. ويقول يوسف " في الاجمال، شهد الشرق الاوسط وشمال افريقيا تراجعا وخصوصا في تونس ومصر". وتظهر احصاءات المنظمة العالمية للسياحة في اذار/مارس الماضي ان عدد السياح في الشرق الاوسط انخفض بنسبة 8,4 في المئة العام 2011 الى 54,8 مليون بعد زيادة قدرها 14,9 في المئة العام 2010. بحسب فرنس برس.
وفي شمال افريقيا، بلغت نسبة التراجع 9,9 في المئة مع 16,9 في المئة العام 2011 بعد ان شهدت زيادة حجمها 6,5 في المئة العام الذي سبقه، وفقا للمصدر ذاته. وتراجع النشاط السياحي بنسبة 41 في المئة في سوريا و 32 في المئة في مصر و31 في المئة في تونس و24 في المئة في لبنان. كما تراجع 16 في المئة في الاردن في الاشهر السبعة الاولى العام 2011، وتساهم السياحة بنسبة 14 من الناتج الاجمالي العام في هذا البلد.
في السياق ذاته توقع وزير السياحة المصري نمو عدد السياح الوافدين إلى مصر إلى 12 مليونا بنهاية 2012 بزيادة 23 بالمئة عن العام الماضي مستبعدا أن يتأثر القطاع بانتخاب رئيس للبلاد من التيار الاسلامي. وتضرر الاقتصاد المصري بفعل تراجع اعداد السياح والمستثمرين في اعقاب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك من السلطة قبل نحو 17 شهرا.
ويخشى كثيرون في القطاع السياحي من تأخر تعافي القطاع لو فرض الرئيس محمد مرسي قيودا على القطاع مثل منع لباس البحر والخمور وهي أمور تعتبر جزءا معتادا من عطلة أي سائح اجنبي على الشاطئ. ولم تشر جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي إلى أنها ستقدم على فرض مثل هذه القيود.
وقال الوزير منير فخري عبد النور في مؤتمر صحفي بالقاهرة إن مصر استقبلت خمسة ملايين و242 الفا و652 سائحا في الشهور الستة الأولى من 2012 بزيادة 27 بالمئة عن الفترة ذاتها من 2011. وأضاف أن الفترة شهدت زيادة ملموسة في عدد السياح من روسيا وبولندا والمانيا على وجه الخصوص. وقال "أتوقع أن الجزء الثاني من العام سيشهد نموا سياحيا عظيما" مشيرا إلى عوامل من بينها مبادرات من جانب الوزارة لدعم السياحة البيئية. وأضاف "أنا أتوقع أن مصر ستتمكن بدون مجهود كبير (من) أن تنهي السنة باستقبال أكثر من 12 مليون سائح."
وسئل إن كان قلقا بشأن تعافي القطاع بسبب قيود يمكن أن يفرضها مرسي فقال عبد النور إنه لا يتوقع فرض أي سياسات قد تضر بقطاع السياحة المهم. وقال "لا توجد قوة سياسية أو حزب سياسي أو رئيس جمهورية أو حكومة تعمل في إطار ديمقراطي مسؤول وبالتالي يحاسب من الرأي العام … أن يتبع سياسات تضر بالسياحة في مصر." بحسب رويترز.
وأضاف "السياحة يعمل بها أربعة ملايين شخص ويتأثر بها بشكل غير مباشر أكثر من 14 مليون واحد." وقال إن مصر تملك الإمكانيات اللازمة لتحقيق ايرادات سياحية بقيمة 25 مليار دولار بحلول 2017 وهو ضعف الرقم الذي حققته في 2010. وتشكل السياحة وهي مصدر مهم للعملة الاجنبية 11 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي في مصر.
السياح يعودون الى تونس بعد عام من الاضطرابات
من جانب اخر وفي قاعة الاستقبال الرخامية لفندق فاخر بحزيرة جربة التونسية يتهادى أوروبيون في أردية الحمام البيضاء جاءوا لينعموا بالاسترخاء في المنتجع الصحي أو ليستمتعوا ببضع ساعات من أشعة الشمس على الشاطئ. وعلى الافطار يجد القائمون على الخدمة صعوبة في ملاحقة طلبات زبائن المطعم. وفي كل مكان يمكن وسط الثرثرة سماع كلمات فرنسية وألمانية وانجليزية بل وعربية لليبيين فارين من أجواء عدم التيقن السياسي في بلدهم.
وبعد عام من الاضطرابات الثورية التي دفعت السياح للنزوح عن المقصد المتوسطي الرائج تأمل تونس أن يكون عام 2012 ايذانا ببدء تعافي القطاع الذي كان يسهم بنحو سبعة بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي ويوظف 500 ألف شخص وهو ثاني أكبر عدد بعد القطاع الزراعي.
وقالت مونيكا وهي سائحة فرنسية زارت تونس مرارا من قبل "سمعت الكثير عن عدم استقرار الوضع الامني لكن الواقع مختلف تماما والوضع امن. نسهر في الخارج كل ليلة ولا شيء يخيفنا." لكنها رفضت الادلاء باسمها الكامل. وقالت "أنا هنا مع صديقتي هذه المرة لكن في الصيف سأعود مع الاسرة وسأقول للجميع ان تونس لم تتغير. بل انها ازدادت سحرا عن ذي قبل."
وفي 2011 زار أقل من خمسة ملايين شخص البلد الذي شهد فجر الربيع العربي عندما أطاحت ثورة بالرئيس زين العابدين بن علي في يناير كانون الثاني 2011 مما أوقد شرارة موجة من الانتفاضات في أنحاء المنطقة. وتراجعت أعداد الزائرين من سبعة ملايين في 2010 في حين انخفض دخل السياحة وهي أكبر مصدر للعملة الصعبة لتونس بمقدار الثلث في 2011 أي ما يعادل مليار دينار تونسي (653 مليون دولار). وأغلق 25 فندقا مما تسبب في الغاء 3500 وظيفة.
وفي العام الحالي يأمل القطاع في تعويض نصف خسائره وجذب ستة ملايين زائر وزيادة الايرادات 500 مليون دينار عن العام الماضي. وفي حين شهد البلد انتقالا سلسا نسبيا الى الديمقراطية الا أن حرب العام الماضي في ليبيا المجاورة دفعت بعشرات الالاف من اللاجئين عبر الحدود مما أثار المخاوف من امتداد الصراع وتأخر التعافي الاقتصادي.
ومما تسبب في عزوف السياح أيضا بعض الاحتجاجات من حين لاخر والمخاوف من أن حزب النهضة الاسلامي الذي فاز بأول انتخابات بعد الثورة في أكتوبر تشرين الاول قد يسعى لاسلمة المجتمع اضافة الى الازمة الاقتصادية في أوروبا. وكانت نسبة الاشغال بفندق راديسون بلو ذي الخمسة نجوم في جبرة التي اجتذبت 1.2 مليون زائر قبل الانتفاضة قد تجاوزت 75 بالمئة في 2010 الذي كان عاما قياسيا. وفي العام الحالي يأمل سامي عونالي مدير المبيعات والتسويق في بارك ان وراديسون بلو بجزيرة جبرة أن يسترد الفندق 90 بالمئة من حجم الاعمال المفقود.
وقال "توقعنا عودة السياحة في ابريل/مايو 2011. كان الامر ممكنا لكن عندما يسافر السياح فانهم يفكرون بالوضع الامني وقد تسببت الثورة الليبية ومخيمات اللاجئين في تباطؤ التعافي." وقال ان الحكومة الجديدة التي تخوض سجالا سياسيا بشأن دور الاسلام في الدستور كانت بطيئة أيضا في تطمين السائحين. وقال "في الاشهر الاربعة الاولى من 2012 لاحظنا نمو السياحة في جربة 200 بالمئة مقارنة مع 2011 لكن تلك كانت سنة أساس متدنية. أمامنا 20 بالمئة أخرى لتحقيق مستويات 2010 … في 2013 نأمل أن نعادل مستويات 2010 أو نتجاوزها نظرا لما تتمتع به جربة من امكانيات."
والاقتصاد التونسي صغير نسبيا فحجم الناتج المحلي الاجمالي لا يختلف كثيرا عن نظيره لجمهورية الدومنيكان. لكنه يصلح مؤشرا لاداء الاقتصادات الاكبر غير النفطية في التعافي من تداعيات الربيع العربي. وقفزت أعداد السائحين 53 بالمئة في الربع الاول قياسا الى الفترة ذاتها من العام الماضي. وفي المقابل فان الحكومة الجديدة في تونس التي يقودها الاسلاميون تبذل جهودا مضنية للتأكيد على ترحيبها بالسياح والشركات بعد اضطرابات تسببت في انكماش الاقتصاد 1.8 بالمئة وارتفاع البطالة من 13 الى 18 بالمئة العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء حمادي الجبالي للصحفيين خلال مؤتمر للسياحة المتوسطية شاركت في رعايته منظمة السياحة العالمية "سنحترم تقاليد ضيوفنا في المأكل والملبس ونمط الحياة." وبعث المؤتمر الذي عقد في ملهى ومواقع أخرى تطل على شواطئ يرتادها السياح بلباس البحر وتقدم فيها الخمور برسالة واضحة.. الحكومة التي يقودها الاسلاميون لن تمنع الخمور ولن تفرض قيودا تتعلق بالزي على الزائرين كما كان يخشى كثيرون من التونسيين والاجانب بادئ الامر. وقال الجبالي "البعض يريد أن يظهر تونس بمظهر الغابة وأن يزرع الخوف من حكومة النهضة لكن هذا لا يعكس الواقع."
وحتى بالنسبة للقادمين من ليبيا والذين شكلوا جانبا كبيرا من السياح في تونس على مدى الربع الاول فان جارتهم الهادئة تتيح متنفسا ليس فقط من عدم الاستقرار بل من بلد يحظر الخمور ولا تتوافر فيه وسائل التسلية. وقالت تونسية كانت ذاهبة لمقابلة توظيف في منتجع جربة "يقولون لا يوجد سياح لكن الفنادق مزدحمة .. يقومون بالتوظيف خلال الموسم حتى اذا كنت تفتقر للخبرة."
لكن في حين يعد تحسن السياحة علامة مشجعة فان التوقعات غير أكيدة. ويرجع ذلك الى أن الزائرين القادمين من منطقة اليورو والذين كانوا قبل الثورة يشكلون معظم السياح في تونس يكابدون ضغوطا على قدرتهم الانفاقية جراء أزمة ديون المنطقة.
كما أن انتعاش السياحة لن يفيد الا المنتجعات الساحلية وهي المناطق الاكثر ازدهارا بالفعل ولن يفيد كثيرا مدن وسط البلاد حيث الصناعة محدودة والبطالة مرتفعة وحيث مازالت أعمال الشغب حدثا متكررا. وتتوقع وزارة المالية نمو اقتصاد تونس 2.2 بالمئة في الربع الاول من العام الحالي وهو ما سيكون تحسنا كبيرا عن العام الماضي لكنه يظل أقل من نسبة النمو المستهدفة للعام وهي 3.5 بالمئة.
وبغية تعزيز الدور الاقتصادي للسياحة تعترف الحكومة بضرورة التنويع بدلا من الاعتماد على سياحة الشواطئ التي تجتذب أصحاب الميزانيات المحدودة وأن تستقطب زائرين من مناطق بعيدة مثل اسيا وأمريكا. وهي تسعى أيضا لتنشيط السياحة الثقافية لمواقع أثرية مثل المسرح الروماني في الجم والحي القديم بالعاصمة تونس ومتحف الفسيفساء في باردو الى جانب تطوير السياحة في صحراء وسط البلاد التي كانت كهوفها وطبيعتها الموحشة موقعا لتصوير أفلام حرب النجوم.
ومن شأن تلك المبادرات أن توسع نطاق ايرادات السياحة لتشمل المناطق الداخلية الفقيرة التي انطلقت منها شرارة الاحتجاج على البطالة والاستبداد السياسي في البلد الذي كان حتى العام الماضي دولة بوليسية. بحسب رويترز.
وحتى الثورة نفسها تعتبر عامل جذب حيث تعتزم الحكومة تنظيم رحلة سياحية عبر مدن وسط البلاد التي انطلقت منها الانتفاضة الى شارع الحبيب بورقيبة والحي القديم حيث نقاط الصدام الاخيرة في احتجاجات العام الماضي. وقالت كارين وهي سائحة فرنسية رفضت أيضا اعطاء اسمها الكامل وكانت تتحدث وهي في طريقها الى موقع للعلاج بمياه البحر في بارك ان بجربة "أشعر بالفعل أن شيئا ما تغير في تونس. أشعر باسترخاء أكبر عما شعرت به في زيارتين سابقتين. "الان تستطيع سماع الباعة والاصدقاء يتناقشون وينتقدون رئيسهم وحكومتهم بلا خوف … في زيارتي القادمة سأحاول زيارة أماكن أخرى ربما المنستير والحمامات. كل شيء يشجعني على العودة الى هنا."
نمو وتعافي
على صعيد متصل قال وزير السياحة اللبناني فادي عبود إن لبنان يستهدف استقطاب مليوني سائح في عام 2012 بزيادة 25 بالمئة عن عام 2011. وقال عبود "نأمل هذا العام ان نزيد عن مليوني سائح بنسبة 25 بالمئة زيادة عن العام الماضي." وأضاف ان أعداد السياح خلال الربع الأول من عام 2012 بلغت 313.7 الف سائح مسجلة زيادة بلغت 20 بالمئة عن نفس الفترة من العام الماضي.
ورغم أن ثورات الربيع العربي لم تمر على لبنان إلا أن قطاع السياحة فيه تضرر بشكل خاص جراء الاضطرابات التي تعصف بجارته سوريا منذ أكثر من عام والتي أدت الى سقوط اكثر من تسعة آلاف قتيل حسب احصاءات للامم المتحدة. وكان يمر عادة عبر سوريا نحو 300 الف من السياح العرب القادمين برا إلى لبنان.
وقال عبود "تقريبا لبنان خسر 90 بالمئة من السياحة البرية عبر سوريا. لكن أعداد القادمين الى لبنان عبر مطار بيروت خلال الأشهر الأربعة الأولى زادت بنسبة 22 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي." أضاف" انا مرتاح جدا للحركة من خلال مطار بيروت والتي هي حركة ناشطة وجيدة جدا." وأوضح ان السعوديين عادوا واحتلوا المركز الأول في أعداد السياح بعدما تراجعت أعدادهم العام الماضي نتيجة الأوضاع الأمنية في المنطقة وخصوصا في سوريا. كما ذكر ان عدد السياح الأوروبيين زاد ثمانية في المئة في أول أربعة أشهر عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقال عبود "الإنفاق السياحي زاد عن السنة الماضية 36 بالمئة لأن السائح الذي يأتي عن طريق المطار تكون القوة الشرائية عنده أكثر من السائح الذي يأتي عن طريق البر." وأعتبر الوزير أن الموسم الصيفي سيكون "مميزا جدا" قائلا "بدأنا اطلاق المهرجانات التي ستكون هذا العام ناجحة جدا جدا. بالأمس اطلقنا برامج مهرجانات بيت الدين واليوم نطلق مهرجانات بعلبك وبالتالي البرامج مميزة جدا ومعمولة بشكل مدروس جدا جدا."
ويستضيف لبنان كل صيف العديد من المهرجانات الدولية التي تستقطب العديد من السياح العرب والاجانب وخصوصا تلك التي تقام في مدينة بعلبك الرومانية الاثرية وقصر بيت الدين الشهابي وقلعة جبيل الفنيقية. ويروج لبنان لنفسه منذ فترة طويلة كبلد متنوع يضم آثارا رومانية وكهوفا جيرية ومنتجعات وشواطئ وحياة ليلية صاخبة. ويركز في حملته الترويجية على المغتربين اللبنانيين والمنحدرين من أصل لبناني. بحسب رويترز.
ويقول مسؤولون في وزارة السياحة إن الوزارة تقوم حاليا بتكثيف الترويج للبنان كوجهة للسياحة الصحية حيث تم البدء في تقديم عروض تشمل العلاج والاقامة الفندقية وتذكرة السفر بأسعار مناسبة. ويشتهر لبنان بكثير من انواع العلاجات أهمها وأشهرها جراحة عمليات التجميل التي تزدهر في فصل الصيف مع موسم السياحة حيث تقبل الخليجيات خصوصا على القيام بعمليات تجميل اثناء زيارة لبنان. وقال وزير السياحة إن الحجوزات كاملة في فصل الصيف على صعيد الطيران والفنادق. وأضاف "لبنان استفاد من الأحداث الجارية من حوله في المنطقة… من سخرية القدر اليوم أن لبنان الذي عانى على مدى 30 سنة من حروب داخلية هو البلد الاكثر أمنا وهذا أمر نحن مرتاحون ومسرورون منه."
من جهة اخرى اكد وزير السياحة والآثار الاردني نايف حميدي الفايز ان قطاع السياحة في المملكة بدأ مرحلة التعافي بعد الازمة التي خلفها الربيع العربي على منطقة الشرق الاوسط. وقال الفايز في مؤتمر صحافي "بدأنا ان شاء الله مراحل التعافي في هذا العام ونأمل ان يكون العام المقبل 2013 افضل بكثير ونرجع الى ما كنا عليه في السابق". واشار الى ان قطاع السياحة عانى في 2011 من ازمة لاتزال آثارها واضحة حتى يومنا هذا.
واضاف "نحن متأكدون بأنه سيكون هناك ارتفاع على نسب القادمين الى الاردن وتحديدا من دول الخليج وفي فترة الصيف"، مشيرا الى ان اعداد السياح القادمين من دول الخليج وحدها تجاوز 214 الف زائر حتى نهاية نيسان/ابريل الماضي. واشار الفايز الى انه قام العام الماضي بجولة على دول الخليج للتأكيد على ان "الاردن لايزال البلد الامن المستقر الذي يرحب بزواره على مدار العام".
وحول ما اذا كان هناك تأثير من الحراك الشعبي الذي يحدث في الشارع على قطاع السياحة في المملكة ، قال الفايز "طبيعي هناك تأثير لان الاعلام لم يكن واضحا في البداية لكن مع مرور الوقت اصبح اكثر انصافا واعطى صورة اوضح للزائر" حول الاوضاع في المملكة. واكد ان "ما يحدث في الاردن هو تحرك ديموقراطي سلمي تتعامل مع الاجهزة بكل وعي".
ويعتمد اقتصاد الاردن البالغ تعداد سكانه 6 ملايين نسمة وتشكل الصحراء نحو 90 % من مساحة أراضيه، الى حد كبير على الدخل السياحي الذي يشكل نحو 14 % من اجمالي الناتج المحلي. وادت الثورات في عدد من الدول العربية الى انخفاض عائدات السياحة في الاردن حوالى 16 بالمئة في 2011 بعدما تجاوزت ثلاثة مليارات دولار العام 2010. بحسب فرنس برس.
وتمثل السياحة المصدر الثاني للعملات الاجنبية في الاردن بعد التحويلات المصرفية من عشرات آلاف المواطنين الاردنيين العاملين في الخارج خصوصا في دول الخليج. وفي الاردن عشرات المواقع السياحية لا سيما مدينة البتراء الاثرية ومعبد جرش الروماني وصحراء وادي رم والبحر الميت والمغطس وخليج العقبة. ويأتي السياح في الدرجة الاولى من اوروبا تليها دول آسيا والمحيط الهادئ.
الارهاب و الاقتصاد
من جانب اخر تبدو ساحة "جامع الفنا" الشهيرة في مراكش شبه فارغة في هذا اليوم القائظ إلا من بعض مرقصي الأفاعي والمشعوذين وباعة عصير البرتقال الذي يكثر عليه الطلب في مثل هذا المناخ الحار. ورغم ان تفجير مقهى "أركانة" العام الماضي أثر "بشكل طفيف" حسب المسؤولين على السياحة في مراكش إلا ان فراغ الساحة تقريبا من السياح في هذا اليوم من مايو يعود بالأساس إلى ارتفاع درجة الحرارة بطريقة غير مألوفة في مثل هذا الوقت من العام مما دفع أغلب السياح إلى الإختباء في فنادقهم. وفي المساء حين تزدهر الساحة يبدو الأمر عاديا حيث تكتظ الساحة من جديد بزوار مغاربة وأجانب .