ساهم تعيين المهندس عيسى بن محمد المهندي رئيسا للهيئة العامة للسياحة في ارتفاع سقف توقعات المواطنين والمقيمين حيال إمكانية تطوير المنتج السياحي المحلي الذي يعاني ضعفا واضحا لا يتسق مع النمو والتوسع الذي تشهده سائر القطاعات الاقتصادية في البلاد.
ويُراهَن على المهندي بتبديد حزمة الملاحظات التي ما انفكت تطارد دور الهيئة في خلق الفعاليات وبناء المرافق المحلية الكفيلة بإقناع المواطن والمقيم بزيارتها لأغراض الاستجمام والترفيه، ليضطر هؤلاء لاستهداف مقاصد سياحية إقليمية ودولية نتيجة ضجرهم من ضعف الملاذات المحلية.
ومن الملاحظات التي أخذت على الهيئة في المرحلة الماضية، وقوفها مكتوفة الأيدي حيال الملاحظات السلبية المقدمة بشأن مستوى الخدمات السياحية العامة في البلاد، مكتفية بدور افتتاح المعارض المحلية المختلفة، والترويج للسياحة القطرية في الخارج من دون خلق مرافق تقنع هؤلاء بالوفود لأغراض السياحة الترفيهية والاستجمامية.
وحتى إعداد هذا التحقيق، أي بعد مضي نحو أسبوعين من قرار تعيين السيد المهندي رئيسا للهيئة، فإن الموقع الإلكتروني للأخيرة ما زال ينشر رسالة الرئيس السابق من دون أن يجري أي تحديث بما يتفق مع التغير الإداري الذي شهدته واحدة من أهم المؤسسات الخدمية المحلية.
وجهت سهام الانتقاد طيلة السنوات الماضية لهيئة السياحة نظير عجزها عن خلق مرافق وتقديم خدمات تعزز من نشاط السياحة المحلية، إذ وصفها مواطنون ومقيمون لـ «العرب» بأنها أضعف حلقات المؤسسات الحكومية من حيث الأداء رغم حجم المخصصات المالية الهائلة المرصودة لها.
وكما يؤكد الكثيرون أن الهيئة ظلت طوال السنوات الماضية تركز فقط على تنظيم المعارض دون أي جديد بالنسبة للخدمات السياحية الأخرى التي من المفترض أن تكون هي الجاذبة لحركة السياحة المحلية.
جاء قرار تعيين عيسى بن محمد المهندي رئيسا للهيئة ليفتح نافذة الأمل بإمكانية تعديل مسار قطاع السياحة المحلي، ورفده بالخطط الناجعة والبرامج الكفيلة بجعل الدوحة وجهة سياحية إقليمية، فيما تتمتع البلاد بأفضل المستويات العالمية من حيث الأمن والاستقرار فضلا عن تقدير أهل البلاد للزوار القادمين.
«العرب» حرصت على لقاء عدد من المواطنين والمقيمين بهذه المناسبة لتقصي آرائهم إزاء تطلعاتهم لمستقبل القطاع السياحي والخدمات والمرافق الواجب إنشاؤها في المرحلة التالية وما السلبيات الواجب تلافيها مستقبلا لضمان تعزيز مكانة الدوحة السياحية.
ووضع هؤلاء على طاولة الرئيس الجديد للهيئة تصوراتهم حيال حلول النواقص التي تواجه المرافق المحلية لوضعها في حسبان خططه المستقبلية.
ووفقا للبيانات الأخيرة الصادرة عن الهيئة، فقد نمت معدلات السياحة الخليجية بنحو %22 في الربع الأول من العام الحالي، بيد أن ذلك تواكب ذلك مع انخفاض معدلات إشغال الفنادق من مستوى %68 إلى %64 حال مقارنة الربع الأول من العامين الحالي والماضي، ويبرر البعض ذلك التراجع لتدشين مؤسسات ضيافة جديدة تمكنت من جذب عملاء كانوا يتجهون لمنشآت منافسة.
تنظيم المعارض لا يكفي
تقول المقيمة الفلسطينية ليلى سالم والمتواجدة في قطر منذ 29 عاما «أعتقد أن هيئة السياحة مطالبة خلال الفترة المقبلة ببذل مزيد من الجهود في ظل ضعفها في السنوات الماضية، حين اقتصر تركيزها على الأنشطة الرياضية فقط ولذلك لا بد أن يكون التركيز على الجانب السياحي والثقافي بنفس القدر».
وأضافت ليلى -العاملة في أحد البنوك- أن تركيز الهيئة على تنظيم وإقامة المعارض لا يكفي لتعزيز الواقع السياحي، ولا بد لها من توسيع رقعة دورها بغية الارتقاء بمستوى الخدمات والمنتجات المقدمة داخليا.
وزادت «في السنوات الماضية كان هناك العديد من الأنشطة التي تم إلغاؤها بعد ثبوت فشلها، لذا لا بد من استعادتها بطريقة مختلفة ومن منظور آخر، ولا ضير من الاستفادة من خبرات هيئة السياحة في دبي، وهذا في حد ذاته لن يكون بمثابة تقليد أو تكرار».
الخبرات العربية
وطالبت ليلى هيئة السياحة بضرورة القيام بإجراء تسهيلات جديدة من شأنها تنشيط الدخول للدوحة من قبل الزوار، بما يكفل استقطاب مزيد من الشرائح السياحية المستهدفة، على شاكلة تلك التسهيلات التي توفرها دبي من قبيل التأشيرات والحجوزات.
وقالت أيضا: «خدمة العملاء السياحية تواجه مشاكل كثيرة لا بد من حلها بأقصى سرعة ممكنة، إذ ينبغي الاهتمام بالقادمين للدوحة لأغراض الزيارة أو السياحة ابتداء من خدمة الزوار في المطار مرورا بأي مكان يصلون إليه، الأمر الذي يتطلب استراتيجية واضحة لتطوير المنتج السياحي برمته».
وزادت «ليس شرطا أن تكون هذه الاستراتيجية معتمدة على الخبرات الأجنبية فقط لأن نظيراتها العربية تكون على دراية أكبر بالعادات والتقاليد والأجواء المحيطة بالمنطقة، وبالتالي فإن الكفاءة والخبرات الأجنبية قد تكون غير مفيدة في هذا الشأن».
انتقاد
ومن جانبها وجهت المقيمة السورية لما السابق انتقادا لاذعا للهيئة نظير الحفلات المتواترة التي تقيمها بسوق واقف خلال هذه الفترة والتي لا تحترم المشاعر العربية عامة والسوريين خاصة الذين يواجهون أداة القتل في بلادهم.
وقالت السابق -المقيمة في الدولة منذ 13 عاما وتعمل بجامعة قطر: «من الضروري التركيز خلال هذه الحفلات على كيفية دعم الشعب السوري معنويا ونفسيا إن أمكن، إن لم يكن هناك بالاستطاعة توجيه ريعها لتوفير إغاثة عاجلة إلى الشعب السوري الذي يعاني كثيرا خلال هذه الفترة».
وقتل نحو 20 ألف سوري منذ انطلاقة الثورة ضد النظام الحاكم في دمشق، فيما فقد وشرد مئات الآلاف طيلة عام ونصف من الثورة.
وفي سياق آخر، شددت السابق على أهمية استثمار الحي الثقافي «كتارا» بشكل أفضل طيلة الموسم من خلال أقامه مهرجانات سياحية مستمرة والسعي لاغتنام المسرح الكبير والذي يمكن أن يكون واجهه سياحية كبرى للدولة.
توفير الإمكانات البشرية
ويؤكد طالب محمد الشحري على أهمية توفير الإمكانات المادية والبشرية لإنجاح مخطط الترويج السياحي المحلي.
وقال طالب -وهو يعمل في إذاعة قطر ومراسل في التلفزيون القطري: «لابد من تهيئة الأماكن السياحية المختلفة بالدولة بالشكل الأمثل وإضافة أخرى لها لتحفيز المواطنين والمقيمين للتوافد إليها».
وذكر الشحري أن زيادة الوعي السياحي لدى المجتمع القطري أمر في غاية الأهمية، إذ يتوجب توفير مرشدين ذوي خبرة ودراية ومعرفة كافية بسائر الأماكن السياحية المحلية.
وزاد «من المهم أن يكون هؤلاء من أبناء الدولة».
وركز على أهمية الترويج والدعاية للمرافق والأماكن المتاحة في مختلف وسائل الإعلام.
مهرجان الدوحة السياحي
واستطرد الشحري في هذه الجزئية مؤكداً أن الثقافة السياحية غائبة في قطر، وضرب مثلا في هذا الصدد، قائلا «حين أذهب لمصر، أعرف تماما إلى أين أتجه وكيف ولكن هنا في الدوحة لا أحد يعرف سوى سوق واقف رغم وجود العديد من الأماكن السياحية المميزة».
وبرر هذه القناعة الخاطئة لدى الكثيرين بالقول «يعود ذلك لنقص الدعاية وعدم توافر الثقافة السياحية»، وقال: «أتمنى أيضاً من رئيس الهيئة الجديد أن يقوم بتنظيم مهرجان سياحي سنوي خاص بالدوحة ينطلق اسمه من مهرجان الدوحة السياحي وأن يتم اختيار وقت مناسب له وعمل دعاية مكثفة من أجل أن يكون مثل المهرجانات الأخرى الموجودة في الدول المجاورة».
وتتواجد في منطقة الخليج مهرجانات رئيسة من أبرزها دبي للتسوق، فبراير في الكويت، صلالة في عمان، الجنادرية السعودية فضلا عن مهرجانات جرش الأردني وبعلبك اللبناني وقرطاج التونسي.
توسيع الأماكن السياحية
كما طالب الشحري بضرورة توسعة الأماكن السياحية المحلية مستقبلا، خلال الفترة المقبلة خاصة أننا مقبلون على تنظيم أهم حدث رياضي في العالم وهو المونديال، وبالتالي فإن التركيز كله سيكون على قطر خلال الفترة المقبلة ومدى قدرتها على أن تكون وجهة سياحية مختلفة في منطقة الخليج.
الدعاية والأسعار
ويؤكد أيهم فياض من سوريا أن عملية الدعاية للأماكن السياحية الموجودة في قطر تعتبر ضعيفة للغاية حيث إن أغلب المقيمين لا يعرفون سوى أماكن قليلة اعتادوا التوافد إليها، وبالتالي فإن جذب السياحة من الخارج يتوقف على عملية الدعاية.
وقال: «يضاف إلى ذلك من وجهة نظري أن الأسعار باهظة جدا في العديد من الأماكن السياحية الموجودة، وهو ما ينطبق بكل تأكيد على مكان مثل كتارا وبالتالي فإن المقيمين يهربون من مثل هذه الأماكن».
وطالب أيهم فياض بضرورة أن يكون هناك حفلات غنائية مستمرة طوال العام لمطربين عرب مشهورين وفي أماكن مختلفة بالدوحة ولا بد أن يكون الإعلان عن هذه الحفلات بشكل مكثف حتى يعلم الجميع بها وهو ما يساعد بشكل كبير على الترويج السياحي للأماكن المميزة الموجودة هنا.
دور سينما في كتار
ويشاركه القول أحمد فياض من سوريا أيضا حيث يؤكد على غياب الدعاية للأماكن الجديدة بما يسهل مهمة المهتمين بالتعرف إليها، خاصة أن هناك العديد من الأماكن الأخرى لا نعرفها سوى من الأصدقاء والأقارب.
وأشار إلى أن مكانا مثل كتارا يحتاج إلى وجود دور سينما على أعلى مستوى حيث إن هذا من شأنه أن يساهم في زيادة الأعداد التي تحضر إلى الحي الثقافي خاصة أن دور السينما في قطر ليست كثيرة.
التركيز على أماكن محددة
أما نادية فياض من سوريا فتؤكد أن تركيز أغلب الفعاليات والمهرجانات في أماكن محددة مثل سوق واقف يجعل الانطباع السائد أن هذا المكان هو الوحيد الموجود للسياحة في قطر وهو بالطبع غير حقيقي مشيرة إلى أن عدم تواجد مرشدين سياحيين مؤهلين يجعل عملية معرفة الأماكن السياحية الأخرى صعبة للغاية وقالت: «علمت مثلا أن هناك شاطئ الرويس في الشمال مميز للغاية ولكن علمت هذا الموضوع من إحدى صديقاتي وليس من خلال هيئة السياحية ولذلك لا بد أن تكون هناك حملة للدعاية في شتى وسائل الإعلام عن مثل هذه المواقع».
غياب الملاهي
وتقول بطة مشاري قطرية الجنسية إن عدم وجود ملاهٍ في الدوحة شيء غريب للغاية خاصة أن الإمكانات موجودة والتي من شأنها تبديد أية صعوبات في تدشين تلك الملاهي.
وزادت «الملاهي الوحيدة الموجودة في مكان بعيد وهي للألعاب المائية فقط».
وقالت: «نريد أن تكون هناك ملاه ضخمة مخصصة لجميع الفئات العمرية أسوة بالمستوى الموجود في دبي».
قصور في الدعاية
أما سارة عبدالله قطرية فهي تؤكد أيضا أن الترويج للأماكن السياحية في بلدنا يعتبر قاصرا للغاية حيث من الضروري أن يعرف الوافد الجديد أو حتى المقيم جميع الأماكن السياحية والترفيهية بشكل سهل لا من خلال الأصدقاء خاصة أن هيئة السياحة لديها كافة الإمكانات التي تؤهلها للقيام بهذا الدور وبشكل مميز للغاية.
الاهتمام أكثر بالحي الثقافي
ومريم عبدالله قطرية أيضاً تطالب بضرورة الاهتمام بمكان مثل كتارا الذي لا يوجد به دور سينما وأيضا المسرح الموجود في هذا المكان غير مستغل بالشكل المطلوب وقالت: «لا بد أن يكون هناك تركيز أكبر على زيادة الرحلات في البحر لاستغلال موقع قطر بشكل مميز خاصة أن أغلب الأماكن الموجودة بجوار الشاطئ يتم إغلاقها مساء وهو ما يحدث في الحي الثقافي».
إنشاء أماكن جديدة
أما عائشة عبدالله قطرية فتشدد على ضرورة خلق أماكن سياحية جديدة في الدوحة وخارجها وليس شرطا أن تكون مفتوحة بل على العكس هناك في دبي العديد من الأماكن المغلقة المميزة تجعل كافة المقيمين والوافدين يتواجدون فيها بشكل مكثف للهروب من حرارة الطقس.
وقالت: «قطر السياحية تستحق من الجميع أكثر من ذلك بكثير والمسؤولية كبيرة خلال الفترة المقبلة على هيئة السياحة خاصة أن التحدي الكبير هو استضافة المونديال عام 2022».
الطبيعة
وتقول رندا شبلاق فلسطينية وتعمل في إحدى الشركات الخاصة إن الدوحة ينقصها وجود أكثر من مسرح ليكون رافدا سياحيا كبيرا لكل الموجودين في البلد وقالت: «نعلم أن هناك مسرحا في كتارا ولكن أيضا نعلم أنه غير مستغل بالشكل الأمثل وبالتالي لا بد من استغلاله أولا ثم التوسع في تواجد أكثر من مسرح في أماكن مختلفة ليكون نموذجا لعرض كل ما هو ثقافي وأدبي وفني».
واعتبرت شبلاق أن عنصر الطبيعة بشكل عام يستهوي الكثيرين في عملية السياحية وبالتالي فإن الإكثار من هذا العنصر يساعد كثيرا على الترويج السياحي مؤكدة في الوقت نفسه على أن الجميع يعلم أن الإمكانات الموجودة في قطر تساعدها على أن تكون وجهة سياحية مختلفة عن باقي دول الخليج وهو ما يتطلب استراتيجة واضحة من هيئة السياحة خلال السنوات المقبلة.
الترويج
أما الجزائرية آسيا جحافي فتؤكد أنها متواجدة في الدوحة طوال السنوات الأربع الماضية ولاحظت أن عملية الدعاية للأماكن السياحية الموجودة في البلد تكاد تكون معدومة وهو ما يجعل الوافد الجديد يشعر أن المجمعات التجارية هي المخرج الوحيد له طوال فترة تواجده هنا وقالت: «لا بد أن يكون هناك برنامج محدد وواضح بدءا من مطار الدوحة وفي جميع الفنادق للتعريف بالأماكن السياحية الموجودة وكيفية الوصول إليها وكل ما يتعلق بها».
حيرة المقيمين
وأضافت آسيا جحافي أن هذا الموضوع مهم للغاية ليس فقط للزوار الذين يأتون إلى الدوحة لفترات قصيرة ولكن أيضا بالنسبة للمقيمين بشكل مستمر خاصة أنهم يستفسرون عن المعارض والأماكن التي يريدون الذهاب إليها من خلال الأصدقاء والمعارف فقط، وهو ما يعتبر شيئا سلبيا للغاية بالنسبة للمسؤولين عن هيئة السياحة في قطر التي تملك كل الإمكانات اللازمة للتغاضي عن هذه السلبية.
اجتهادات شخصية
ومن خلال تقصي وجهة نظر المقيمين والمواطنين في دور الهيئة المنتظر خلال الفترة المقبلة، قالت نور الرفاعي من سوريا والتي حضرت إلى الدوحة من الإمارات لحضور التظاهرة الثقافية في كتارا المتعلقة بمساندة الشعب السوري خلال هذه الفترة: «حتى الآن لم أذهب إلا إلى كتارا فقط ولكن للأسف سمعت كلاما كثيرا عن عدم وجود أي أماكن كثيرة للسياحة في قطر وكل ما نريد أن نعرفه عبارة عن اجتهادات شخصية ولذلك يمكن القول إن عملية الدعاية للزائرين تعتبر ناقصة إلى حد كبير».
المطار والفنادق
واتفقت معها في الرأي شقيقتها لجين الرفاعي عندما أكدت على ضرورة أن تكون الدعاية للأماكن السياحية الموجودة في قطر من مطار الدوحة خاصة أنه منذ حضورنا إلى الدوحة لم نعرف أي شيء عن الأماكن السياحية إلا من خلال السؤال لأصدقائنا فقط وقالت: «أيضاً لا يوجد أي دور سياحي لمعرفة الأماكن الموجودة هنا في الفندق الذي نقيم فيه وهو شيء ضروري للغاية لأنه معروف أن الوافد للزيارة يذهب من المطار إلى الفندق وبالتالي فإن هذين المكانين يعتبران مهمين للغاية في عملية الدعاية».
عودة الخدمات على الكورنيش
ومن جانبها طالبت ليلي محمد آل ثاني بضرورة عودة الخدمات التي كانت موجودة على كورنيش الدوحة طوال الفترة الماضية وذلك بسبب ابتعاد الأماكن الموجودة حاليا عن بعض وهو ما يتطلب جهدا كبيرا من المتواجدين في هذا المكان من أجل الحصول على الخدمات وقالت: «لا بد أن تفكر هيئة السياحة برئيسها الجديد في كيفية وضع الدوحة بشكل سياحي مميز مثلما هو الحال في مصر ولبنان خاصة أن الإمكانات موجودة وبشكل كبير للغاية وبالتالي فإنه لو تحقق ذلك فلن يكون هناك رغبة من القطريين في الذهاب للسياحة في دول أخرى مجاورة».
مواعيد إغلاق الأماكن
وأضافت ليلى أن المكان الوحيد الذي يستمر في فترة الصيف مفتوحا هو سوق واقف وبالتالي فإن التركيز الأكبر عليه وهو ما يتطلب أيضاً أن يتم تأخير مواعيد إغلاق باقي الأماكن لأن هناك جزءا كبير للغاية من المواطنين لا يتحركون من منازلهم في فترة الصيف إلا في المساء وبالتالي يكون الوقت ضيقا للغاية عليهم ولا يسعفهم للتنزه بشكل جيد.
توسعة دور السينم
أما صديقتها لولوة أحمد النعيمي فأشارت إلى ضرورة توسيع قاعدة دور السينما في قطر حيث لا توجد سينما مميزة إلا الموجودة في السيتي سنتر وهذا غير كاف بالطبع وقالت: «لا بد من استغلال تميز الفنادق الموجودة في الدوحة من أجل استقدام مطربين مشهورين وعمل دعاية كبيرة لهم من أجل التواجد في هذه الحفلات بالإضافة إلى ضرورة السماح بتواجد «الحنطور» على كورنيش الدوحة أو في كتارا خاصة أن هذه الأماكن تسمح بتواجد الحنطور».
مزيد من المساحات
ونوهت لولوة النعيمي إلى حديقة المتحف الجديدة التي تغلق مبكرا وطالبت بأن يتم السماح لها بمزيد من الوقت بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بزيادة المساحة الخضراء في الأماكن السياحية المختلفة بالدوحة والتي تساعد على الراحة النفسية بشكل كبير مؤكدة على أن إمكانات هيئة السياحة القطرية كبيرة للغاية ولا بد من استغلالها بالشكل الأمثل».
ديزني لاند بالدوحة
قابلنا أيضا 3 أصدقاء شباب من عائلة الكواري حيث أكد في البداية علي أحمد الكواري ضرورة أن يكون هناك ملاه كبيرة في الدوحة أسوة بما هي موجودة في دبي وقال: «أكوا بارك موجودة في مكان بعيد وهي مائية فقط ولذلك أعتقد أن الدوحة تحتاج إلى تواجد ديزني لاند كبيرة بنفس التميز الموجود في القرية العالمية بالإمارات».
اهتمام
ويشير عبدالله محمد الكواري إلى ضرورة توافر الدعاية للأماكن السياحية الموجودة في البلاد بشكل كبير للغاية لمساعدة الزائرين والمقيمين على التواجد في هذه الأماكن في فترات الإجازة مؤكداً على أن قطر مقبلة خلال السنوات المقبلة على استضافة حدث رياضي هام وهو كأس العالم وبالتالي لا بد أن يكون للدور السياحي تأثير واضح وكبير على هذا الحدث.
الإرشاد السياحي
ويعتبر خليفة محمد الكواري أن تواجد مطرب مشهور مرة أسبوعيا في مكان مميز مثل كتارا من شأنه المساهمة في تعزيز الإقبال بشكل كبير على هذا المكان خاصة في ظل وجود مسرح مميز من المهم استغلاله بالشكل الأمثل وقال: «لا بد من الاهتمام بالشباب القطري في عملية التدريب على الإرشاد السياحي لأنه الأكثر دراية ببلده وبالتالي فإن عملية الإرشاد في الأماكن السياحية الموجودة في قطر أمر ضروري ومهم وهو ما يتطلب من هيئة السياحة التركيز على هذا الموضوع خلال الفترة المقبلة».
وقد أسهمت الظروف الجيوسياسية في المنطقة العربية في امتناع شريحة كبيرة من المواطنين عن السفر لأغراض السياحة في تلك البلدان، وهو ما ينطبق على المواطنين العرب المقيمين بالدولة المعنيين بما يجري من تطورات في بلادهم، وهو الأمر الذي يعزز التوقعات بإمكانية وجود نشاط سياحة محلية خلال الصيف الحالي.
المصدر: العرب القطرية