مسجل خطر تعويضات

بقلم : محمود كامل … واحد صايع قرر أن يستغل الانفلات الأمني المصري حالياً في الاستثمار الذي تحتاجه أزمتنا الاقتصادية، ولأنه أميّ، والألف عنده مثل (كوز الذرة)، لم يدرك أن نوعية الاستثمار الذي قرر الدخول فيه تزيد الأزمة أزمة، بالإضافة إلى أنه مفلس أصلاً، إلا أنه بالتشاور مع المستثمرين من أمثاله أدرك أن كل رأس المال المطلوب هو: مطواة (قرن غزال)، أو (سكينة خضار)، أو (شاكوش). أما إذا حاول أن يبدع فيبيع كل (اللي وراه وقدامه) لشراء رشاش من القادمين من ليبيا، وهو ما كان، حيث توكل ذات صباح مع (مستثمرين) آخرين لقطع الطريق الدولي، وعثر ورفيق له على سيارة نقل ومعها مقطورة محملتين بالبضائع، فأخرجا منها السائق والتبّاع ليوثقاهما ثم يقود ومساعده السيارة إلى طريق آخر ليفاجأ بكمين شرطة يوقفهما فور اكتشافه وجود رشاش بجوار مقعد السائق بدون ترخيص.

وفي التحقيق أخرج المستثمر شهادة بأنه من مصابي الثورة، وشهادة أخرى بأنه قد صرف عشرين ألف جنيه من تعويضات المصابين باعتبار أن عينه ضاعت وأنه يحتاج مبلغ التعويض لاستكمال العلاج، وبطلب النيابة صحيفته الجنائية يكتشف أنه مسجل خطر وقاطع طريق، وأنه هارب من عدة أحكام يصل مجموعها إلى عشر سنوات، وباستكمال التحقيق معه اعترف بأنه لا يعرف أين ميدان التحرير أصلاً، ومع توالي الاعتراف قال للمحقق إنه وجد طابوراً فتصور أنه أمام جمعية تصرف (فراخ)، فوقف في الطابور حيث فوجئ أن أغلب المنتظمين فيه جرحى ومصابون ليسأل زميله في الطابور عن تلك الظاهرة، ليقول له إنهم مصابو الثورة، وأنهم قادمون لقبض التعويض، فشكر ربه على نعمه إصابة عينه بسبب خلاف مع صبيان تاجر المخدرات الذي يعمل معه، ومن ثم (ساق فيها) إلى أن وصل إلى موظف التعويضات ليكشف له عن ضمادة عينه فيسلمه شيكاً لحامله بالعشرين ألف جنيه، وهو المبلغ الذي أضاف لجناية قطع الطريق جناية اختلاس أموال أميرية.. «حدِّش عايز يستثمر؟!».