بقلم : محمود كامل
أشياء كثيرة اختلفت -وإن كان ذلك لفترة انتقالية أرجو ألا تطول- حيث أوشكت عجلة الحياة أن تتوقف بكثرة الاعتصامات، والاحتجاجات، وعمليات قطع الطريق التي تضاعف الإحساس بغياب الأمان الذي يحاول وزير الداخلية الحالي إعادته، إلا أن الأمر -في دولة هائلة العدد والمساحة مثل مصر- ليس بالهين، وإن كان التقدم الأمني بدا واضحاً يوماً بعد يوم منذ استخدمت الداخلية الرصاص في مواجهة العصابات حاملة الرشاشات، ذلك أنه «لا يفل الحديد إلا الحديد».
ونفاجأ هذه الأيام بأن «كل واحد اتخانق مع مراته» على مصروف البيت بسبب كثرة العيال، يطلع يقطع الطريق غضباً من الست اللي ما قدرش عليها في البيت، والتي طردته بسبب إن مرتبه مثل عدمه، ومن ثم فهو لن يعود بغير علاوة من الحكومة التي ترى أن الأمر قد زاد عن حدّه بسبب خراب الخزانة العامة، و»لَوَع» البنك الدولي في القرض المطلوب، بينما يتم حقن الاقتصاد اليوناني المفلس بالمليارات ورا المليارات خوفاً من آثار سقوط «اليورو» على الدول الأوروبية، وهو ما يهدد بقاء الاتحاد الأوروبي نفسه، فيما يراه الأوروبيون «وكسة مالية»!
وخلال ندوات كثيرة ولقاءات عامة، حاولنا كثيراً -أنا وعدد من الذين يهمهم الأمر المصري- تهدئة طوفان الاعتصمات التي زادت من شلل الجهاز التنفيذي للدولة، وإقناع قادة تلك الاعتصامات بالمزيد من الصبر، بعد صبر بلغ ثلاثة عقود من المهانة ودوس الكرامات، وتدني المرتبات إلى ما تحت خط الفقر، لأفاجأ بأحد هؤلاء القادة يقسم بالطلاق أنه لن يتوقف حتى تتم مضاعفة راتبه، لأسأله: وإنت بتشتغل فين؟ ليرد: أنا خالي شغل! فقلت له: اشتغل الأول وبعدين تعالى قدم طلباتك!