اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

الصبر والفرج.. والغضب!

بقلم : محمود كامل

نحسّ كثيراً هذه الأيام «بالغربة» داخل بلدنا، فهؤلاء الذين يملأون بالفوضى شوارعنا ليسوا منا ولا نعرفهم، حتى ملامح أخلاقهم التي نصطدم بها في الشوارع لا نعرفها ونستغربها، وهم كذلك يستغربون «بقايا الأخلاقيات» التي نتعامل بها معهم، حتى ليبدو الأمر -بالنسبة لهم- وكأننا من «أهل الكهف» بدون «كلبهم معهم»، والمدهش هو أن مصر التي خرجت في 25 يناير لتدعس بأقدام المظاليم أكثر أنظمة الحكم فاشية وفساداً وقسوة أمن لا يعرف الرحمة، إلى درجة أن نزلاء «جهنم جوانتانامو» كانوا يرسلون إلى القاهرة بطائرات خاصة ليحقق معهم «صبيان عمر سليمان»، ليعادوا إلى جوانتانامو من جديد، وهي الرحلة التي كان يهدد بها النزلاء هناك للاعتراف بما طلب منهم وليس الاعتراف بما فعلوا، خوفاً من رحلة القاهرة التي لا يدري عن أسرارها أحد إلا عمر سليمان الذي يعلم المصريون جميعاً ما كان يفعل تحت سمع مبارك.. وبصره!

إن كل ما يجري الآن في مصر لا يزيد عن قذارة ألقى بها أنصار نظام مبارك على وجه مصر الصبوح، وهي الأوساخ التي لن يقبلها المصريون الحقيقيون، ولن تصبر عليها ملامح مصر الجميلة طويلاً، ولسوف نشهد قريباً نهاية للانتهازية السياسية الإخوانية والسلفية وبقية القاذورات التي خرجت لنا من تحت الأرض، في «نوع من الابتلاء» موعودون نحن به فيما بين القرون الكثيرة التي مضت على نشأة مصر، ولأن الابتلاء جزء معترف به ضمن طبيعة الحياة الدنيوية، فإن «الصبر» عليه هو انتظار «للفرج»، فإذا ما تأخر قدوم الفرج فإن «الغضب» هو البديل، فهو الذي يستطيع «صنع الفرج» بفرضه على وجه الأحداث التي يتصور صانعوها بأن ما صنعوا ليس له «فرج»، إلا أن الفرج قادم، ذلك أن «الزبد يذهب جفاء، وأن ما ينفع الناس فيمكث في الأرض». ولا ينفع الناس أكثر من الفرج القادم بعد الصبر!


 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled