الخرطوم "المسلة" …. تزداد عادة في مثل هذه الايام اعداد المغادرين للبلاد بغرض قضاء عطلة الصيف خارجيا، الا أن الرؤية ربما تتغير في هذا الموسم بتدشين مشروع (اجازتي سودانية) الذي يستهدف الاسر السودانية والمراحل السنية المختلفة للتعرف بجماليات ربوع الوطن من خلال تنشيط السياحة الداخلية بعدد من الولايات التي صارت مهيأة لذلك، كما يسعى المشروع إلى إلحاق وزارة السياحة والآثار والحياة البرية بركب الوزارات الاقتصادية في دعم الدخل القومي.
ومن على متن الطائرة أثناء زيارة إلى سد مروي استفسرت (السوداني) وزير الدولة بوزارة السياحة والآثار والحياة البرية عيسى ضيف الله عبد الرازق عن تقييمه لمشروع مروي لاند عقب مشاهدته، والذي اوضح أن المشروع يعتبر من المشروعات الرائدة فى اطار تنمية وتطوير السياحة بالبلاد، وان الوزارة تعول عليه كثيرا للنهوض بقطاع السياحة في الولاية الشمالية والذي يمكن بدوره المساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
وقال إن منتجع مروي لاند هو مشروع موجود في سجلات السياحة ضمن مشروعات القرية النوبية بجبل البركل وهو عبارة عن قطاع خاص ممول من شركة ايطالية، مضيفا أن البنية التحتية الموجودة من طرق ومطارات ومؤسسات أخرى بجانب الجواذب السياحية تجعل المنتجع من المشروعات الجاذبة، مضيفا أن الوزارة وقفت على النزل السياحية بالمنطقة والتى تمت تهيئتها بمواصفات خمس نجوم المدينة السكنية (بمروي) والقرية النوبية ومروي لاند تعد كافية لتمثل حافزا كبيرا لجذب السياح من الداخل والخارج.
واشار عيسى إلى أن الوزارة طرحت في بداية الشهر الجاري مشروع (إجازتي سودانية) والذي يقوم على شراكة بين الوزارة وشركات القطاع لخاص بهدف تشجيع السياحة الداخلية الصيفية بالنسبة إلى طلاب الجامعات ومنظمات المجتمع المدني ورجال المال والاعمال، وان هذه الشراكة تقوم على محاور الترويج وإعداد الأفواج السياحية وانتخاب النزل بالمواقع المرشحة ثم توفير الخدمات، كما أن الوزارة تتولى مسوؤلية الاشراف العام على هذا المشروع، الذي يتواصل بين اشهر ابريل حتى يوليو، منوها إلى مشروع (اجازتي سودانية) استهدف ولايات الخرطوم، البحر الاحمر، الجزيرة، نهر النيل، كسلا التي صارت مهيأة لاستقبال السياح .
نريد اللحاق بالركب
ودعا عيسى القطاع الخاص للدخول فى مجال القطاع السياحي، مبينا أن الوزارة لديها تسهيلات من خلال قانون الاستثمار عبر اعفاءات في الضرائب والجمارك ومدخلات العمل السياحي، مؤكدا أن الوزارة تسعى إلى أن تلحق الوزارة بركب وزارات القطاع الاقتصادي للمساهمة فى انعاش ودعم الدخل القومي اضافة إلى تشغيل قطاعات المجتمع وبالتالي الحد من نسب البطالة والفقر بالبلاد.
رفع الوعي السياحي
واوضح مدير شركة الدار هوليدي مجدي طيفور احدى الشركات المنفذة لمشروع (اجازتي سودانية) أن هذا المشروع يستهدف رفع الوعي بالسياحة الداخلية وتشجيع الاسر السودانية والمراحل السنية المختلفة للتعرف على ربوع الوطن، وان الزيارات التفقدية بدأت بولايات الجزيرة بورتسودان، عطبرة، نهر النيل، حاليا بولاية الشمالية حيث وقفت على المعالم المهمة والمقاصد السياحية والجواذب بجانب مناطق الإيواء ووسائل الخدمات والبرنامج الذي سيتم تقديمه للشرائح المستهدفة، وقال لـ(السوداني) إن الوزارة نسقت مع الشركات الخمس المنفذة للمشروع، مضيفا أن الوفد الزائر لولاية الشمالية تفقد منتجع مروي لاند والقرية النوبية التي اظهرت توفر المقومات السياحية وفقا لموقومات القرى العالمية لاكتمال التجهيزات والخدمات وابراز جماليات الولاية الشمالية.
(2) مليون زائر سنوياً
وتوقع طيفور وصول عدد (2) مليون سائح سنويا للبلاد عقب اعلان اليونسيكو محليا وعالميا ضم عدد (9) مواقع أثرية وطنية وأن البلاد صارت مهيأة لاستقبال مليوني سائح ابتداءً من هذا العام، كما أن تقديرات العائدات فى حدها الاعلى بواقع (1500) دولار للفرد ستحقق ايرادات للبلاد اعلى من الذهب والنفط، ثم توفير فرص عمل وعكس ايجابيات البلاد اضافة إلى دعم الاقتصاد الوطني، متطلعا إلى أن يتم استغلال مشروع التمويل الاصغر في تهيئة مواطني المناطق السياحية في اعمال التجارة والمتاجرة في الاعمال اليدوية والحرفية والخدمات المساندة للسياحة في التحول لتحقيق التنمية المستدامة بهذه الولايات مما يؤكد ضرورة الاهتمام بصناعة السياحة، مشيرا إلى أن المرحلة تتطلب المزيد من التشريعات المسهلة لجذب الاستثمار حتى تحقق اهداف دعم انسان الولايات والدخل القومي.
ما بين سياحة الصيف والشتاء
وقال المدير الاداري بمنتجع مروي لاند ايصال الدين عبد الرحيم لـ(السوداني) إن المنتجع اكمل الاستعداد للايفاء بمشروع (اجازتي سودانية) باعتباره أن هذا الموسم لتدشين العمل السياحي فعليا، مبينا أن لجنة وزارة السياحة وقفت على جاهزية الموقع من الجوانب كافة وفقا للمواصفات المطلوبة عالميا للقرى السياحية، كما أنه تم التقاط صور واقعية من قبل الشركات العاملة في مشروع (اجازتي سودانية) لإدخالها ضمن البرنامج الترويجي، مضيفا أن تدشين العمل سيكون بالسياحة الداخلية ثم يتواصل بالموسم الشتوي والذي يكون خاصا بالاجانب، مشيرا إلى أن التعامل سيكون بالعملة المحلية لمشروع السياحة الداخلية وبالنقد الاجنبي للاجانب المنتظرين في الموسم الشتوي، اضافة إلى أن المنتجع يعد الاول على مستوى البلاد من ناحية المواصفات السياحية المطلوبة، متوقعا أن يحقق المشروع نقلة فى النشاط السياحي على مستوى البلاد.