منذ توقيع اتفاقية "كامب دافيد" وسنويا ينظم عددا من الوكلاء السياحيون المصريين الاقباط لانفسهم وعائلاتهم رحلات لزيارة القدس فى مثل هذا الوقت من السنة المتزامن مع الاحتفال الكبير بعيد القيامة المجيد وكانت هذه الرحلات تتسم بالعائلية والخصوصية ولم يعلن عنها على الاطلاق على اعتبار انها حرية شخصية مما حدا بالبابا شنودة باتخاذه قرارا بمنع سفر مسيحيى مصر الى القدس والحج لكنسية القيامة وزيارة الاماكن المقدسة هناك .. وفى عام 1993 تحديدا بدأت هولاء الوكلاء فى تنظيم برامج رحلات بصفة تجارية تحت الحاح بعض الاسر القبطية الراغبة فى الحج للقدس فى مناسبة عيد القيامة .. ولاقت هذه الرحلات اقبال من الاقباط وكان هناك نوعين من الرحلات الاول عبر عبر الطائرات ونفذته فى حينه " اير سيناء المصرية و العال الاسرائيلى قبيل توقفه من القدوم لمصر " اما الثانى فكان يتم عبر منفذ رفح البرى بواسطة الحافلات السياحية ..!
تقرير يكتبه : أشرف الجداوى
وهو الامر الذى ازعج البابا شنودة بطريرك الاقباط المصريين واصدر قرارا بمعاقبة كل من يخالف هذا القرار الكنسى وان يتم طرده من الكنيسة لو ثبتت عليه المخالفة .. واثر الكثير من الاسر القبطية السلامة واطاعة قرار البابا وتراجعت اعداد تلك الرحلات بشكل قرر معه منظميه من شركات السياحة عدم تنظيمها لانها من الناحية الاقتصادية غير مربحة ، واستمر الحال على ذلك حتى نهاية عام 2000 ، ثم بدأت مرة اخرى الرحلات فى الانتظام لزيارة القدس فى عيد القيامة المجيد ولكن من خلال رحلات غير مباشرة للاسر الراغبة فى الزيارة منعا للتعرض لمشكلات مع الكنيسة والبابا ، وذلك عن طريق سفر تلك المجموعات الى قبرص او اليونان كمحطة ترانزيت ثم يتم النقل عبر احدى شركات الطيران التى تحط فى تل ابيب ..!
اما بالنسبة للطريق البرى عبر رفح كانت هناك مجموعة محدودة تمر عبر المنفذ نظرا للاجراءات المشددة التى كانت تتخذها جهة امن الدولة تجاه الشركات وافراد تلك المجموعات التى تذهب الى القدس .
ويقول مصدر سياحى رفض ذكر اسمه "ان الرحلات الى الاماكن المقدسة وكنيسة القيامة فى مثل هذا الوقت من العام بالقدس المحتل لم تتوقف سنويا سواء عن طريق الجو الطيران او عبر البر بالحافلات وهم مجموعة من الاسر القبطية يرغبون فى حضور القداس فى تلك المناسبة القبطية المهمة ، ولكن معظمهم يحترمون قرار البابا والكنيسة بمعنى انهم يقومون بكل الطقوس الخاصة بالقداس الا التناول فى عيد القيامة / وعدم التناول هذا يعنى فى اختصار شديد عدم اكتمال الطقوس المقدسة وبالتالى فأن حجتهم الى كنيسة القيامة غير مكتملة حتى لايعاقبوا من البابا .
ويضيف هذا العام كان من الاجدر بالاخوة المسيحيين احترما لوفاة البابا شنودة عدم السفر الى القدس ،ولكن لاتستطيع ان تنمعهم من السفر فهو حرية شخصية .
اما "صبرى راغب " "كردينال للسياحة واحد منظمى تلك الرحلات يقول للمصور " بالفعل هناك زيادة هذا العام فى اعداد الاقباط الذين ذهبوا الى القدس للاحتفال بعيد القيامة المجيدة وهى ظاهرة مؤسفة مع وفاة البابا ويقدر عدد الاقباط الذين سافرو الى القدس هذا العام حوالى 20 الف فرد اذ كان متوسط عدد المسافرين فى الاعوام اتلماضية يتاروح من 5 الى 8 الاف قبطى وهذه الزيادة للاسف بسبب وفاة البابا لانه كان دائما يحذر الاقباط من الذهاب الى القدس وهو ما ادى الى تراجع هذه الرحلات فى السنوات الماضية .
ويوضح راغب ان رحلات هذا العام برية عبر حافلات ومتوسط سعرها 4500 جنيه وجوية عبر الطائرات ويبلغ متوسط تكلفاتها عشرة الاف جنيه ، وللعلم فان الشركات السياحية المنظمة لتلك الرحلات محدودة جدا وععدهم لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة وهم كاردينال للسياحة ، بينو ترافل ، ناريت للسياحة ، امينوفيس ورويال للسياحة ومعظم الرحلات تمت من خلال اير سيناء بعد ان توقفت العال من النزول فى مصر وانتظمت هذه الرحلات امس السبت فى برنامج سياحى والعودة منتصف ليلة السبت القادم " بعد ظهور النور" .
ومن ناحية اخرى أكد عادل زكى رئيس لجنة السياحة الخارجية بالغرفة أن الغرفة لا تملك معاقبة الشركات التى تنظم رحلات إلى القدس لأنه وفقا للقانون، فإن كل شركة من الفئة "أ" يحق لها تنظيم رحلات سياحة دينية مثلها مثل رحلات الحج إلى السعودية.
وأشار إلى أن مسئولية الشركات هى مسئولية أدبية احتراما لقرار البابا شنودة الثالث الذى أصدره منذ أكثر من ثلاثين عاما لرفض التطبيع مع إسرائيل و مساندة القضية الفلسطينية، موضحًا أن الشركات التى تنظم هذه الرحلات عليها توعية المسيحيين إلى أنه فى حالة إصرارهم على القيام بهذه الرحلة إلى القدس سوف يتعرضون للطرد من الكنيسة.