عمان "المسلة" …. يمكن لأي متتبع لتفاصيل المشهد السياحي خلال الفترة الحالية أن يلحظ بوضوح حالة التراجع التي يشهدها القطاع، وتحديدا عند الوقوف على التفاصيل الرقمية لواقع الحراك السياحي.
عدد السياح القادمين الى المملكة تراجع خلال شهر كانون الثاني الماضي من (197ر507) سائح العام الماضي الى (746ر461) العام الحالي، فيما تراجع الدخل السياحي من (178) مليون دينار، الى (174) العام الحالي.
وفي قراءة لـ»الدستور» حول واقع المشهد السياحي في ظل الكثير من المستجدات لعل من ابرزها الاضطرابات الأمنية والسياسية في المنطقة، وكذلك لجوء اعداد كبيرة من ليبيا الى الأردن طلبا للعلاج، يبدو واضحا أن الجزء الأخير من آذار الجاري وخلال نيسان المقبل سيحمل وضعا أفضل، وحالة حراك جيدة سياحيا، في ظل جهود تبذل بهذا السياق من القطاعين العام والخاص.
من الجانب الإحصائي، أشارت أحدث المؤشرات الإحصائية المتعلقة بقطاع السياحة خلال شهر كانون الثاني في عامي 2011 و 2012، الى أن المجموع الإجمالي لزوار المملكة خلال نفس الفترة من العام (2011) وصل الى (197ر507)، في حين وصل العام (2012) الى (746ر461)، بنسبة تغيير وصلت الى (0ر9-%). وفيما يتعلق بزوار المبيت فقد وصل عددهم العام (2011) الى (279ر285) وعام (2012) الى (323ر267) بنسبة تغيير (3ر6-%). وأشارت الإحصائيات ذاتها فيما يخص الدخل السياحي الى أن الرقم وصل خلال نفس الفترة من العام (2011) الى (178) مليون دينار، وانخفض عام (2012) الى (174) مليونا، بنسبة تغيير (09ر1-%).
يقابل هذه الأرقام حالة من الحراك الكبير والجهود التي تسعى جاهدة لتحسين الواقع السياحي، والتخفيف قدر الإمكان من خسائر القطاع، التي قدرها وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز بمليار دينار خلال العام الماضي.
ووفق آراء سياحية، فإن شهر آذار الحالي ونيسان المقبل، يعدان من الأشهر التي تعلو خلالها نسب الحراك السياحي من السوق الاوروبي والامريكي، لا سيما أن حراكا تسويقيا ضخما سبق هذه الفترة السياحية المهمة في هذه الاسواق والتي يرى بها الاردن أسواقا تقليدية لكنها الاكثر أهمية بالنسبة له.
وفي الحضور الليبي الكثيف وأثره على تعويض خسائر القطاع، أوضح رئيس جمعية الفنادق الاردنية رئيس اتحاد الجمعيات السياحية العين ميشيل نزّال أن الحضور الليبي عوّضنا جزءا من خسائر الدخل السياحي، لكن هذا الأمر اقتصر على قطاع الفنادق.
وأضاف «سنرى تأثيرا سلبيا على المهن السياحية الاخرى مثل مكاتب السياحة، النقل السياحي، الأدلاء، الحرفيون، وكلهم سيعانون بشكل كبير من الأزمة الحالية، كما ان الدخل اقتصر على عمان فقط».
الوزير الفايز أكد لـ»الدستور» أن الوزارة تبذل الكثير من الجهود لإنقاذ القطاع، وتحسين الاوضاع، حيث تم اتخاذ عدة إجراءات بهذا الإطار، سعيا لتحسين واقع الحال.
ولفت الفايز الى أن شهر آذار وتحديدا في جزئه الثاني يعد بداية لموسم سياحي مهم بالنسبة للمملكة، وقال «بالفعل، بدأنا نشهد حراكا سياحيا من الأسواق التي نشهد فيها حراكا دائما».
من جانبه، أكد نزّال أن الأشهر المقبلة تعد بداية لموسم سياحي مهم بالنسبة للمملكة، لافتا الى أنه من الصعب تسويق الاردن كجزء من المنطقة بشكل عام، لكنه أكد أن أي حدث تطول مدته يفقد قيمته المؤثرة كبدايات حدوثه، بمعنى أن الوضع في مصر لم يعد يؤثر سلبا على التسويق السياحي للأردن، وكذلك في تونس حيث يدرك العالم أن الاردن بعيد عنها، وبالتالي فإن الاضطرابات ما عادت تشكل عائقا أمام السياحة في المملكة.
ولم يحدد نزّال حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع بقوله «لا أقدر حجم خسائر، بقدر ما أقدر حجم الضرر على القطاع الكلي وليس بالتأثير على الدخل، الذي عوضناه بحضور أعداد كبيرة من الليبيين الى المستشفيات الاردنية، وعليه فإن الدخل تم تعويضه، لكننا حتما سنرى تأثيرا سلبيا على المهن السياحية الاخرى».
واعتبر الفايز ونزّال أن الامور تسير بالاتجاه الايجابي، وأنه من المنتظر أن تشهد الاشهر المقبلة حراكا سياحيا جيدا في ظل جهود تسويقية بذلت خلال الاشهر الماضية.
المصدر: الدستور