دمشق " المسلة " … نشرت صحيفة تشرين مقالا عن تل الخويرة الأثري في مدينة الرقة والذي يقع في أرض سهلية على بعد 4كم جنوب رأس العين يحيط بموقعه خندق عميق وعريض يشكل المانع المائي الحصين حيث يتقدم السور الترابي الذي يحيط بكامل الموقع.
وقالت الصحيفة: يبدو سطح الموقع وكأنه مجموعة تلال تلاصقت وضغطت إلى بعضها ما يشير إلى ضخامة الأوابد التي كانت قائمة عليه وقد كشف عن معابد ضخمة شيدت من الكتل الحجرية الكلسية مشكلة قاعة ضخمة تتبعها غرفتان صغيرتان نسبياً لأغراض العبادة يتقدم جميع هذه المعابد المكتشفة درج صخري ضخم حيث يعد طراز بنائها فريداً ومغايراً لما كان سائدا آنذاك.
وأضافت الصحيفة تعاظمت أهمية التل بعد اكتشاف دلائل أثرية فيه ترقى إلى عصر ميسيليم 2600-2700ق.م ويلاحظ أيضاً وجود عدد كبير من الفجوات يعتقد بأنها بوابات للمدينة وعبر السور الأول من الداخل مباشرة توجد المدينة السفلى التي تشكل قطاعاً واسعاً بعرض 100م تقريباً وهي تحيط بمركز المدينة العليا التي تقدر مساحتها بنحو 220 ألف متر مربع والدلائل التي تم الحصول عليها تشير إلى أن المدينة السفلى كانت تتمتع بكثافة سكانية عالية حيث دلت الأسبار والمربعات على وجود تسع طبقات سكنية متعاقبة بدءاً من سطح التل وصولاً إلى الأرض الحرة أما أنقاض المدينة العليا فهي تزيد على أنقاض المدينة السفلى عشرة أضعاف أو أكثر.
وأظهرت الحفريات أن التل مر بثلاث مراحل الأولى هي مرحلة الألف الثالث قبل الميلاد حيث شملت منطقة كبيرة من التل وهي المرحلة المعروفة بعصر فجر الحضارة السورية أما الثانية فهي مرحلة ما بعد النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد وهي المعروفة باسم العصر السوري الوسيط والثالثة هي مرحلة الألف الثاني قبل الميلاد.
وقد شهد التل خلال المرحلة الأولى ازدهاراً حضارياً تمثل في بناء القصور وبيوت السكن والمعابد المشيدة على جانبي الشارع الطويل الممتد من الشرق إلى الغرب والمسمى بشارع المعابد والتي مازالت جدرانها قائمة حتى الآن بارتفاع يزيد على المتر ويلاحظ وجود كسر فخارية كثيرة في هذه الأراضي.
وقد تم الكشف عن البوابة الرئيسة للمدينة وعن سورها الخارجي إضافة إلى جزء بارز من السور ومن خلال عدة حفريات تم اكتشاف الأسلوب المتبع في بناء الجسور إضافة إلى الكشف عن البوابة الداخلية للسور واستمرارية الشارع الرئيس للمدينة والذي يربط بين المدينة المرتفعة والمنخفضة والكشف عن القناة التي تجلب الماء من المدينة المرتفعة إلى المنخفضة إضافة إلى العديد من الغرف والتنانير الفرن المنزلي وبعض المقابر التي تعود إلى عصر البرونز القديم كما تم الكشف في المنطقة الواقعة في قمة التل عن معبد يرجع إلى الألف الثالث قبل الميلاد المبني من الأحجار الضخمة والمطلية بطبقة من الجص على سماكات عدة.
المصدر : سانا