عمان "المسلة"… انطلقت من عمان رسالة جديدة لحماية القدس من المخططات الاسرائيلية الرامية لتهويدها، حيث بدأت أمس أعمال الاجتماع الخامس للجنة خبراء الايسيسكو الآثاريين حول تهويد القدس الشريف.
ويستمر الاجتماع يومين بمشاركة عدد كبير من الخبراء العرب والاردنيين المكلفين بإعداد تقارير موثقة حول محاولات تهويد المدينة المقدسة.
الاجتماع الذي عقد أمس برعاية وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز، وعقدت جلساته في مقر دائرة الآثار العامة، يأتي تعزيزا لجهود منظمة الايسيسكو لحماية التراث الحضاري الإسلامي في فلسطين، ونظرا لتصاعد الاعتداءات المختلفة على هذا التراث العريق بهدف تدميره او تهويده، او سلبه، واستكمالا لجهود المدير العام للمنظمة الهادفة لتجنيد الرأي العربي والإسلامي والدولي للتدخل السريع لإيقاف الانتهاكات التي يقوم بها الاحتلال في المسجد الاقصى، حيث جاء عقد الاجتماع بالتعاون مع دائرة الآثار العامة وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية.
ويهدف الاجتماع الى مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة لتهويد مدينة القدس، ولدراسة التقارير الفنية والقانونية التي أعدها أعضاء اللجنة المقدسيون، وتدعيمها بالانتهاكات الإسرائيلية غير الشرعية.
وسيتم اليوم اقتراح التوصيات العملية بهذا الشأن، وضم المعطيات الى التقرير العام المتعلق بجرد جميع المحاولات الاسرائيلية، ليتم رفعه الى الهيئات الدولية ذات الاختصاص.
الى ذلك، أكد وزير السياحة أن الاردن بحكم رعايته للقدس الشريف من أشد الدول حرصا على هذا التراث وعلى سلامة اهل القدس ومقدساته، مشيرا الى أن الرعاية الهاشمية تبذل الغالي والنفيس وتواصل الجهد في سبيل حماية هذا التراث.
وشدد الفايز في كلمة افتتح بها أعمال الاجتماع على أن الأردن لا يدخر جهدا لحماية القدس من هذه الهجمة والمخالفات التي تتحدى كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية لاهاي لعام 1954، وبروتوكولاتها المتعلقة حصرا بحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، بالاضافة للاتفاقيات الاخرى المساندة كاتفاقية العام 1970 المتعلقة بمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية.
ولفت الفايز في السياق ذاته الى أحكام محكمة الجنايات الدولية وكذلك القرارات المتكررة الصادرة عن اليونسكو والتي تطالب جميعها اسرائيل باستحقاقات متعلقة بحماية التراث.
من جانبه، قال د. عبد العزيز صلاح في كلمة له ممثلا عن المدير العام للايسيسكو ان الأمة الاسلامية تمر بمنعرج تاريخي دقيق يتعرض فيه تراثها لمخاطر عديدة، وهو الأمر الذي بات يحتم على الجميع بخاصة المؤسسات التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي ان تزيد من وتيرة عملها المشترك لمواجهتها، بخاصة في فلسطين التي يتعرض تراثها الثقافي والحضاري لشتى اشكال التدمير والتخريب والتهويد.
بدوره، حذر الأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والعلوم والثقافة اسماعيل التلاوي من الاجراءات الاسرائيلية التي تتم في القدس لتهويدها.
وطالب التلاوي الايسيسكو ودول العالم بتحمل مسؤولياتهم حيال هذا الملف ووضع موضوع التراث الفلسطيني والمقدسي تحديدا على لائحة التراث العالمي للمواقع المهددة بالخطر.
وناقش الاجتماع في جلسته الاولى امس التي ترأسها الدكتور عبد العزيز صلاح خبير الاثار بمديرية الثقافة والاتصال ممثل الايسيسكو التقارير الاثرية حول الانتهاكات الاسرائيلية لتهويد مدينة القدس، وتحدث خلالها د.حمدان طه، مدير عام دائرة الاثار في فلسطين حول «التنقيبات غير القانونية والانجاز غير المشروع الذي تمارسه اسرائيل في فلسطين»، وقدم د.نظمي الجعبة مدير عام مركز العمارة والتراث في القدس تقريرا حول مدينة القدس، فيما قدم مدير المسجد الاقصى بوزارة الاوقاف الاردنية عبد الله العبادي تقريرا حول الرعاية الهاشمية ومنجزات مجلس اعمار القدس في رعاية وحماية القدس ومقدساتها.
ويختتم الاجتماع اعماله اليوم بمراجعة واعتماد التقرير العام والمعطيات الخاصة بالانتهاكات الاسرائيلية الجديدة الذي اعده لجنة خبراء مقدسيين. ويسبق ذلك جلسة يواصل بها المشاركون عرض التقارير حول الانتهاكات يتحدث خلالها د.خليل التكفجي مسؤول الخرائط في جمعية الدراسات العربية بالقدس، ود.محمد الحداد استاذ الآثار الاسلامية بجامعة القاهرة، ود.عبد السميع ابو دية، ود.عبد العزيز صلاح.
المصدر: الدستور