اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بدء تفعيل مشروع‮.. ‬شرم الشيخ مدينة خضراء..بقلم جلال دويدار

 


بقلم‮ :‬‮ ‬جـلال دويــدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين

أصبح مؤكدا ان عدم التوافق العالمي علي توفير بيئة صحية تمارس فيها البشرية حياتها بعيدا عن المشاكل والأخطار‮.. ‬إنما يعود إلي موقف القوي الصناعية الكبري المسئولة عن هذا الخلل حيث لا تريد أن تتحمل الأعباء المالية المترتبة علي الالتزام بهذا الهدف نتيجة فشل كل المؤتمرات الدولية التي عقدت للاتفاق علي صيغة لإنقاذ الكرة الأرضية من الانبعاثات الضارة وتأثيرتها‮ ‬علي طبقة أوزون الغلاف الجوي‮ ‬بما له من علاقه بالتوازن المناخي‮.‬

وباعتبار أن الدول الكبري التي تتمتع بالثراء هي المورد الأساسي لحركة السياحة العالمية وحفاظا من جانبها علي سياحها اتجهت إلي اتخاذ العديد من الإجراءات لحمايتهم من الخلل البيئي في الدول المستقبلة وجميعها من الدول النامية والفقيرة التي تمثل السياحة بالنسبة لها موردا أساسيا‮. ‬

تجاوبا مع هذا الاتجاه‮ ‬فإن بعض دول الاتحاد الأوروبي التي يجوب سياحها أرجاء العالم وفي مقدمتها ألمانيا بدأت خطوات وضع الشروط التي تضمن توفير البئية النظيفة في المناطق التي يتردد عليها سياحها‮. ‬وقبل ان‮ ‬يتحول هذا التوجه إلي سياسة عامة فقد كان علي الدول السياحية المستقبلة أن توفق أوضاعها تجنبا لامكانية فرض الحظر علي‮ ‬زيارتها‮.‬

إن مصر ورغم المشاكل والمعوقات التي تعرضت لها صناعة السياحة هذا العام نتيجة الفوضي والانفلات الأمني وما يرتبط بهما من عدم استقرار‮.. ‬مازالت تأمل في استعادة هذه الصناعة لانطلاقها كركيزة أساسية في منظومة الاقتصاد القومي‮. ‬

سعيا الي‮ ‬احياء هذا الامل وتجنبا لتأثرها مستقبلا بتلك الشروط البيئة بدأت خطواتها لتحويل مقاصدها السياحية التي تحظي بالإقبال من جانب سياح العالم إلي مناطق‮ »‬خضراء‮« ‬يتم فيها الحفاظ علي المتطلبات البيئية السليمة‮. ‬هذا التحرك‮ ‬يتطلب الحفاظ علي‮ ‬المقومات الطبيعية وإبعادها عن العبث البشري‮. ‬وبالطبع فقد أعطيت الأولوية لشرم الشيخ‮.. ‬مدينة السلام ذات الشهرة العالمية‮. ‬ان هذه المدينة ومحيطها الواقع في جنوب سيناء تعد درة السياحة المصرية وتأتي هذه القيمة علي ضوء استقبالها لما يقرب من نصف عدد السياح الذين يزورون مصر‮.‬

في بداية هذا الاسبوع جري‮ ‬الاحتفال‮ ‬بتوقيع اتفاق التعاون والتلاقي بين الجهات الرسمية الثلاث في الدولة المصرية المنوط بها تحويل مقاصدنا السياحية إلي اللون الأخضر الصديق للبيئة الطبيعية النظيفة‮. ‬أطراف هذا الاتفاق هم منير فخري عبدالنور وزير السياحة بحكم أهمية هذه القضية لعملية النهوض بالسياحة والدكتور مصطفي كامل حسين وزير البيئة الذي من المفروض ان تتولي الأجهزة التابعة لوزارته التنفيذ والمتابعة واللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء وهي المستفيدة من المشروع والذي يحمل مسئولية تقديم التسهيلات والامكانات اللازمة لإنجاح هذا المشروع‮. ‬ورغم الأهمية القصوي لهذه المبادرة فقد كانت فعاليتها‮ ‬غير طبية نتيجة تأخر موعد التوقيع علي الاتفاق الذي تم في حضور كبير للصحفيين والإعلاميين المهتمين بالسياحة والبيئة‮. ‬

لقد كان مقررا ان تتم هذه المناسبة في الساعة الثانية عشرة ظهرا ثم تأجلت إلي الثالثة والنصف مساء ولكنها تأخرت أيضا إلي الساعة الرابعة و‮٥٤ ‬دقيقة‮. ‬قيل لتبرير ذلك ان وزير البيئة هو السبب حيث تم استدعاؤه إلي مجلس الوزراء دون أي مراعاة لاحترام الوقت والمواعيد المحددة مسبقا‮.‬

علي كل حال فقد بدأت أحداث هذا اللقاء بكلمة لوزير السياحة أكد فيها أهمية الحفاظ علي البيئة والتراث التاريخي لصالح صناعة الأمل الواعدة في مصر اقتصاديا‮. ‬أشار إلي انه إذا كانت شرم الشيخ هي البداية لمكانتها في حركة السياحة المصرية فإن هذا المشروع سوف يمتد إلي كل المقاصد السياحية المصرية‮. ‬وفي كلمته تحدث وزير البيئة عن العلاقة القوية بين السياحة والبيئة مؤكدا ان السياح أصبحوا يفضلون زيارة وقضاء اجازاتهم في مناطق تتمتع بظروف بيئية سليمة تعظم من المقومات الطبيعية‮.

‬أشار إلي انه يجري حاليا الإعداد لزيادة رسوم زيارة المحميات البيئية لتوفير الموارد اللازمة للحفاظ عليها‮. ‬وعندما جاء دور محافظ جنوب سيناء التي تتبعها شرم الشيخ قال ان المنشآت الفندقية في شرم الشيخ بدأت بالفعل في التحول للتعامل مع متطلبات هذه البيئة النظيفة باستخدام الطاقة الشمسية وأنه يوجد في جنوب سيناء ‮٥ ‬محميات طبيعية أهمها محمية رأس محمد ذات الشهرة العالمية‮.‬

ويقدر التمويل المخصص لتحويل شرم الشيخ إلي مدينة خضراء بـ ‮٥.١ ‬مليار جنيه مصري يتم انفاقها علي مدي عشر سنوات‮. ‬وفي بداية الاحتفال بالتوقيع الثلاثي علي اتفاق التعاون من أجل تنفيذ ورعاية هذا المشروع الحضاري تناول هشام زعزوع مساعد وزير السياحة عملية خطوات التحول السياحي إلي الاقتصاد الأخضر باستخدام الامكانات‮ ‬غير الملوثة للبيئة‮.. ‬قال ان هذا المشروع يعتمد علي تعظيم الموروث الطبيعي والثقافي والتراثي للمقصد السياحي‮.‬

حقيقة‮.. ‬يمكن القول إن حفاظ مصر علي‮ ‬التوازن البيئي في مقاصدها السياحية هو بكل المقاييس لفتة حضارية تتوافق ومكانة مصر‮.‬
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled