Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

إلزام المطاعم بالسعرات الحرارية يُكافح السمنة

 

كتبت- إيناس شري:

الدوحة "المسلة" … دعا المهندس جاسم عبدالله المالكي نائب رئيس المجلس البلدي المركزي، إلى تطبيق إجباري لنظام "السعرات الحرارية" للأغذية بجميع فئات المطاعم و"البوفيهات" والمقاهي ،وأكّد في مقترح للمجلس البلدي أنه بات من الضروري تطبيق نظام السعرات الحرارية على المطاعم المختلفة والمقاهي لإطلاع المستهلكين على تركيب الأغذية التي يتناولها من حيث عدد السعرات الحرارية والعناصر الغذائية المكوّنة للوجبة ونسبة كل منها، مثل البروتين والدهون والكربوهيدرات، خاصّة في الوجبات السريعة، وذلك تفادياً لانتشار السمنة والأمراض التي تسبّبها تلك الأغذية بين فئات المجتمع، خاصة الشباب .

واقترح المالكي تطبيق هذا النظام بطريقة إشارات المرور الضوئية، اللون الأحمر، البرتقالي، الأخضر وأن تقوم مطاعم الوجبات السريعة بتوضيح مكوّنات الوجبات السريعة على قوائمها ومنشوراتها التي تُوضع على الطاولات والواجهات الأمامية والمواقع الكترونية .

ورحّب الاختصاصيون والأطباء بتحديد السعرات الحرارية والقيمة الغذائية التي تحتويها الأطباق التي تقدم في المطاعم معتبرين أن تطبيق مثل هذا النظام سيُساهم من تخفيف نسبة السمنة في المجتمع القطري وبالتالي الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض القلب، لاسيما أن الدراسات أثبتت أن هذه الطريقة فعّالة بشكل ملحوظ إذ أن وجود عدد هذه السعرات في قائمة الطعام يجعل الآباء يختارون الأطعمة ذات السعرات الأقل، وأن وجود عدد السعرات في قائمة الطعام يجعل الآباء يختارون وجبات تقل بمقدار 102 سعر وبحسب إحدى الدراسات في المتوسط عن الوجبات التي يختاروها دون وجود عدد السعرات في قائمة الطعام.

المدير التنفيذي لجمعية السكري .. د. عبد الله الحمق:
تحديد السعرات الحرارية حق للمستهلك
المرضى والخاضعون لبرامج إنقاص الوزن .. أهم المستفيدين

 

يقول د. عبد الله الحمق المدير التنفيذي للجمعية القطرية للسكري أنه كطبيب يؤيد هذا المقترح الذي من شأنه تطبيق الأنظمة الصحية للأغذية مما يساهم في الحد من السمنة حيث ترتبط السمنة بالكثير من الأمراض المزمنة وبعض الاضطرابات المرضية، مضيفا أن تبني مقترح تطبيق نظام الوحدات الحرارية الإلزامية على المطاعم يعتبر خطوة إيجابية تعود بالنفع على صحة المواطنين والمقيمين في قطر ولاسيما أن نسبة السمنة في الدول العربية من أعلى النسب العالمية وخاصة عند الأطفال وذلك يرجع بشكل أساسي إلى العادات الغذائية الخاطئة والإكثار من تناول الوجبات السريعة التي تحتوي على كمية كبيرة من السعرات الحرارية والدهون وفقيرة غذائيا بالإضافة إلى تضمنها مواد تساعد على تحسين النكهة قد تكون مضرة ومن حق المستهلك الاطلاع عليها.

ويؤكد لـ الراية أن تحديد عدد السعرات الحرارية والمواد التي تضمنها الوجبات والأكلات هو حق للمستهلك ولاسيما لمريض السكري والأمراض الأخرى التي تستوجب حمية معينة ، لافتا إلى أن هذا المقترح يجب أن يستبق بإطلاق حملات توعوية شاملة عن طريق الوسائل الإعلامية المختلفة لتوعية الناس ولاسيما مرضى السكري والأمراض الأخرى بأهمية هذه الخطوة التي تهدف إلى التأكيد على حقهم فيما يتعلق بقضايا صحة وسلامة الغذاء.

ويقول: يجب على الجهات المختلفة التعاون من أجل إعطاء هذا الموضوع حقه في الاهتمام ولاسيما العاملين في قطاع الأغذية والمطاعم لتفعيل مسؤوليتهم تجاه المجتمع وعدم تقديم ما يضر بالإنسان، لأن الضرر الذي يصاحب الأطعمة غير الصحية ينعكس على المجتمع بأسره وعلى الحكومات التي تخسر عشرات المليارات لمعالجة النتائج السلبية جراء غياب الرعاية الصحية الحقيقية، التي تبدأ بالوقاية ونشر الوعي.

وفيما خص تكلفة الطعام الصحي إذ غالبا ما يشاع أن هذا النوع من الطعام أكثر كلفة من غيره رأى د. الحمق أن المسألة لا تتعلق فقط بتناول طعام صحي ولكنها ترتبط بشكل أساسي بترسيخ سلوكيات غذائية صحية وسليمة إذ أن السلامة العامة تستوجب الالتزام في الغذاء الصحي والابتعاد عن العادات الضارة كالوجبات السريعة الغنية بالسعرات الحرارية والفقيرة في مكوناتها، موضحا أن الطعام الصحي ليس أكثر كلفة من الأطعمة غير الصحية وأن تطبيق نظام السعرات الحرارية الإلزامي في المطاعم سيزيد المنافسة إذ ستتسابق المطاعم لتقديم وجبات تحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية ونسبة عالية من الألياف وأن التنافس سيحدد الأسعار.

ويشير إلى أن السمنة هي أحد العوامل المسببة للكثير من الأمراض ليس في قطر فقط بل في كل أنحاء العالم ولاسيما في ظل غياب الوعي المجتمعي وضعف إدراكه لخطورة الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة الأمر الذي يسبب أمراضا كثيرة أقلها السمنة والسكري وتزايد الدهون والكوليسترول، مشددا على ضرورة تضافر كافة الجهود لنشر ثقافة الأكل الصحي والرياضة اليومية وتغيير مبدأ رعاية المرضى إلى مبدأ الرعاية الصحية الحقيقية من خلال العناية بنوعية وكمية الغذاء والشراب الذي نتناوله، وممارسة الرياضة اليومية، لافتا إلى ضرورة وضع أنظمة صحية أكثر حزماً في جميع المدارس الحكومية والأهلية للتأكد من توفير فقط الوجبات الصحية، إضافة إلى إدخال مادة التربية البدنية في جميع المدارس وبشكل يومي.

ويرى أن هذا الاقتراح سيلاقي ترحيبا كبيرا من معظم المعنيين في مجال الصحة ولكن التحدي الأكبر في تطبيقه قد يكون في صعوبة تفهم بعض أصحاب المطاعم لهذا المقترح ولأهميته وفوائده التي لا تحصى على الصحة العامة.

اختلفوا حول تكلفة إعداد الأطباق
أصحاب المطاعم يرحبون بالفكرة

الراية استطلعت آراء عدد من أصحاب المطاعم والعاملين فيها حول إلزامهم بتحديد السعرات الحرارية والقيمة الغذائية لكل طبق أو مشروب على لائحة الطعام، فعبر معظمهم عن ترحيب بهذه الفكرة معتبرين أنها ستجذب فئات إضافية إلى ارتياد المطاعم والمقاهي منها الأشخاص الخاضعين للحمية أو من يعاني من مرض يتطلب نظاما غذائيا معينا.
وأضاف هؤلاء أنهم يؤيدون الفكرة ولاسيما أن الطبق الصحي سيكون أحد الخيارات المتاحة ما يعطي الشخص حرية الاختيار بين الأكل الدسم ذي السعرات الحرارية المرتفعة أو الطبق الصحي.

وفيما خص التكلفة تفاوتت الآراء ففي حين رأى بعضهم أن تحضير أي طبق بطريقة "الدايت" أو "الصحي" يتطلب مواد إضافية للحفاظ على المذاق الجيد رأى آخرون أن كل ما يتطلبه الأمر فريق مختص يحدد السعرات ولا يؤثر على الفاتورة باعتبار أن تطبيق نظام السعرات الحرارية قد يجذب الناس إلى ارتياد المطعم بالإضافة إلى دوره في جذب الأمهات العاملات اللواتي يفضلن أن يتناول أبناؤهن الطعام الصحي.

وفي هذا الإطار أوضح صاحب ومدير مطعم البيت الشامي السيد أنيس بريك أنه كصاحب مطعم لا يعارض هذا الأمر ولا يرى فيه أي ضرر أو أثر سلبي على المطاعم لأن الشخص الذي يتبع حمية معينة أصلا لا يذهب ويطلب الأكلات الشرقية الدسمة مضيفا أنه يرى في موضوع تطبيق نظام السعرات الحرارية الإلزامي أمرا إيجابيا سيحمل أثرا جيدا على المطاعم من خلال استقطاب فئة إضافية من الناس مثل الأشخاص الذين يتبعون حمية معينة بسبب السمنة أو بسبب مرض ما، مضيفا أنه في حال تطبيق هذا النظام سيشعر المستهلك بالراحة وبأنه غير مقيد من خلال الخيارات المتاحة أمامه والمحددة السعرات الحرارية والقيمة الغذائية.

من جهة أخرى لفت بريك أنه يجب أن تترافق هذه الخطوة مع مراقبة شديدة من قبل البلدية إذ يمكن أن تلجأ بعض المطاعم إلى الغش في الأمر وتقديم أطباق عادية على أنها منخفضة السعرات الحرارية مضيفا أن الرقابة وحدها لا تكفي إذ لا بد من وعي المستهلك نفسه من خلال امتلاك الثقافة الغذائية الصحيحة والمعلومات الكافية التي تحميه من جشع بعض أصحاب المطاعم.

وفيما خص الكلفة رأى بريك أنه لا يعتقد أن الطعام الصحي بشكل عام أكثر كلفة موضحا أن البيت الشامي على صعيد المثال يقدم أطباقا صحية ومنخفضة السعرات الحرارية عند الطلب وأنه في حال إقرار مثل هذا المقترح سيضطر كما معظم المطاعم إلى إيجاد فريق خاص بهذا الأمر ولكن هذا لن يزيد التكلفة لأنه سيجذب فئة كبيرة.
وفي نهاية حديثه أكد ترحيبه بالفكرة شرط أن تترافق بالمراقبة المشددة من قبل البلدية وبحملات توعية للمستهلك حتى لا يترك الأمر لضمير صاحب المطعم.

الزبائن: وداعاً للسمنة مع الأغذية الصحية

يُؤكد روّاد المطاعم أن إدراج عدد السعرات الحرارية والقيمة الغذائية للطبق على لائحة الطعام بات مطلب الجميع في ظل تفشي السمنة وانشغال الأمهات في العمل، معتبرين أن هذا الأمر سيُساعد الشخص السليم والمريض الذي يتبع حمية غذائية محدّدة على معرفة كمية العناصر الغذائية في الطبق ما يُسهّل عليه اختيار ما يُناسبه.
ورأى بعض هؤلاء أن هذا الأمر سيُساهم في إقناع الزبون بشراء الطبق أو الشراب الذي يتميّز بقيمة غذائية مرتفعه حتى وإن كان سعره أكثر لأن اختيار الغذاء الصحي لا يعني فقط الشكل الجميل والحفاظ على الرشاقة بل أيضًا الوقاية من الكثير من الأمراض المرتبطة بالسمنة مثل السكري وأمراض الأوعية الدموية.

تُؤكّد دانا النصري أن إدراج المعلومات الغذائية على الوجبات التي يتناولها الأشخاص في المطاعم لاسيما مطاعم الوجبات السريعة هو حق من حقوق المستهلك إذ أنه من حق الإنسان أن يعرف ماذا يأكل، مضيفة: إن هذه الفكرة ستُساعد على تخفيف السمنة والوقاية من الأمراض وستُساعد الأمهات في اختيار الطعام الأفضل من حيث القيمة لغذائية لأبنائهن.

ويُشير حمد العجمي إلى أهمية تلك الخطوة لأنها ستُساهم بطريقة غير مباشرة وعلى المدى البعيد في محاربة السمنة التي باتت منتشرة لاسيما عند الأطفال، مضيفًا: إن هذا الأمر لن تقتصر فوائده فقط على التقليل من السمنة بل أيضًا ستُساعد الأهل على اختيار الوجبات التي تحتوي على قيمة غذائية أعلى من حيث وجود الفيتامينات والبروتينيات والألياف وغيرها.

واعتبر أن الإقدام على هذه الخطوة سيُشجّع أكثر على ارتياد المطاعم شرط أن تترافق بمراقبة مباشرة من البلدية حتى لا يعمد المطاعم إلى غش الزبائن وتقديم وجبات غنية بالسعرات الحرارية على أنها "دايت".

أما عيسى العبيدان فتمنّى أن يُلزم المطاعم بذلك حتى يُتاح للشخص اختيار ما يُناسبه لاسيما مرضى السكري أو الكوليسترول، مضيفًا: إن هذا الأمر سيُقلل بالتأكيد من السمنة لاسيما عند الأشخاص الذين يضطرون بحكم عملهم إلى حضور دعوات العشاء والغذاء وما إلى هنالك.
واعتبرت بعض الأمهات أن المطاعم التي تُطبّق مثل هذا النظام ستشهد إقبالاً كبيرًا من العائلات لاسيما إذا كانت الأم عاملة، باعتبار أن وجود مثل هذا الأمر سيُسهّل عليها اختيار الوجبة الجاهزة التي تحوي قيمة غذائية عالية.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله