Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«السياحة البينية».. الحل العملي للخروج من أزمة القطاع

عمان "المسلة"… السياحة جزء من باقي القطاعات الحيوية في المملكة التي تأثرت بشكل كبير بالاضطرابات الامنية والسياسية التي تمر بها المنطقة، إن لم تكن الاكثر تأثرا.

ولعل هذه الظروف التي يمر بها القطاع، جعلت من الافكار والحلول تدور في فلك أي اجتماع او لقاء سياحي بحثا عن مخارج عملية للأزمة، وكون المسألة لا تحتاج الى اختراع العجلة من جديد، ذلك ان غالبية ما يطرح يأتي من داخل الاجندة السياحية المزدحمة بالافكار التي يمكن تطبيقها وقت الازمات. وفي وقفة لـ»الدستور» على واقع الحال السياحي، في ظل التراجع الحاصل، بدا واضحا ان غالبية الخطط السياحية تتكئ على تنشيط السياحة العربية، انطلاقا من اهميتها وتعزيزا لمبدأ السياحة البينية، وتحديدا مع الدول التي تعيش نوعا من الاستقرار الامني والسياسي، في ظل انعدام هذا الحال في معظم دول المنطقة.
 

وزير السياحة والآثار نايف حميدي الفايز أكد أن الوزارة تعمل على تنشيط السياحة العربية، لكن بطبيعة الحال لا تغلق الباب بالمطلق امام السياحة الاجنبية، بل على العكس تعمل جاهدة على فتح اسواق جديدة في آسيا وأوروبا، ذلك ان المنتج الاردني ما يزال مطلوبا عالميا.

فيما اكد المختصون بالشأن السياحي ان السياحة الاجنبية هامة جدا، لكن يبقى حضورها الان في المشهد السياحي متواضعا جدا ان لم يكن معدوما، لا سيما أن الموسم الحالي هو الانشط للسياحة الاجنبية، ومع هذا فان الامور تسير ببطء شديد، الامر الذي يفرض التركيز على السياحة العربية، واستغلال مبدأ السياحة البينية، ذلك ان السائح الاردني الأكثر نشاطا الآن لطلب السياحة في دول المنطقة وتحديدا مصر، ولبنان، الى جانب تركيا، وبالتالي فإن تنشيط التبادل السياحي البيني يقود الى اخراج القطاع من عنق زجاجة الازمة.

البحث عن حلول هو العنوان الابرز اليوم على الاجندة السياحية التي يرى فيها القطاع الخاص تحديدا لونا قاتما يدعو لتخوف كبير، وما من شك ان الخيارات محدودة، والبوصلة وفق الآراء السياحية يجب ان تتجه نحو وجهة واحدة حتى تكون النتائج مضمونة، وبالتالي التركيز على السوق العربي، وتفعيل السياحة البينية.

ولوّح عدد من المستثمرين في قطاع السياحة بتخفيض عدد العاملين لديهم، بفصل اعداد منهم، لعدم وجود دخل نتيجة لانعدام الحراك السياحي عند معظمهم، فيما لوّح آخرون بتخفيض رواتب الموظفين لديهم الى النصف حتى يتمكنوا من دفع هذه الرواتب وكحل بديل عن الفصل.

الاراء السياحية تؤكد ان الحكومة تقوم بدورها، ووزارة السياحة تعمل جاهدة على الخروج من الازمة بحلول عملية، ترتكز على عدم غلق الباب امام اي سوق سياحي، وتعمل على ازالة اي عقبات قد تواجه السائح او السياحة، وتوفر التسهيلات اللازمة لهذه الغاية.

الى ذلك، اكد وزير السياحة والاثار ان الوزارة تتعامل مع أية مستجدات ببدائل وخيارات متعددة، ولا تقف عند اي ازمة دون البحث عن حلول سريعة لتجاوزها.

واشار الفايز الى توجهات وزارة السياحة في ظل الاضطرابات التي تعصف بالمنطقة، بالعمل على زيادة مخصصات التسويق السياحي، ذلك ان الوضع القائم بحاجة الى مخصصات اضافية.

وشدد الفايز على ان العمل على الاسواق العربية لا يعني ان الوزارة لا تعمل على التسويق في الاسواق الاجنبية، معلنا عن توجه لفتح اسواق جديدة عالميا، حيث تم مؤخرا فتح اسواق في آسيا، وسوق في البرازيل، التي تم فتح مكتب تمثيل للهيئة بها، وهناك ايضا نية لفتح اسواق جديدة اخرى يتم العمل عليها.

وعن قرار مجلس الوزراء الاخير فيما يتعلق برسوم دخول المواقع الاثرية والسياحية للاشقاء العرب، قال الفايز ان المجلس اخذ القرار تشجيعاً للسياحة العربية وزيادة المجموعات السياحية والأفراد القادمين منها، وعليه قرر معاملة السائح العربي كمعاملة المواطن الأردني عند استيفاء الرسوم لزيارة المواقع السياحية والأثرية لغاية 30/6/2012. رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر شاهر حمدان اعتبر بدوره السياحة قناعة وليست تجارة، وبالتالي فان تطبيق السياحة البينية يحتاج الى برامج تسويقية من نوع خاص، لاقناع السائح العربي بالقدوم للاردن، وبالمقابل اقناع السائح الاردني بالاسواق التي تطبق معها السياحة البينية، وعليه فالامر بحاجة الى دراسة وخطط عملية.

واكد حمدان انه لا يمكننا الزام اي سائح بسوق محدد، الا اذا رغب عن قناعة بزيارة الدولة التي يرى انها تلبي احتياجاته، ولكن يجب استثمار هذه المسألة لصالح السوق المحلي وانقاذ القطاع من الحال السيئ الذي يمر به.

واعلن حمدان ان السياحة العربية القادمة للاردن تقتصر على لبنان والضفة الغربية وفلسطينيي (48) فقط، وتعد من اكثر الاسواق اقبالا على الاردن، وعليه لا بد من تشجيع دول الجوار وتركيا على مبدأ السياحة البينية التي من شأنها تحريك القطاع للافضل وحل جزء من المشكلة. وعن السياحة الخليجية اكد حمدان انها من اهم الاسواق النشطة التي يعتمد عليها الاردن، لكن موسمها خلال الصيف فقط.

المستثمر السياحي والخبير حيدر زيادات رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر الاسبق اكد من جانبه ان القطاع يعاني الان من مشكلتين اساسيتين الاولى الاضطرابات الامنية والسياسية التي تعيشها المنطقة، وتحديدا في سوريا ومصر، والثانية الاكثر ضررا على القطاع هي الوضع في الاردن والمظاهرات التي تفسر بغير ما هي قائمة عليه ولاسباب غير واقعية في العالم، وتحديدا تلك التي تحدث كل يوم جمعة، وباتت تشكل عقبة كبيرة في موضوع التسويق السياحي، ذلك ان العالم لا تصله الصورة الحقيقية لما يحدث.
 

ولفت زيادات الى ان القطاع يعاني ايضا من مشاكل مالية نتيجة لهذا التراجع السياحي، ذلك ان الحراك السياحي منذ بداية هذ السنة شبه معدوم.

ورأى زيادات ان السياحة البينية قد توصلنا الى حل، لا سيما ان السائح الاردني دائم الحضور في الاسواق العربية المجاورة، ولكن هناك اشكالية في انه يصعب تطبيق هذا المبدأ على مصر نظرا للاوضاع المضطربة التي تمر بها، وكذلك الحال في لبنان كون معظم السياحة القادمة منها كانت تصلنا برا، ومع الاحداث في سوريا اصبح هذا الامر غير متوفر. واعتبر زيادات السياحة العربية مخرجا حقيقيا للازمة السياحية الحالية، لكنها ليست حلا مطلقا، ولن تعوض الخسائر الكبرى التي يشهدها القطاع.

المصدر: الدستور من: نيفين عبد الهادي

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله