عمان "المسلة"…. يشارك الاردن دول العالم الاحتفال بيوم التراث العالمي الذي يصادف 18 ابريل "نيسان" من كل عام، وهو التاريخ الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الـ(ICOMOS) للاحتفاء به برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل حماية التراث الإنساني، ضمن الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس عام 1972.
وانضمت المملكة لاتفاقية التراث غير المادي 2003 واتفاقية التنوع الثقافي عام 2005، وتقرر عام 2010 ان تكون وزارة الثقافة هي المظلة الرسمية والمعنية بهاتين الاتفاقيتين من خلال مديرية التراث التي تم استحداثها لهذا الشأن.
وتقيم الوزارة يوم الخميس في العقبة مدينة الثقافة الاردنية 2016 احتفالا بمناسبة يوم التراث العالمي بالتزامن مع مئوية الثورة العربية الكبرى وبالتعاون مع وزارة السياحة وبمشاركة عدد من الهيئات الثقافية التابعة للوزارة المعنية بالتراث وأبناء ومؤسسات المجتمع المحلي. وأكدت وزارة الثقافة سعيها الجاد من خلال مديرية التراث التابعة لها في المحافظة على كل عناصر التراث غير المادي وحمايته من الاندثار عبر توثيقه وتعزيزه بهدف تعريف الأجيال به ما يسهم في تعزيز الهوية الوطنية عبر النشاطات المختلفة والورش المتخصصة بالتعاون مع أكاديميين وأبناء المجتمع المحلي المعنيين بالدرجة الاولى بهذا التراث.
وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة لانامامكغ إن الاحتفال بهذه المناسبة يعكس اهتمام المملكة بالتراث بعامة، وبخاصة غير المادي المتنوع الذي تزخر به المدن الاردنية والذي يشتمل على ممارسات وأشكال تعبير ومعارف متنوعة توارثتها الأجيال من جيل الى آخر الى ان اصبحت هذه المعارف جزءا من التراث الثقافي الذي له الدور الاكبر في تعزيز الهوية الوطنية الذي تعكسه مكونات المجتمع الاردني.
واشادت بجهود العاملين في الوزارة بهذا المجال، خصوصا مديرية التراث التي استطاعت تحقق إنجاز كبير خلال هذا العام بتقديم ملف ترشيح فن السامر الاردني لإدراجه على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لليونسكو بعد عقد ورش تدريبية للجماعات الممارسة لهذا الفن من فرق فلكلورية واكاديميين وأشخاص ومهنيين بفن السامر.
وقالت مديرة مديرية التراث في الوزارة حنان دغمش ان المديرية مستمرة بتنفيذ خطتها للعام الحالي، إذ سيتم افتتاح المكتبة التراثية في المديرية، وإصدار كتب تتعلق بالتراث غير المادي لمحافظات الزرقاء، والبلقاء، والكرك والتي تمثل مخرجات مشروعات حصر التراث الثقافي لهذه المحافظات، واستكمال العمل بمشروع حصر التراث الغير المادي في محافظة جرش عبر تنظيم معرض للصور الفوتوغرافية لعناصر هذا التراث وإصدار كتيب نموذجا توثيقيا يتضمن هذه العناصر التي جمعت من قبل الباحثين.
إضافة الى استمرار العمل على مشروع المكنز الوطني للتراث الشعبي هذا العام في محافظة المفرق بهدف احياء التراث الاردني وحفظه من الضياع من خلال انشاء قاعدة بيانات أردنية في مجال المأثورات الشعبية وذلك بعد جمع الألفاظ المتداولة وشرح وضبط معانيها، حيث تم جمع 70 الف مفردة من جميع أنحاء المملكة حتى الان.
والعمل ايضا على مشروع اعادة تأهيل المادة الصوتية المسجلة في سبعينيات القرن الماضي (الذاكرة المسجلة في أشرطة الكاسيت التقليدية) التي وثقها مجموعة من الباحثين في معظم مناطق المملكة لموضوعات تراثية متنوعة تشكل كنزا للذاكرة والهوية الوطنية. وتسعى مديرية التراث الى عقد ورش تدريبية تتعلق بالتراث غير المادي بالتعاون مع مكتب اليونسكو في عمان بمشاركة مؤسسات حكومية والمجتمع المدني مع التركيز على أبناء المجتمعات المحلية، اضافة الى الاستمرار في اصدار مجلة«الفنون الشعبية» التي تعني بالتراث.
