تستكمل كاميرا برنامج مسافرون جولتها فى المناطق السياحية والاثرية حول العالم بصحبة الخبير السياحى الدكتور/ عاطف عبداللطيف تنقل لنا كاميرا البرنامج الجمعة اهم المناطق التى يشتاق اى انسان ان يذهب اليها ويتجول فى ربوعها ليستمتع بجمال وعظمة التاريخ والاثار الباقية التى تثبت للعالم قدرتها على تحدى تغيرات الزمن وهى مازالت برونقها شاهد على عظمة المبدعين والمصممين فى فن العمارة والنحت مدينة التسامح طليطيلة الاسبانية بجمالها وشموخها فى حلقة خاصة ببرنامج مسافرون الجمعة الساعة السابعة مساءً علي قناة ال على ان تتم الاعادة الساعة الواحدة بعد منتصف الليلON.TV
طليطلة مدينة إسبانية عروس من ايام الاندلس
المدينة تقع على مرتفع منيع تحيط به أودية عميقة وأجراف عميقة وكانت تعرف في القرون الوسطى باسم "مدينة التسامح" حيث كان يتعايش فيها المسلمون واليهود والمسيحيون. ويرجع اسم المدينة إلى العهد الروماني، حيث كان يطلق عليها اسم "توليدو" وتعني بالرومانية "المدينة المحصنة حافظت على رونقها وروعتها عبر القرون، ونخبة منها تمكنت من ترسيخ ماضيها وكأنه حدث بالأمس. طليطلة في طليعة هذه النخبة، بصمة التاريخ، تستحضر الماضي كنزا ثمينا ولؤلؤة على ضفاف النهر، تنظر اليه يغسل قدميها، عروسا في ليلة زفافها. ينبع التاريخ من حجارة أبنيتها المتلاصقة في قبلة أبدية، ومن شوارعها الضيقة التي عصيت على رياح الزمن، ومن نوافذها المتعانقة أبدا، مطلة على باحات داخلية يفوح منها عطر الفل والياسمين والقرنفل عند الأمسيات الدافئة، ومن زهر اللوز الابيض الذي يكسو حقولها، لكأن نصاعة الماضي أبت إلا أن تكون حاضرة.
طليطلة مدينة الثقافات الثلاثة، الاسلامية والمسيحية واليهودية، مدينة التسامح، تشكّل مرجعا لكل من أراد أن يرتوي من ينابيع عذبة لحقبة إسلامية امتدت أربعمائة سنة جعلت منها مركزا ثقافيا وعلميا من الطراز الأول، عاش فيها رواد العلم والفن والساعون وراء المعرفة.
الكازار (القصر)
أصبح الكازار ( القصر بالعربية) في طليطلة ذا شهره عالمية في القرنين التاسع عشر والعشرين على النحو كأكاديميه عسكرية, وعند اندلاع الحرب الأهلية الأسبانية في 1936 دورته حامية بشكل مشهور كان الكازار محاصرا من قبل قوات الجمهوري.
مسجد باب المردوم أو مسجد نور المسيح (mezquita de Cristo de la Luz)
هو من أقدم معالم طليطلة .تم بناؤه سنة 390 هجرية 999 ميلادية. بعد احتلال المدينة من قبل النصارى سنة 1085 م، حوّل المسجد إلى كنيسة تسمى نور المسيح.
المسجد بناء مربع الشكل (7,74م 8,60xم) مقسم إلى 3 أرواق بواسطة 4 صفوف من الأقواس, الكل تحت تسعة قبب مسة ندة إلى صفوف الأقواس الحدوية (على شكل حدوة الفرس, التي تعد من أهم خصوصيات الطابع المعماري الأندلسي ذات الأصل القوطي) المرتكزة على 4 أعمدة وسطية. القبة الوسطية مرتفعة عن باقي القبب ومزودة بنوافذ جانبية تسمح بدخول الضوء إلى البناء.الواجهة الرئيسية للمسجد متكونة من ثلاثة مستويات:
الأول يحتوي على الأبواب الثلاث للمسجد.
في الثاني نجد سلسلة من الأقواس الحدوية العمياء المتعانقة.
المستوى الثالث متكون من مشربية مبنية بالآجور فوقها المخطوط المشهور٫ الذي يسمح بتأريخ سنة إنشاء المسجد. الكتابة بالخط الكوفي نصها "بسم الله الرحمن الرحيم، أقام هذا المسجد أحمد بن حديدي من ماله ابتغاء ثواب الله فتم بعون الله على يد موسى بن علي البناء وسعادة فتم في المحرم سنة تسعة وثلث مائة".
البناء يعد من أجمل شواهد الفن الأموي في الأندلس ومصدر وحي للفن المدجّن الذي كانت طليطلة موطنه الأصلي.
مسجد ترنرياس
مسجد تُرنِرياس Mezquita de las Tornerias هو من أقدم معالم طليطلة. يرجع تاريخ بناؤه إلى القرن الحادي عشر للميلاد (عهد طائفة طليطلة) يقع في الشارع الذي يحمل نفس الاسم.
المسجد مبني بالآجور ومكون من طابقين٬ الطابق الأرضي يحتوي على بقايا مجمع روماني قديم ذو نظام لجلب الماء٬ بينما الطابق العلوي يحتوي على قاعة الصلاة. بنيته شبيهة للتي نشاهدها في مسجد باب المردوم الذي يقع على بعد بضعة عشرات الأمتار. مثل هذا الأخير قاعة الصلاة مقسمة إلى تسعة فضاءات٬ بواسطة أعمدة نحيفة وأنيقة٬ يعلوها أقواس حدوية الشكل. فوق كل فضاء قبة٬ القبة المركزية هي الوحيدة التي تحمل نقوش هندسية.
الأبعاد الصغيرة للسجد إضافةٔ إلى موقع قاعة الصلاة مع غياب صحن للوضوء يحمل على الظن أن البناء كان يستخدم كمصلى خاص لأحد وجهاء طليطلة. بقي المسجد المكان الوحيد الذي سمح فيه للمسلمي طليطلة بأداء الصلاة جماعة لمدة تناهز الأربعة قرون بعد الغزو المسيحي للمدينة سنة 1085 م٬ بعدها أستخدم البناء لأغراض عدة٬ مع الوقت نسي أصل البناء وبقيت ذكرى تواجد مسجد قديم في إحدى منازل شارع ترنرياس٬ حت تم إعادة اكتشاف المعلم بعد بحوث أرشيفية وميدانية من طرف المركيز تورسيلا Marqués de la Torrecilla سنة 1905
حاليا٬ المبنى مستخدم كمركز ومتحف لتطوير الصناعة اليدوية في إقليم قشتالة ومانشة.
كنيسة سان رومان
كنيسة سان رومان Iglesia de San Román الواقعة في طليطلة, من أقدم معالم المدينة. المتأكد منه أنها ترجع على الأقل إلى العهد القوطي, كما تدل على ذلك الأعمدة الست التي تم إعادة استخدامها في تجديد البناء لاحقاً. من المحتمل أن الكنيسة بنيت على أنقاض معبد روماني قديم, على كل حال ليس بالإمكان معرفة بالتحديد عهد بنائها. بعد الغزو الإسلامي للمدينة سنة 711 م تم تحويلها إلى مسجد, وبعد الاسترداد المسيحي لطليطلة سنة 1085 على يد ملك قشتالة وليونة ألفونسو السادس, حولت من جديد إلى كنيسة, وتم إعادة بنائها كليتاً في القرن الثالث عشر وإلحاق المنارة القديمة للمسجد بها. المنارة ذاتها التي أعلن منها حسب الأسطورة ألفونسو الثامن ملكاً على قشتالة وهو لا يزال طفلا في حادي عشر من عمره.
المعلم في حد ذاته ملخص للمدينة لما يحمله من تداخلِ في أشكال الفن المعماري والتشكيلي, الكل في تناسق فريد بين الطابعين الرومي والأموي, من خلال الرسوم الحائطية الدينية المسيحية بين الأقواس الحدوية (على شكل حدوة الفرس, التي تعد من أهم خصوصيات الطابع المعماري الأندلسي ذات الأصل القوطي) والمشربيات المحاطة بالنقوش الإسلامية النباتية الشكل. من الخارج البناء يطبع عليه الفن المعماري المدجّن الذي تعد طليطلة موطنه الأصلي.
مئذنة كنيسة سان رومانالمبنى يحوي حالياً متحف الثقافة القوطية, حيث تعرض قطع عدة قطع فنية مختلفة لتلك الفترة, من بينها منسوخات لكنز ڤورزار Guarrazar الشهير.