Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

ماذا تريد الكنيسة المصرية في الوقت الراهن … !بقلم يحيى البولينى

 بقلم / يحيى البولينى

تتكاثر الحوادث وتزداد قتامة وتتكرر مكشوفة مفضوحة من أولئك النصارى في مصر , فكثر افتعالهم للمشكلات والأحداث التي تؤدي للفتنة , وكثرت تدخلات قساوستهم ورهبانهم فيما لا يعنيهم , وزادت السيناريوهات المتشابهة والتي تدخل المصريين في مواجهات مع بعضهم البعض وتسفر عن أحقاد وعداوات وقتلى وجرحي وصراعات ….

وكثر تجرؤ القساوسة – المشلوحين كما يدعون – على الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى القرآن الكريم وعلى كل ثوابت الإسلام في قنوات نصرانية , وكثرت تهكمات النصارى كبارا وصغارا على ديننا بداية من ساويرس الذي ادعى أنه يمازح المسلمين برسوم كاريكاتورية قذرة لمسلم ومسلمة وتشبيههما بالفئران , نهاية بهذا الطالب الشاب الذي نشر صورا مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم على الفيسبوك وتسبب في أزمة شديدة داخل قريته وداخل مصر كلها …. فماذا تريد الكنيسة الأرثوكسية في مصر بالضبط ؟!!!

وأطلقوا النيران على الجيش المصري وقتلوا منه شهداء جنود وضباط , فما هي الخطوة التالية التي تريدها الكنيسة ؟ وما هي حساباتها فيها ؟

أتريدها حربا شعواء بين المصريين لن ينجوا هم منها ومن ويلاتها ولن تنتهي حتى تقضي على الأخضر واليابس ؟
أم يريدون أن تدخل مصر تحت الاحتلال المسيحي مرة أخرى لينالوا مكانة لا يستحقونها ؟؟!!

فلا يستطيع أي متابع للشأن القبطي المصري وللممارسات الجديدة للأحداث التي تتم في مصر من قِبل رعايا الكنيسة الأرثوذكسية إلا أن تتملكه الحيرة والدهشة والكثير من الترقب الحذر للمستقبل المظلم الذي تود الكنيسة المصرية أن توصل إليه المجتمع المصري , فقد بات الجميع مدركا أن هناك مخططا مرسوما يتم السير عليه بكل وضوح للوصول لهدف ما , وأن كل هذه التصرفات ما هي إلا جزء من خطة كبيرة دبرت للوصول لمجموعة من الأهداف .

ولهذا يتم التساؤل دوما : ما هو هذا الهدف ؟ وما هو السيناريو الذي يريدونه لتنفيذه ؟ ولمصلحة من ؟ وما هو حجم المكاسب والأضرار التي ستعود على المصريين من تلك الممارسات ؟ !! .

فلا تزال الكنيسة الأرثوكسية في مصر تُصدر الأزمات للإدارة المصرية الجديدة بعد ثورة يناير , لكي تحصل على أكبر المكاسب الممكنة منها ولكي تفرض واقعا جديدا لا يتناسب مطلقا مع نسبة عدد النصارى في مصر لإجمالي المصريين , ولكي تكون الكنيسة رقما سياسيا في مفردات المعادلة يصعب تجاوزه عند النظر في أي قضية , ولكي تفرض على السياسيين وصناع القرار ذلك التساؤل عند كل قرار : ما هو رأي الكنيسة وما هو رأي شنودة !!! .

وفي ذلك يتم استخدام آلة إعلامية ضخمة تمولها أموال الكنيسة المشبوهة التي لا تستطيع الدولة أن تحاسبهم على مصادرها ولا أوجه التصرف فيها ومستغلة الأموال الضخمة لبعض النصارى ومنهم ساويرس بقنواته الإعلامية المتعددة التي تستطيع أن تنتقد أي شيئ في مصر ولا تستطيع أن تمس الأقباط ولا القيادة القبطية في قليل أو كثير .

ومن العجيب أن من أشد المدافعين عن تلك الممارسات السياسية لرجال الدين الأقباط هم من ينعتون أنفسهم بالليبراليين الذي يطالبون وبكل قوة وحسم بفصل الدين عن السياسة , ويعتبرون أن ذلك الفصل ضرورة وحتمية واجبة لكي لا تكتسب القرارات والمواقف السياسية قدسية الأوامر الدينية , وهذا بالذات مالا ينكره أحد منهم – كعلمانيين – على تدخلات بابا الأقباط وقساوسته وكهنته في كل الأمور السياسية لدرجة أنهم يقودون المظاهرات والاحتجاجات ويدلون بالتصريحات السياسية المهيجة والمحرضة لأتباعهم .

ولقد شاهد العالم كله على مواقع الفيديو العالمية القس المصري الذي استضافته قناة نصرانية وهو يقود المظاهرات مطالبا بكل قوة وجرأة بل بإقالة محافظ أسوان ويسبه سبا عنيفا جارحا ثم يتهدد المحافظ – بتبجح شديد – بموتة شنيعة إن لم يقدم استقالته خلال يومين , ثم يوجه حديثه لرئيس المجلس العسكري الحاكم في مصر قائلا أن المشير يعرف ما هو المطلوب منه وعليه تنفيذه لأنه إن لم يفعل يعرف عواقب ذلك في لفته تهديدية صريحة جدا بالاستقواء بالخارج الأجنبي الذي يحتمي به أولئك الأقباط !!!!!

وبالطبع لم يعلق الليبراليون في قنواتهم التليفزيونية – التي انتشرت كالجراد – على هذا الموقف من رجل يفترض به بداية أن يكون رجل دين لا رجل سياسة وأن مشاركته في المظاهرة – فضلا عن كلماته التي تحتاج للمحاكمة لا مجرد العتاب – نوع من الخطأ السياسي وأيضا من الخطأ العقائدي بالنسبة للأقباط . فهم يعلمون جيدا أن هناك نصا في كتابهم المقدس في انجيل متى يمنعهم من التدخل في الأمور السياسية – بحسب معتقداتهم – " حينئذ ذهب الفريسيون وتشاوروا لكى يصطادوه بكلمة.

فأرسلوا إليه تلاميذهم مع الهيرودسيين قائلين يا معلم نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالى بأحد لأنك لا تنظر إلى وجوه الناس. فقل لنا ماذا نظن. أيجوز أن نعطى جزية لقيصر أم لا. فعلم يسوع خبثهم وقال لماذا لا تجربوننى يا مراؤون. أرونى معاملة الجزية. فقدموا له ديناراً. فقال لهم لمن هذه الصورة والكتابة قالوا له لقيصر فقال لهم أعطوا إذاً ما لقيصر لقيصر وما لله لله. فلما سمعوا تعجبوا وتركوه ومضوا " (متى 22: 15-32) " ….

وهم الآن يتدخلون فيما لله وفيما لقيصر معا , فهل الكنيسة المصرية الارذوكسية وعلى رأسها الأنبا شنودة تمثل مؤسسة دينية يمكن السيطرة عليها من قبل الدولة أم تمثل الآن دولة داخل الدولة المصرية ؟!!!

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله