اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

زيارة الى قرية صوت مكة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد

عبد التواب عبد الصمد : جمال عبد الناصر أعطى للشيخ جواز دبلوماسي واستعان به فى تحسين العلاقات العربية ,, ورفض سفره الى إيران

احد محبيه فى إفريقيا الوسطى أعطى له بقرة ورئيس اندونيسيا كرمه بأرفع الأوسمة

الشيخ عبد الباسط كان يزور قريته مرة كل عام ويتشوق للعبة السيجا

الأقصر – محمد الصغير… كل آية تتلى بصوته الملائكي تهز الوجدان وتلهم كل من يسمعه ان يسبح بحمد ربه رهبة واجلال ,, صوته يجتاز عتبات الاذن ليصل بالمتلقي الى مراحل النشوة الربانية فيخيل له انه يسبح فى بحر من لبن , هو صوت عموم المسلمين والقارئ الذهبي وصوت مكة انه القارئ الشيخ عبد الباسط عبد الصمد الذي نال من الشهرة والمنزلة حظا لم ينله احد غيره واستطاع ان يتربع على عرش تلاوة القرآن الكريم لما يقرب من نصف قرن من الزمان نال خلالها قدر من الحب جعل منه أسطورة لن تتأثر بمرور السنين بل كلما مر عليها الزمان زادت قيمتها وارتفع قدرها كالجواهر النفيسة.


 

منزله الذي شيده فى أواخر الستينات مازال تفوح من جنابته رائحة القران بقرية المراعزة المجاورة لمدينة ارمنت التاريخية غرب الأقصر هذه المدينة المترامية الاطراف والتى دخلت التاريخ من أوسع أبوابة بإنجابها للشيخ عبد الباسط الذى ذاعت شهرته لتصل الى الأفاق هذه المدينة التى كان يفخر بها الشيخ دائما فى جلساته مع الأصدقاء وفى حواراته الصحفية والتلفزيونية لما تبادله نفس الشعور بل لفظته برغم انه صاحب ايادى بيضاء على المدينة التى كان يعشقها ويفخر بانتمائه لها , هذه المدينة تخلو تماما من اى معالم تدل ان صوت مكة والقارئ الذهبي ينتمي الى هذه المدينة وهو الأمر الذى يحزن اقاربة كثيرا خاصة بعد علمهم ان هناك أكثر من 30 مدرسة اسلامية وشارعا فى الهند وباكستان وإيران واندونيسيا يطلق عليها اسم الشيخ عرفانا بدورة فى خدمة كتاب الله .
 

يقول الحاج عبد التواب عبد الصمد ابن شقيق الشيخ ان منذ وفاة الشيخ عبد الباسط عام 1988لم يفكر احد من المسئولين الذى تعاقبوا على رئاسة المدينة فى إطلاق اسم الشيخ عبد الباسط على اى شارع او مدرسة لكى تعرف الأجيال القادمة ان صوت عموم المسلمين ينتمي الى هذه المدينة والأدهى من ذلك ان الشيخ فى حياته قام بفتح فصل داخل منزله لتعليم ابناء القرية وعندما كثر عدد التلاميذ قام بشراء 8 قراريط فى وسط المدينة لبناء مدرسة وهو ما تم بالفعل ولكن فوجئ الجميع عن افتتاحها بإطلاق اسم الرئيس الراحل انور السادات عليها .

وعن علاقته بأهل قريته يضيف الحاج عبد التواب ان الشيخ عبد الباسط كان يعشق ارمنت ويرتبط بعلاقات قوية للغاية مع أهلها وكان يزور القرية ويظل بها لمدة أسبوعين كل عام عقب عودته من رحلته السنوية فى دول العالم والتى تكون غالبا فى رمضان وعند وصولة للقرية يتجمع عشرات من محبيه من قرى ونجوع ارمنت حوله ليسعدوا بصحبته فى ديوان العائلة والذي كان يظل مفتوحا طوال اليوم لاستقبال محبيه الذين كانوا يهيمون به عشقا لدرجة ان احدهم ويدعى الشيخ محمود عندما يعلم بوصوله يركب عربة صغيرة يجرها حصان وينطلق فى ربوع ارمنت ويصرخ بصوت عال للغاية ,,الشيخ عبد الباسط وصل ياولاد الشيخ عبد الباسط وصل الديوان ,, هذا الرجل توفى فى أوائل الثمانينات كان الشيخ وقتها فى الإسكندرية لإحياء احد الليالي القرآنية هناك الى انه وفور سماعة بخبر وفاته قطع زيارته واثر على الحضور والقراءة فى العزاء تقديرا لمحبيه وعشاقه ولم يحرم الشيخ عبد الباسط ابناء ارمنت من الاستمتاع بصوته الملائكي برغم ارتباطاته المتعددة اذ ارتبط باحياء ليلة سنوية فى نجع أبو حليمة الملاصق لقريته منذ فى خمسينيات القرن الماضي وحتى وفاته فى أواخر الثمانينات وكان يرفض ان يأخذ أجرا عن هذه الليلة التى كان ينتظرها محبيه كل عام .

ويشير الحاج عبد التواب الى ان الشيخ كان له عادات لم يغيرها اذ انه كان يعشق لعبة السيجا وبرغم مشاغلة وارتباطاته الكثيرة الا انه كان يغتنم فرصة وجود بأرمنت ليستدعى اصدقائة القدامى للعب السيجا وهى لعبة تاريخية شعبية مشهورة فى الصعيد تعتمد على الفطنة والذكاء وكان يستمتع الشيخ بجمع الحصى والطوب والمشاركة فى هذه اللعبة الشيقة .

وينفى الحاج عبد التواب ما ادعاه الكاتب الراحل محمود السعدنى فى كتابة الحان السماء ان الشيخ عبد الباسط كان يفضل العزلة وعدم الاختلاط وانه كان يعشق اللون الأخضر فى منزلة وسيارته وملابسة وهاتفة المنزلى بطريقة تثير الانتباه ويوضح الحاج عبد التواب ان الشيخ كان اجتماعيا للغاية يسال على اقاربة وعلى اصدقائة القدامى ويزور زملائه القراء ويرتبط بعلاقة وطيدة معهم اما موضوع اللون الأخضر فالشيخ لم يكن يهتم بمثل هذه الأشياء بدليل ان لون سيارته حمراء ومنزلة الذى نجلس فيه يكتسي باللون الأصفر .
 

ويؤكد الحاج عبد التواب ان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يعلم مدى عشق الملوك والزعماء العرب للشيخ عبد الباسط لذلك كان للشيخ دورا كبيرا فى تحسين العلاقات العربية لذلك أعطى عبد الناصر للشيخ جواز سفر دبلوماسي وكان على اتصال دائم به وفى إحدى المرات كان الشيخ فى زيارة للقرية وجاءت سيارتين تابعتين للمخابرات وأخبرت الشيخ ان الرئيس عبد الناصر يريد لقائه فى القاهرة بأقصى سرعه فاضطر الشيخ للعودة سريعا وهناك اخبره عبد الناصر بضرورة سفرة الى المغرب وتسليم الملك الحسن دعوة لحضور افتتاح السد العالى لمعرفة عبد الناصر بالعلاقة التى كان تربط الشيخ بملك المغرب والذي عرض على الشيخ من قبل إقامة دائمة فى كازابلانكا أجمل المدن المغربية كما ان عبد الناصر لوح بورقة الشيخ عبد الباسط فى وجه المسئولين الإيرانيين ورفض سفره لإحياء الليالي الرمضانية هناك وهو ما اغضب محبيه من الإيرانيين الذين يعشقون الشيخ عبد الباسط ويزينون منازلهم بصوره بل ان هناك أناس امتهنوا رسم جداريات ضخمة للشيخ عبد الباسط من شدة عشقهم ومحبتهم لصوته الملائكي .

ويقول الحاج عبد التواب عبد الصمد عن افتتاح المسجد الذى شيده الشيخ فى عام 1971 انه كان يوما تاريخيا اذ اكتظت قرية المراعزة بالآلاف من ابناء ارمنت والمدن المجاورة وشارك الشيخ وقتها نحر الذبائح قبل ان يستقبل شيخ الأزهر محمد الفحام حينذاك والشيخ مصطفى إسماعيل ومحافظ قنا .

ويشير الحاج عبد التواب ان الشيخ عبد الباسط كان يحكى لمحبيه فى ارمنت عن المواقف التى كانت تقابله خلال رحلاته الخارجية والتى توضح مدى عشق الأقليات المسلمة للقران فقد حكي انه قام بزيارة الى وسط إفريقيا وبعد ان فرغ من القراءة أمام حشد كبير من المسلمين وغير المسلمين حضر إليه فى استراحته شخص يجر بقرة ضخمة هي كل ما يمتلك واثر الرجل ان يهديها للشيخ نظير المتعة الروحانية التى قدمها له الا ان الشيخ تعجب من الموقف وشكره على مشاعره الجميلة وبالطبع رفض اخذ البقرة .

اما رحلته للعاصمة الاندونيسية جاكرتا فهي من الليالي التاريخية التى لا تنسى والتى كان يتذكرها دائما الشيخ عبد الباسط نظرا للأعداد الضخمة الذى حضرت هذه الليلة القرآنية والتى اكتظت بهم اكبر ميادين العاصمة والشوارع الجانبية وظل الشيخ فى هذه الليلة يقرا حتى الفجر تحقيقا لرغبة الحاضرين الذين كلما أحسوا ان الشيخ سيختم يصيحون ويهللون ويكبرون بصوت مرتفع مطالبين باستكمال التلاوة الأمر الذى جعل الرئيس الاندونيسي يرسل طائرة مروحية هبطت بالقرب من الميدان لتخليص الشيخ من محبيه ومن الزحام الرهيب فى هذه الليلة المشهودة ولتأخذه الطائرة الى مقر الرئاسة ليكرمه الرئيس بأرفع الأوسمة الاندونيسية .

وعن تاثر الشيخ عبد الباسط بالشهرة العريضة التى نالها فيقول الحاج عبد التواب الشيخ كانت أخباره فى الستينيات والسبعينيات تملئ الصحف والمجلات وتنافس نجوم السينما والسياسية ولم يسلم من الشائعات التى زوجته بنجوم السينما فى مصر الا ان ما اغضب الشيخ هو الشائعة التى انتشرت فى الثمانينيات والتى كانت تتحدث ان الشيخ مدمنا للأفيون وهو ما أحزنه للغاية واثر فى نفسيته .
 

ويؤكد الباحث عبد المنعم عبد العظيم رئيس جمعية رواد الثقافة بأرمنت ان وفاة الشيخ هى اسوء ليلة مرت على ارمنت اذ اتشحت عشرات الآلاف من النساء بالسود وخرجت الى الشوارع غير مصدقة ان ابن مدينة ارمنت والتى رفع شانها الى عنان السماء فارق الحياة بعد اعوام حافلة فى خدمة كتاب الله ويتذكر عبد العظيم ان الشيخ قبل وفاته ببضعة شهور كان قادما من مدينة اسنا بسيارته واصطدم بإحدى السيارات الضخمة التى كانت تحمل ألواحا من الخشب وهو ما إصابة بجروح نافذة أثرت عليه بشكل كبير لاصابتة السابقة بالسكر وبمرض الكبد وهو ما جعله يركض فى احد مستشفيات القاهرة بضعة أسابيع قبل ان يقرر أبنائه السفر به الى العاصمة البريطانية لندن لعلاجه هناك وظل الشيخ قرابة الشهر هناك الى ان شعر ان الأجل قد حان فأمر أبنائه بان يعودوا به الى مصر ليلقى ربه بعد عودته بثلاثة أيام تقريبا وليخرج مئات الآلاف من محبيه فى تشيع جثمانه الطاهر وكانت جنازته شعبية ورسمية ، فحضرها كثير من سفراء دول العالم نيابة عن شعوبهم وملوك ورؤساء دولهم تقديراً لدوره في مجال الدعوة بكافة أشكالها.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled