اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تسجيل قرى أثرية سورية على لائحة التراث العالمي يبرز موقع سوريا الأثري دولياً

دمشق " المسلة " … تعتبر القرى الأثرية في شمال سوريا في محافظتي إدلب و ريف حلب من أهم المواقع الأثرية والتاريخية في سوريا .. وانطلاقا من هذه الأهمية فقد تبنت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم /اليونسكو /خلال جلسة عقدتها قبل أيام ثمانية تجمعات من هذه القرى على أنها مشهد ثقافي ذو قيمة عالمية استثنائية تضاهي نظراءها في العالم.

تمتد هذه التجمعات الثمانية على مساحة تصل إلى حوالي 130كم2 في الكتلة الكلسية ضمن محافظتي حلب وإدلب، وتتضمن 36 قرية أثرية، ومجموعاً سكانياً يقطنه حوالي 10 آلاف نسمة.

ولا تزال آثار التوطن الإنساني العائدة للفترة بين القرنين الأول والسابع الميلادي واضحة تماماً في هذه المنطقة الأثرية وهي واحدة من التجمعات الجغرافية النادرة والمتجانسة في حوض البحر المتوسط التي تستطيع أن تقوم بنقل واقعي لصورة الحياة الريفية في نهاية الفترة الرومانية، وخلال الفترة البيزنطية وتعكس بشكل مباشر التقاليد التي مازالت سائدة حتى اليوم من خلال المواقع الأثرية المنتشرة فيها.

واعتبر بسام جاموس مدير عام الآثار والمتاحف في تصريح لسانا أن تسجيل هذه المواقع على قائمة التراث العالمي ينعكس إيجاباً على تقديم وإبراز الموقع الأثري على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وبالتالي يتناسب ومكانة الحضارة الثقافية السورية على الخارطة الثقافية الدولية.

وأضاف جاموس أن ملف التسجيل استغرق إنجازه ثلاثة أعوام بدءاً من عام 2007 ولغاية 2010، على يد مجموعة خبراء من المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع فريق الخبراء الدوليين من منظمة اليونسكو بدعم من اتفاقية /فرنسا/ اليونسكو للتراث مشيرا إلى أن المديرية بدأت بإعداد ملف جديد لتقديمه على لائحة التراث العالمي خلال السنتين القادمتين لموقعي ماري ودورا اوروبس او عمريت واوغاريت.

وهذه المواقع تضاف إلى لائحة المواقع السورية الستة الأخرى المسجلة سابقا على لائحة التراث العالمي وتشمل مدينة دمشق القديمة المسجلة في العام 1979 ومدينة بصرى القديمة وموقع تدمر الأثري في عام 1980 ومدينة حلب القديمة في عام 1986 وقلعة الحصن في محافظة حمص وقلعة صلاح الدين في محافظة اللاذقية في عام 2006.

وتضم المواقع الأثرية التي تم تسجيلها مؤخرا ثلاث محميات في جبل سمعان بمحافظة حلب هي /قرية وقلعة دير سمعان، رفادة، ست الروم ، قاطورة ، الشيخ بركات وباطوطة وسنخار والشيخ سليمان وبراد، كفرنبو، برج حيدر، كالوتا، خراب شمس/ إضافة إلى التجمع الشمالي في جبل الوسطاني الذي يضم كفر عقارب وفاسوق وخربة بنصرة ومحميتين في جبل الزاوية بمحافظة إدلب التي تضم دللوزة، البارة، كفر، وادي مرتحون، خربة ماجليا، خربة بعودا، خربة ربيعة، خربة حاس، بشللا ، سرجلة رويحة، جرادة.

كما تم تسجيل التجمع الأثري /لجبل باريشا وبقيرحا، خربة الخطيب، دار قيتا، ديرونة والتجمع الأثري لجبل الأعلى بمحافظة إدلب.. منطقة حارم قلب لوزة، كفير، قربيزة.

وبينت لينا قطيفان مديرة إدارة المواقع الأثرية أن القيمة الاستثنائية للقرى الأثرية في شمال سورية عززتها حالة الحفاظ المميزة للأطلال، وقد بقيت هذه المواقع محافظة على أصالتها بالكامل بسبب موقع المنطقة المتطرف، الذي ظل لفترة طويلة خارج الأحداث التاريخية الكبيرة التي مرت على سورية منذ الفترة الرومانية وحتى اليوم.

وأوضحت /قطيفان/ أن المديرية تقوم بتسجيل المواقع المسجلة على لائحتها الوطنية بشكل دوري وسنوي بحيث تضمن الحماية اللازمة للإرث الثقافي الذي تحمله أما فيما يخص المواقع السورية المسجلة على لائحة التراث العالمي فهي مواقع ثقافية فقط.

وأشارت إلى أن المعايير الواجب توافرها عند اختيار المواقع لتسجيلها على لائحة التراث العالمي تتمثل في أن يكون تحفة من الإبداع الإنساني الخلاق وأن تعبر عن تبادل القيم الإنسانية خلال حقبة من الزمن، أو ضمن منطقة ثقافية من مناطق العالم إزاء التطورات في العمارة أو التكنولوجيا أو فنون المعالم الأثرية أو تخطيط المدن أو تنسيق المواقع وأن تكون شاهداً فريداً لتقليد ثقافي أو حضارة حية أو زائلة إضافة إلى كونها نموذجاً متميزاً لنوع من البناء أو العمارة أو مجمع تكنولوجي أو موقع يعكس مرحلة هامة في التاريخ الإنساني.

كما تشترط المعايير أن يكون نموذجاً متميزاً لتجمع بشري تقليدي يعبر عن ثقافة بعينها تتعلّق بشكل مباشر أو محسوس بالأحداث أو التقاليد المعاصرة أو بالأفكار والمعتقدات أو بأعمال فنية أو أدبية ذات أهمية عالمية خاصة.

ولفتت قطيفان إلى أنه تم اختيار عدد من القرى الأثرية التي تنطبق عليها المعايير والأسس التي تنص عليها اتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي بحيث تحقق مفهوم جمع تجمعات ريفية فيما يتعلق بالعدد ونوعية البقايا الأثرية المنتشرة في الأرض وأهمية الإطار القروي والمحيط الطبيعي الموجودة فيه.

يشار إلى أن لائحة التراث العالمي هي لائحة عالمية لمواقع طبيعية وثقافية أسست بناءً على الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي والطبيعي عام 1972 والتي اعتبرت أن هناك مواقع ذات أهمية استثنائية لتراث البشرية حول العالم كجزء من التراث العالمي المشترك والأهمية الاستثنائية تعني أهمية ثقافية أو طبيعية ذات استثناء يتجاوز الحدود المحلية ليشكل أهمية مشتركة للأجيال الحالية والمستقبلية للإنسانية جمعاء.

وتحث الاتفاقية على حماية وصيانة هذا التراث من خلال تعيين هذه المواقع ذات الأولوية وبذلك تبدأ البلد بالتحضير للمساعدات المالية والفنية وبالتالي تغير التسجيل من نظرة المجتمع نحو التراث وطريقة التعامل معه وجعله مصدرا للفخر والاعتزاز.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled