Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

إدلب تنتظر الاستثمار السياحي..ثلث آثارنا في المحافظة وطبيعتها الخلابة تفتقر للخدمات

كتب / علام العبد

دمشق " المسلة " … إدلب الخضراء هكذا عرفت، غنية بثرواتها ومقوماتها السياحية، تقع وسط ثلاث محافظات رئيسية هي حلب من الشمال الشرقي واللاذقية من الغرب وحماة من الجنوب. تمتاز بأهميتها الاقتصادية عبر السنين ومنذ العصر الجاهلي إثر الحضارات التي تعاقبت عليها سواء في العصر الإسلامي وصدر الدولتين الأموية والعباسية أو غيرها من حضارات بقيت آثارها خالدة حتى يومنا هذا, ما جعلها في حاجة إلى التفاتة وتهيئة لتكون وسيلة جذب للسياح كونها واحدة من المحافظات السورية الهامة من الناحية الأثرية والطرق التجارية القديمة.
 

وتعد هذه المحافظة مدينة سياحية من النوع البكر التي لم ينشأ على أرضها أي مشروع مهم بعد، ولم تشحذ همم رجال الأعمال عليها لتواكب التطور السياحي الذي تعيشه سوريا، إلا أن موقعها السياحي يفتقر إلى الخدمات في جميع المجالات من نظافة وتعبيد وتوسعة الطرق وإقامة المنتزهات العامة والمدن الترفيهية سواء من وزارة السياحة أو من رجال الأعمال, فمجرد أن تنوي الذهاب بعائلتك إلى التنزه تفكر مليا في الموقع الذي ستذهب إليه وربما تفضل البقاء في البيت لأنه لا توجد خدمات تجذب في تلك الأماكن, وخصوصاً الأماكن المخصصة للعائلات. ‏

استثمار العاصي ‏

يصر حسين العبدالله (أحد سكان محافظة إدلب) على تشبيه وادي العاصي في جسر الشغور حينما تجري فيه المياه بنهر النيل في مصر، إلا أن هناك فرقا كبيرا بين ضفتي المجرى بسبب عدم استثمار ضفاف وادي العاصي سياحيا، ويتساءل عن سبب إغفال هذا الجانب من قبل وزارة السياحة في سورية بل ومن قبل محافظة ادلب والتي لم تقم بإيلاء المنطقة حتى الآن أي اهتمام رغم ما تشهده من ازدحام كبير خاصة في الصيف من المصطافين من خارج المحافظة ومن دول الخليج، حيث إن المنطقة ما زالت شعبية بكل معنى الكلمة فقط ما اضطر أصحاب المزارع في القرى القريبة من النهر مثل دركوش وغيرها إلى فتح مزارعهم وجعلها استراحات مأجورة للزوار، فالأجواء جميلة جدا والحرارة منخفضة على ضفاف النهر الجاري والأسعار مرتفعة وشتان بين هذا وذاك. ‏

أحمد المصري أوضح أنه منذ أن قام مشروع عين الزرقا ونحن لا نرى أي تطور في المنطقة المجاورة له حيث يحتاج إلى مشاريع أخرى مثل المدن الترفيهية والمطاعم والحدائق، فكل زائر يأتي إلى منطقة عين الزرقا لا يرى أي جديد. ‏

وأضاف المصري أنه على محافظة إدلب ومديرية السياحة إيجاد دراسة للمشاريع التي من الممكن أن تخدم المحافظة أولا ثم المناطق التي حول نهر وادي العاصي فهي أرض بكر لم تستخدم في أي غرض على الرغم من أن المواطنين مستعدون لإخلاء أراضيهم الخاصة ومزارعهم لقيام مشاريع استثمارية في مجال السياحة وتأجيرها لمن يرغب في الاستثمار، وهذا ما يتحدث به كثير من الأهالي وكذلك دعوة رجال الأعمال للاستثمار حول النهر وتسهيل المعوقات التي من الممكن أن تحد من الاستثمار. ‏

موقع استراتيجي وتاريخي ‏

ويشير السيد عمر قاسم آغا رئيس مجلس مدينة إدلب إلى أن موقع إدلب الاستراتيجي الهام اليوم هو امتداد لموقعها عبر التاريخ, حيث كانت ملتقى القوافل التجارية القادمة من أنطاكية فأفاميا وحلب وآفس وسهل العمق ومنذ الألف الثالث قبل الميلاد شكلت مملكة إيبلا صلة الوصل بين عالم البحر المتوسط وعالم الشرق الأقصى، وبالتالي شهدت طفولة البشرية وترعرعت الحضارات على أرضها, حيث تختزن ثلث ما في سورية من أوابد ومواقع أثرية، وفي مقدمتها مملكة إيبلا التي كان اكتشافها برقمها المسمارية حدثاً مهماً في القرن العشرين، إضافة للكثير من الحضارات المتعاقبة عليها منذ الألف الثالث قبل الميلاد مثل الابلانية والآرامية والآشورية والحثية والرومانية والبيزنطية وحتى العصور الإسلامية المختلفة، التي تميزت بوجود عدد كبير من المدن المنسية المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة والتي يتجاوز عددها 500 موقع ما بين المدينة المحفوظة بكاملها وتلك التي لا تحتوي سوى على أطلال محدودة تدل على تاريخها إضافة لعدد من القلاع التي لا تزال بحالة جيدة.

فرص استثمارية ‏

ويرى أحمد شعبان ناصر، مدير عام شركة استيراد وتصدير في باب الهوى وعدرا، أنه لابد من تحرك فعلي لإيجاد فرص استثمارية في محافظة إدلب ما يعود بالنفع على أهلها وخصوصا القاطنين في القرى المجاورة لباب الهوى ونهر العاصي ما سيسهم في تطوير المنطقة، وكذلك الإسراع في إنجاز أتوستراد إدلب-باب الهوى.. ‏

وقال ناصر: أرى أن تكون الأولوية للمستثمرين الصغار وإتاحة الفرصة لهم وتشجيعهم ودعمهم ماديا ومعنويا حتى تكون هناك منافسة جادة لجذب السياح للمنطقة، وتعد منطقة باب الهوى معلما سياحيا لسورية فتعتبر بوابة العالم العربي على روسيا وتركيا وأوروبا..، فأوّل موقع يزوره المصطافون هو عامود سرمدا، وذلك لما له من شهرة كبيرة داخل سورية والوطن العربي والعالم، فلابد من وضع لجنة سياحية لتعريف الزوار بالمنطقة سواء باب الهوى أو غيره من المواقع التي توجد في شمال إدلب، وكذلك العمل على تنظيم الاستثمار في المنطقة وذلك بمنحهم أراضي قريبة من منطقة العاصي، وهذا سوف يوفر الدعم المادي للمنطقة وأهلها بل سيوفر أيضا وظائف لشباب القرى المجاورة لنهر العاصي. ‏
 

معبر حيوي ‏

وكان شعبان أشار إلى أن ميناء باب الهوى البري يمثل ثقلا اقتصاديا جديدا لإدلب، وذلك نظرا لما يتميز به من استثمارات لشركات تصديرية محلية وعربية، وذلك يأتي بفضل توجيهات الحكومة بقطاع الاستيراد والتصدير والتخليص الجمركي الذي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني، ولعل الأهداف التي أسس من أجلها ميناء باب الهوى البري على نفس أسس الموانئ البرية العالمية متعددة الأغراض ساهمت هي الأخرى في تحقيق الأهمية الاستراتيجية للميناء الذي يسعى إلى التفاعل الايجابي والتكامل بين مختلف مقومات التنمية الاقتصادية والاستغلال الأمثل للأراضي والموقع الجغرافي لباب الهوى، وتنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية، ويمتاز ميناء باب الهوى التجاري والسياحي باستقطاب قطاعات اقتصادية مختلفة، كما يتمتع الميناء بإقبال محلي وعالمي نشط بالإضافة إلى أنه تم تطوير البنية الأساسية الممتازة والشاملة للخدمات الضرورية من خلال مركز باب الهوى الخدمي الذي يقوم على العناية والرعاية بهذا الميناء البري الحيوي.

جبل الأربعين ‏

معلم آخر في إدلب ينتظر الاستثمار السياحي ويعرف باسم «جبل الأربعين «وهو أحد المعالم الطبيعية البارزة ويقع على بعد 15 كم جنوب مدينة إدلب يمثل واحدا من أفضل وأهم المواقع الطبيعية في المحافظة.. حيث يشاهد من مسافة بعيدة حتى ان المسافرين يهتدون به قبل إنشاء الطرق، ويعده السكان منتزهاً برياً يجذبهم بلونه المميز وطبيعته الجميلة فبعضهم لا يغادر ادلب سواء قدم للعمل أو الزيارة أو جاء مرورا بالمحافظة حتى يزور هذا الجبل، والبعض الآخر يهوى الإقامة فيه وآخرون يكتفون فقط بالمشاهدة. ‏

يقول مصطفى سماق, رئيس مكتب التوثيق الأثري في مجلس مدينة أريحا، نتمنى أن يتحول هذا الجبل والمساحة المحيطة به إلى منتزه عام تتولاه الدولة أو يستثمر من قبل رجال الأعمال في المجال السياحي، ونقترح أن تقوم البلدية بتشجير الطريق المؤدي إلى الجبل وإقامة منتزهات كبيرة للعائلات وتزويده بألعاب للأطفال ودورات مياه، فالعديد من أهالي إدلب يتوقعون أن يكون هذا الموقع من أفضل المواقع السياحية في حال استثماره بالشكل المطلوب، وعلى أي حال فالمواطنون يرون أنه من المشاريع السياحية الناجحة والجاذبة, وذلك لقربة من مركز المحافظة ولما يتمتع به من مميزات خاصة تجعله مميزاً من بين الجبال المحيطة به. ‏

خصائص الجذب السياحي ‏

ميمون فجر، مدير سياحة إدلب، قال: تعتبر لجنة تنشيط السياحة واحدة من أهم المؤسسات الوطنية المنوط بها تسويق وترويج المنتج السياحي الإدلبي في الأسواق العالمية من خلال اتباع أفضل الاستراتيجيات التسويقية، وتثبيت إدلب كوجهة سياحية ومقصد رئيسي للسياح من مختلف أنحاء العالم، وقد تبنت اللجنة الفرعية للسياحة التي اعتمدها القطاعان العام والخاص تسويق إدلب كوجهة متنوعة لسياحات التاريخ والآثار والاستجمام والمغامرات والسياحة الدينية والبيئية. ‏

اقترح فجر الإسراع بتنفيذ الطريق الواصل من مطعم الفنار السياحي إلى طريق حلب-اللاذقية, ودراسة إمكانية تخفيض رسم مقابل التحسين التي تفرضه بلدية إدلب على المنشآت السياحية, والسماح بتشييد منشآت سياحية على طريق كورنيش إدلب. ‏

وأشار في توصيات أعمال اللجنة السياحية الفرعية إلى ضرورة إيجاد حل لمشكلة منح التراخيص الإدارية الدائمة للمنشآت الموجودة على الكورنيش وتسوية أوضاعها مع البلدية, حيث ان وضعها الحالي يعوق إجراءات التصنيف أو الترخيص السياحي وإعطاءها الموافقة لإقامة برامج فنية دورية. ‏

وطلب أن توافي البلديات المعنية مديرية السياحة بكتاب رسمي توضح فيه إمكانية منح المنشأة ترخيصا إدارياً مؤقتاً أو دائماً لإجراء التأهيل للمنشأة ووضعها بالخدمة السياحية, وتخطيط المسارات السياحية في المحافظة, و الإسراع لإيجاد مكان بديل لسوق الهال لتحويل الجزء الغربي منه إلى سوق للمهن اليدوية. ‏

وقال مدير السياحة إن ادلب تعول على قطاع السياحة الشيء الكثير في تحسين الوضع الاقتصادي للمحافظة من خلال اعتماد هذا القطاع كمرتكز اقتصادي هام على المدى البعيد. ‏ وأشار فجر إلى أن الوزارة تسعى إلى تقديم الكثير من الفرص الاستثمارية لملتقى سوق الاستثمار السياحي السادس، وخصوصاً أن الملتقى يعد نقطة تحول في مسيرة محافظة ادلب في مجال جذب الاستثمارات. ‏
 

وأضاف ان تلك المشاريع تهدف إلى تطوير وإنعاش أنماط سياحية جديدة تعمل على تنويع المنتج السياحي الإدلبي وأنها تتوزع حسب طبيعتها وحجمها وهي: أرض حديقة إدلب, وأرض الغار, وموقع حمامات الشيخ عيسى, وساحة باب الهوى, والعقار609 في بلدة استبرق بجسر الشغور, وبين أن أهم ما تم طرحه في منتدى الاستثمار السياحي في حلب وهو أرض الغار في مدينة أريحا والتي تقع في جبل الأربعين, أرض حديقة إدلب، إضافة إلى ذلك أرض الناجية، وأرض بداما، والشبيبة، وأرض محطة جسر الشغور، وحمامات الشيخ عيسى, وهناك أرض تل مرديخ هي قيد التعاقد في الوزارة. ‏

وأوضح فجر أن تلك المشروعات ستساهم في تنشيط السياحة الداخلية أيضاً، عن طريق توفير اليد العاملة المحلية المؤهلة والبنية التحتية والخدمات الأساسية. ‏

وقال: سنعرض المشروعات المذكورة والمعدة في دليل خاص للفرص الاستثمارية في السياحة، يتم توزيعه على عموم المحافظات، إضافة إلى جانب وضع الرؤية الخاصة بمديرية السياحة التي ننطلق من خلالها لتنمية القطاع السياحي بشكل كامل بالمحافظة، وخصوصاً في مجال رفع مستوى الجذب السياحي من مختلف الأسواق، ما نهدف إليه هو الوصول خلال السنوات المقبلة إلى مستوى منافس في هذا القطاع. ‏

ولفت مدير سياحة إدلب إلى أن عدد المنشآت السياحية قيد التنفيذ قد بلغ 42 منشأة، كما تمت الموافقة المبدئية على إحداث مركز الخوارزمي للتدريب السياحي في مدينة إدلب، وبين أن عدد المنشآت السياحية التي قيد الترخيص لهذا العام بلغ 75 منشأة سياحية، وأن عدد المطاعم التي تم إعداد جداول تأهيلية عنه وصل إلى 25مطعماً منتشرة في المعرة- خان شيخون- أريحا – حارم – دركوش – إدلب من مستوى نجمتين وسيدخلون في الخدمة السياحية هذا العام بكلفة استثمارية 1,250,000 .

المصدر : تشرين

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله