عمان "المسلة" : كتبت – نيفين عبدالهادي… رأى فيها كثيرون أنها احد اوجه التنمية الترفيه، وكذلك واحدة من أنواع الاقتصاد الترفي الخاضعة لرخاء الحال، الى ان وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بضرورة الاهتمام بهذه الصناعة المهمة التي شكلت احد اهم روافد الاقتصاد الوطني على مدى اعوام متتالية لتحتل صناعة السياحة المركز الثالث من حيث الاهمية الاقتصادية بعد الصادرات السلعية وتحويلات العاملين في الخارج، وليصل الدخل السياحي العام الماضي لما يقارب مليارين ونصف مليون دينار العام الماضي.
ومنذ اعتلاء جلالته العرش حرص جلالته على تحقيق التنمية السياحية المستدامة، والنمو الاقتصادي، وتنمية الموارد البشرية العاملة في القطاع السياحي، فكانت كل هذه الامور ضمن الأجندة الوطنية، ساعيا جلالته لتزويد المواطنين بالأدوات اللازمة لتمكينهم من المساهمة في التنمية السياحية، فجاءت مشاريع جلالته في المناطق التنموية والمناطق الحرة، كما وضع جلالة الملك على سلم أولوياته قضايا الاستثمار السياحي.
وتحولت بذلك صورة السياحة من شفافة على هامش الاجندات الاقتصادية والتنموية، الى صورة جوهرية هامة، وضع لها جلالة الملك اطارا عاما، أسس لحالة سياحية جعلت وطننا مقصدا سياحيا هاما، عربيا ودوليا، فنما القطاع واصبح يوفر (42) الف فرصة عمل مباشرة، فيما وصل حجم الاستثمار في القطاع السياحي منذ عام 1996 وحتى العام 2010 حوالي (3) مليارات و(369) مليون دينار، لتضح بذلك تفاصيل المشهد وتبدو فيه السياحة سيدة الموقف في الكثير من واقع الشأن الاقتصادي المحلي، إن لم تكن داعما اساسيا له.
وفي قراءة لـ«الدستور» حول واقع قطاع السياحة، تبدو خطوات التطور واضحة بفضل توجيهات ملكية مباشرة، وسعي دائم لجعل الاردن حاضرا على الخريطة السياحية العالمية والعربية، حتى ان الامر لم يخل من خطوات تسويقية للمنتج الاردني من قبل جلالة الملك شخصيا.
ابوغزالة
الى ذلك، قالت وزيرة السياحة والآثار د. هيفاء أبو غزاله في حديث خاص لـ»الدستور» بمناسبة عيد الجلوس الملكي ان جلالة الملك عبدالله الثاني ابدى اهتماما كبيرا بقطاع السياحة على المستويات المختلفة، ولجميع القطاعات المعنية بالسياحة، كما حرص جلالته على تسويق الاردن عربيا ودوليا، وجعل بلدنا مقصدا سياحيا هاما للعالم بأسره.
واشارت د. ابو غزاله الى ان جلالة الملك حرص باستمرار لتقديم كل التسهيلات اللازمة للسواح العرب، وتسهيل قدومهم وتوفير الافضل لهم، واتخاذ الاجراءات التي من شأنها خفض التكاليف عليهم، مشيرة بهذا الخصوص الى قرار مجلس الوزراء الاخير بمعاملة السائح العربي كالمواطنين فيما يتعلق برسوم المواقع السياحية والاثرية لتصبح دينارا للبترا، ونصف دينار لباقي المواقع السياحية والاثرية.
وبينت ابو غزاله ان جلالة الملك يسعى باستمرار لتقديم الافضل لقطاع السياحة، واتخاذ العديد من الاجراءات لتنمية القطاع وكان من ابرز هذه الاجراءات تخفيض الضريبة على الفنادق، والتي حتما سيكون لها اثر على تقديم اسعار تناسب الجميع سياحيا.
خطة متكاملة
ولفتت ابو غزاله الى قرار مجلس الوزراء الاخير ايضا المتعلق بالتعاون مع وزارة الثقافة ليكون صيف الاردن مميزا، في تقديم عروض فنية وثقافية تزامنا مع موسم الصيف لهذا العام، حيث يبدأ الحراك السياحي القادم من دول الخليج العربي، وهذا يعكس مدى الاهتمام بهذه الاسواق، والحرص الكامل لتقديم الافضل للسائح العربي، سيما وان هذه الفعاليات ستكون باسعار رمزية تناسب الجميع.
وشددت ابو غزاله على ان الوزراة تعمل حاليا على جذب اكبر عدد من السواح من خلال خطة متكاملة اعدت لهذه الغاية، نركز خلالها على ان يكون الاردن «حزمة سياحية» واحدة نبتعد فيها عن البرامج المشتركة مع اي دولة من دول المنطقة، سيما بعد ما شهدته من احداث سياسية وامنية سيئة مؤخرا، كان لها ابعاد سلبية على الحراك السياحي بشكل عام. واعتبرت ابو غزاله قطاع السياحة من اهم القطاعات الاقتصادية، ويجب ايلائه الكثير من الاهتمام والرعاية من الجهات كافة، اضافة الى ضرورة تعاون القطاعين العام والخاص فيه، للوصول الى منظومة سياحية متكاملة تحقق رغبة جلالة الملك بتنمية القطاع بشكل واسع، لافتة الى خطط الوزراة في تطوير المواقع السياحية والاثرية وتنفيذ عشرات المشاريع في محافظات المملكة كافة لتحسين البنى التحتية وتطوير المنتج بشكل دائم. واشارت ابو غزاله الى سعي الوزارة الى تطبيق خطة تسويق سياحي ضخمة من خلال المشاركة في ندوات ومعارض سياحية دولية، حرصا منا على جذب السياحة العالمية، اضافة الى استضافة عشرات الصحفيين من دول العالم لنقل صورة واقعية عن واقعنا السياحي، والاجتماعي، اضافة الى تنفيذ حملة تسويق في عدد من الدول العربية وتحديدا الخليجية.
المصدر: الدستور