اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

مدير عام منظمة اليونسكو السابق : حانت ساعة الشعوب لكسر جريمة الصمت

 

"المسلة" بقلم : فيديريكو مايور ثاراغوثا… حان الوقت لوقفة علي الطريق والقول، بهدوء وبحزم، أن الإنسانية لا يمكن أن تواصل المعاناة بلا نهاية نظام أدى إلى الأزمة الحالية، المالية والاجتماعية والغذائية والبيئية والسياسية والديمقراطية والأخلاقية.

فتتيح تكنولوجيا المعلومات الحديثة الآن المشاركة عن بعد، وبالتالي تسهل عملية الانتقال من اقتصاد المضاربات والحرب إلى إقتصاد تنمية عالمية مستدامة.

لقد انتهى وقت الصمت. ومن الآن فصاعدا، يعد الصمت جريمة.

الآن يحتل الأقوياء المنصة وبجرأة متنامية، أولئك الذين دأبوا علي تخويف المواطنين، دون أن يتوقعوا إندلاع "الثورة الإفتراضية". فقد برهنت القدرة علي المشاركة (عبر الهواتف النقالة والرسائل القصيرة والإنترنت وغيرها) علي إمكانية تعديل أساليب التشاور والإنتخاب المعتادة حتي الآن.

لقد حان وقت تعبئة المواطنين ضد "الهيمنة العظمي" الاقتصادية، والعسكرية، والإعلامية، وفي مجال الطاقة، بحيث يمكن البدء علي الفور في عملية الإنتقال من اقتصاد المضاربات والحروب (الذي ينفق4000 مليون دولار، يوميا، علي الأسلحة والنفقات العسكرية في حين يعاني أكثر من 70000 شخص من الجوع، يوميا أيضا)، وتطوير اقتصاد عالمي مستدام قادر علي التعجيل بتقليص التفاوت الاجتماعي والتمزق والتدهور التدريجي للبيئة الذي يمكن أن يصل إلى حدود لا رجعة فيه.

لقد حان الوقت لوقف الضغوط التي تمارسها "السوق" من خلال وكالات التقييم على السياسيين، ومعاقبتها. فينبغي علي أولئك الذين يدعون إلى تقليص دور الدولة مقابل توسيع دور السوق مؤكدين أن ذلك سيكفل تنظيم السوق الذاتي والقضاء على الملاذات الضريبية، ينبغي عليهم تصحيح مواقفهم علنا وتصحيح الضرر الشديد الناتج عن تصرفاتهم.

لقد حان الوقت لاستبدال مجموعات "الطبقة الثرية المتنفذة" التي بدأها الرئيس ريغان ورئيسة الوزراء تاتشر والتي برهنت علي عدم فعاليتها تماما، بأمم متحدة قوية ومجهزة بالموارد التقنية والمالية اللازمة لتمكينها من أداء رسالتها النبيلة: الأمن الدولي، حماية مبادئ الديمقراطية وحرية التعبير، واتخاذ إجراءات منسقة للحد من تداعيات الكوارث الطبيعية أو من فعل الإنسان، وصون البيئية، وأنماط تنمية اجتماعية واقتصادية تطبق في الوقت المناسب بالأسلوب الملائم

ينبغي علي الجميع قراءة وإعادة قراءة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للشعور بالإرتياح والاقتناع بأنه الأمر يستحق الاستمرار في الكفاح من أجل القيم الأخلاقية العظيمة التي ينبغي أن توجه سلوكنا اليومي، ولكي ندرك اننا قد وُهبنا العقل لمقاومة إغراء القوة .

لقد أصبح من الملح القيام بمثل هذه "القراءة النشطة"، فالتوجه لم يصحح بعد، وما زالت البلوتوقراطية لم تتحول إلى التعددية، ولم يتم إزالة الملاذات الضريبية التي تمكّن من تهريب كل شيء، من المخدرات إلي الأسلحة إلي الأشخاص. ولم يتم تنظيم الاقتصاد والمضاربات أو. لم التصدي للتركيز المفرط لنفوذ وسائل الإعلام.كذلك فلم يتم الشروع في إتخاذ الخطوات المؤدية إلى نموذج جديد من الإنتاج العالمي للتنمية المستدامة.

وكما كان الأمر قبل الأزمة، ما زال الشيء الوحيد المهم هو المساومة والبيع والإنتاج بأقل تكلفة ممكنة، من خلال عملية انتقال نحو الشرق لا تأخذ بعين الاعتبار كيف يعيش "المنتجون" في تلك البلدان أو إذا كانت هناك مراقبة لحقوق الإنسان، فيما لا يزال المجتمع ساكنا، صامتا، يدير أنظاره عن ما يحدث.

وظلت المؤسسات "العامة" مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والمؤسسات الخاصة المشكوكة النزاهة، بعدما عجزت عن التنبؤ بالأزمة أو منعها، لتواصل التركيز علي مصالحها الخاصة التي تسببت في هذه الحالة الخطيرة.

وماذا تفعل المجموعات العلمية والأكاديمية والفنية…؟ إنها تكتفي بالمشاهدة كمتفرجين مشتتين غير مبالين بالقدر الواجب بالقضايا الرئيسية أو بالتصرف اللازم، ودون الوعي لقوة المواطنين الهائلة.

ثم حدث يوما، بعد سنوات وسنوات من الديمقراطيات الهشة والمتلاعبة، أن أتت تكنولوجيا الاتصالات الحديثة بإمكانية بناء الفضاء الإلكتروني الذي جري منعه في "الحياة الحقيقية".

لقد أصبح من الممكن في يومنا هذا، بالهاتف المحمول والانترنت وغيرهما، تغيير الحقيقة المثبتة العنيدة، وحشد الملايين من الناس القادرين أخيرا علي توحيد أصواتهم ورغباتهم، وتحقيق ثورة سلمية ولكن ثابتة، لم يسمح أولياء الجمود والامتيازات ولا حتي بتصورها.

المستقبل قيد البناء، ويجب إختراعه من خلال التغلب على القصور الذاتي لأولئك الراغبين في حل مشاكل الغد بوصفات الأمس. يجب الاحتفاظ بالكثير من الامور، لكنه لا بد من تغيير غيرها. ويجب التحلي بالجرأة والشجاعة.

لقد دقت ساعة المجتمع المدني! وقوة الكلمة والاجتماع والتوافق.

*فيديريكو مايور ثاراغوثا، المدير العام السابق لمنظمة يونسكو، ورئيس مؤسسة Fundación Cultura de Paz، ورئيس وكالة انتر بريس سيرفس. هذا العمود هو جزء من كتابه "جريمته الصمت"، دار النشر Editorial Comanegra
المصدر : الأميرة نيوز

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled