Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

تقرير اخباري: مصر تدعو الى مواقف دولية "اكثر حزما" في مواجهة ظاهرة التغير المناخي

دعت مصر أمس (السبت) المجتمع الدولي، خاصة الدول المتقدمة الى اتخاذ مواقف “اكثر حزما” في مواجهة ظاهرة التغير المناخي، التي تنذر ب”خطر داهم” ستكون الدول النامية هي الاكثر تضررا به، وذلك وسط تحذيرات قوية من سيناريو مأساوي متوقع اذا لم تتعاون الدول المختلفة في مواجهة هذه الظاهرة.

وقال وزير الدولة المصري لشؤون البيئة ماجد جورج في كلمة القاها نيابة عن رئيس الوزراء المصري احمد نظيف امام المؤتمر الدولى الحادي والعشرين للدول الاطراف ببروتوكول مونتريال على المستوى الوزاري، الذي انطلقت اعماله اليوم بمنتجع مرسي علم بالبحر الأحمر في مصر، إن بلاده “أولت اهتماما كبيرا بقضية الحفاظ علي طبقة الأوزون”.




وتابع “لقد نفذت مصر برنامجا ناجحا واضحا وطموحا لحماية البيئة والحفاظ علي طبقة الأوزون، وتقوم بتنفيذ عدة مشروعات لإحلال المواد الصديقة للبيئة في مختلف المنتجات الصناعية والتطبيقات الزراعية، وستكون مصر شبه خالية من جميع هذه المواد الضارة بطبقة الأوزون اعتبارا من يناير القادم”.

وكانت مصر قد شاركت بدور أساسي في مفاوضات توقيع اتفاقية فيينا، ثم بروتوكول مونتريال (اول اتفاقية في مجال حماية البيئة تحظى بموافقة كل دول العالم)، وهي تحتل الترتيب السابع بين الدول الموقعة على البروتوكول، الذي بلغ عدد أطرافه حاليا 196 دولة.

الا ان جورج الذي استعرض جهود بلاده في مجال حماية البيئة، شدد على أنه “في مجال حماية البيئة يستحيل الحفاظ عليها بعيدا عن التعاون الدولى الجاد”، لافتا الى “أن المخاطر البيئية لا تعترف بحدود الدول بل وتنتقل من قارة لأخرى”.

ودعا الوزير المصري المجتمع الدولي كله، للمزيد من التركيز على المخاطر المحتملة من وراء ظاهرة التغيرات المناخية، وسرعة اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة وفق أسس علمية ومنهجية، بعيدا عن أي حسابات سياسية أو اقتصادية.




كما دعا “دول العالم المتقدمة لاتخاذ مواقف أكثر حزما تتناسب مع مسئولياتها في التعامل مع هذه الظاهرة التي سيكون العالم النامي الأكثر تضررا منها”.

واشار جورج الى بعض التأثيرات المحتملة لارتفاع متوسط درجة حرارة الأرض، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وتذبذب أحزمة الأمطار، وتأثر الإنتاج الزراعي والموارد المائية والتنوع الحيوي والسياحة، وزيادة حدة موجات الجفاف والفيضانات، وانتشار الأمراض.

واكد انه “يستشعر كانسان ومسئول – خطرا داهما على الأجيال القادمة من هذه الظاهرة الخطيرة (التغير المناخي)، يهدد على المدى القريب والبعيد مستقبل ومصير سكان كوكب الأرض”.

ومن المقرر أن يناقش المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، وسط حضور عدد كبير من وزراء البيئة فى مختلف دول العالم، سبل توفير مواد بديلة للمواد المستنفذة لطبقة الاوزون، والبحث عن طرق لحصر القطاعات التى تعتمد فى صناعتها على هذه المواد الضارة بطبقة الاوزون.

وجاءت الدعوة المصرية لتعاون دولي وسط تحذيرات أطلقها عدد من الخبراء والمختصين من تعرض الكرة الأرضية لسيناريو كارثي إذا لم يتنبه العالم ويتحرك بخطى سريعة وحثيثة نحو مواجهة أخطار بيئية جسيمة من شأنها أن تهدد أمن وسلامة الكرة الأرضية.

وحذر الدكتور محمد الزرقة خبير البيئة الدولي ومستشار وزير البيئة المصري، في تصريحات لوكالة أنباء (شينخوا) من خطورة الوضع البيئي العالمي، مؤكدا أن الأداء الدولي في مواجهة هذا ليس على المستوى المطلوب، الذي يمكن من إحداث تغييرات إيجابية فيما يتعلق بالتغير المناخي والإنبعاثات الحرارية.

وقال الزرقة إنه في حال استمرار التغير المناخي بنفس المستوى فإنه من المتوقع – بحسب الدراسات العلمية- حدوث ارتفاع كبير لسطح البحر، وتعرض المناطق المنخفضة ودول مثل هولندا وبنجلاديش وغيرهما للاختفاء من على خريطة العالم.

وتابع أن من بين تأثيرات التغير المناخي كذلك تعرض دلتا الأنهار المختلفة، ومن بينها دلتا النيل للتآكل والإندثار وما سيترتب على ذلك من تهجير لملايين السكان وتآكل الرقعة الزراعية وانهيار اقتصادي كبير، ونزول المطر في أماكن وتوقيتات غير معتادة، وتدمير الشعاب المرجانية بالبحار.

بدوره، رأى خبير البيئة الدولي وإستشاري الأمم المتحدة والبنك الدولي الدكتور طارق جنينة، ان الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي والانبعاثات الحرارية ضعيفة للغاية ومتأخرة جدا، داعيا الى مضاعفة هذه الجهود لكي تؤتي ثمارها.




الا انه استدرك قائلا، إن الأمر كان يستلزم التحرك الحثيث من قادة العالم منذ عشرة أعوام على الأقل، لكن هذا لم يحدث ولم يحرك العالم ساكنا، معربا عن اعتقاده أنه حتى يتنبه المسؤولون ويبدأون في التحرك، فإن كثيرا من الأثار السلبية ستظهر.

واوضح أن تقارير بيئية عالمية صدرت مؤخرا كشفت أن سمك الجليد في القطب الشمالي وفي القطب الجنوبي انخفض بشكل أدهش العلماء يكشف عن حجم المأساة والتدهور البيئي الذي يشهده العالم وينذر بعواقب وخيمة.

وعزا ضعف التحرك الدولي الحالي وتأثيره، الى غياب الإرادة الدولية، والبيروقراطية التي تهيمن على منظمة الأمم المتحدة، وعرقلة بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية لكثير من القرارات والاتفاقيات.

ودعا الى ضرورة مشاركة جميع الدول بما في ذلك الدول النامية في مواجهة التغير المناخي، مشددا على عدم استبعاد أية دولة أو جهة من “جهود المواجهة” وفق أنصبة مختلفة.

جدير بالذكر أن بروتوكول مونتريال تم التوقيع عليه عام 1985.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله