في منطقة الخليج كغيرها من الدول لم تألُ جهداً النهوض بالسياحة العلاجية، فخلال السنوات القليلة الماضية برزت العديد من الاستثمارات في مجال المنتجعات والعقارات الخاصة بمجمعات العناية الطبية المترفة أو ما بات يُسمى الضيافة الفندقية العلاجية. وقد أكدت مصادر مطلعة أن عدد الباحثين عن السياحة العلاجية في العالم يتعدى 12 مليون سائح في العام ينفقون نحو 56 مليار دولار، كما توقع تقرير صادر عن مركز المعلومات في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي أن تدر السياحة العلاجية بالدولة نحو 7 مليارات درهم سنوياً بحلول عام 2010 نسبة نمو تناهز 15% سنوياً، وقد أكد تقرير مركز المعلومات أن الإمارات مهيأة للاستفادة من حجم السوق العالمية المتزايد على السياحة العلاجية حيث يقدر أن يبلغ عدد السياح نحو 2و11 مليون سائح سنوياً. .
ويعود تطور العلاج الطبيعي إلى أواخر القرن الثامن عشر وجرت العادة على نحو تدريجي على إحاطة ينابيع المياه المعدنية بصفين من الأعمدة والأشجار فنشأت بذلك الممرات المعروفة حتى اليوم، وأخذ مظهر مصحات العلاج الطبيعي والمدن التي تقع فيها يتأثر أكثر فأكثر بالميل نحو التنظيم وتوحيد الطراز المعماري، وقد شهدت تللك المصحات إقبال نخبة أشد تميزاً من الزوار وأعلام الثقافة الأوروبية، فيكفي أن القيصر الروسي بيتر الكبير والأرستقراطي الشهير ألبريخت فالديشتين، والملك الإنجليزي إدوارد السابع وغوته، وشيلر، وشوبان، وبيتهوفن، وفاغنر كانوا يترددون عليها باستمرار.
وتتعدد وسائل العلاج الطبيعي بتعدد الرقعة الجغرافية لكل دولة، حيث تختلف توجهات الأفراد باختلاف بلدانهم وأجناسهم، ففي الجزائر يحج الكثيرون نحو رمال الصحراء الساخنة طلباً للعلاج من اَلام المفاصل والروماتيزم، حيث يتم ردم جسم المريض بالرمل ’’عصراً’’ حين تعتدل درجة حرارة الرمل ويستطيع المريض تحملها، في حين يقبل الأردنيون على التداوي بملح البحر الميت الذي يفيد في القضاء على الكثير من الأمراض الجلدية والطين الطبيعي الذي يعتبر فعالاً لشد البشرة والحد من التجاعيد وإضفاء النضارة عليها، علاوة على استخدام طين البراكين ومخلفات اللافا، وقد تشعبت ينابيع العلاج الطبيعي لتصل إلى حد التداوي بلسع النحل وعسله، وازدهرت على هذا النسق صناعة وتجارة المواد الطبيعية واستخدامها في علاج الكثير من الأمراض .