توقعت الدكتورة خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار، أن يصل عدد السياح الأجانب الزائرين لـمدينة بيت لحم للاحتفال بأعياد الـميلاد التي تبدأ في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وتختتم في الثامن عشر من الشهر الـمقبل إلى نحو 100 ألف زائر.
وأكدت دعيبس في حديث لـِ”الأيام”، أهمية الأنشطة التسويقية والترويجية التي ستقام على هامش احتفالات أعياد الـميلاد، حيث حجم الإشغال الفندقي وتسويق منتجات الصناعات السياحية والتقليدية.
وأشارت إلى ما أولته الوزارة من اهتمام وحرص شديدين على إنجاح احتفالات أعياد الـميلاد، واتخاذ التسهيلات اللازمة لجذب أعداد كبيرة من السواح لإنعاش السياحة الدينية، وذلك بالرغم من طبيعة الظروف الاقتصادية والـمعيشية الصعبة التي تمرّ بها الأراضي الفلسطينية.
واعتبرت أن تزامن هذه الاحتفالات مع سلسلة من الجهود التي تبذلها الحكومة على صعيد استعدادها للبدء في تنفيذ خطة التنمية الثلاثية للأعوام 2008 ــ 2010، وما قامت به من جهود حثيثة لحشد الدعم الـمادي والسياسي الدولي اللازم للتحوّل من الاعتماد على الـمشاريع الإغاثية إلى الـمشاريع التنموية، أسهم إيجابياً في تحفيز النشاط السياحي في الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الـماضية.
وبيّنت أن عدد السوّاح الذين وصلوا إلى الأراضي الفلسطينية خلال شهر تشرين الأول الـماضي، بلغ 80 ألف سائح منهم 30 ألفاً أقاموا في فنادق مدينة بيت لحم، ما يعني أن نسبة الإشغال بلغت نحو 50% في هذه الفنادق.
ونوهت بأن العدد الـمذكور يقدّر بثلاثة أضعاف الزائرين من السواح الأجانب لـمدينة بيت لحم في العام الـماضي، متوقعة ارتفاع نسبة الإشغال الفندقي في مدينة بيت لحم والقدس خلال موسم حجيج أعياد الـميلاد إلى نسبة مرتفعة، تكاد تصل إلى معدل السواح الذين وصلوا إلى الأراضي الفلسطينية في العام 2001.
وبيّنت دعيبس الأثر الإيجابي لدور الحكومة في تقديم مساعدات رمزية وعينية لثلاث بلديات: “بيت لحم وبيت جالا وبيت ساحور” بقيمة 100 ألف دولار منها 50 ألف لبلدية بيت لحم، إضافة إلى منحة مجلس الوزراء من مساعدة نقدية تشجيعية لكل صاحب محل تجاري في شارع النجمة وسط مدينة بيت لحم، من أجل إعادة فتح محالهم.
واعتبرت أن هذه الجهود أسهمت إيجابياً في تفعيل دور هذه الـمؤسسات وأصحاب محال بيع الصناعات التقليدية والسياحية، في إنجاح احتفالات أعياد الـميلاد التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الأضحى أيضاً.
وتطرقت إلى مستوى الإقبال الـمتزايد في صفوف السائحين خلال الشهر الـماضي، مبينةً أن من مدن بيت لحم والقدس وأريحا والخليل شهدت حركة سياحية نشطة، في حين عانت بعض الـمدن إلى حد كبير من الحواجز العسكرية الإسرائيلية، التي حالت دون تمكن الأفواج السياحية من زيارتها.
ونوهت بارتباط النجاح الـمتوقع للاحتفال بأعياد الـميلاد بحالة الهدوء النسبي التي تعيشها الأراضي الفلسطينية، وتحديداً في مدن الضفة الجاذبة للسواح، إضافة إلى الجهود التي بذلتها الحكومة والوزارة على صعيد الترويج السياحي من خلال الـمشاركة في الـمعارض السياحية الخارجية، وحث الحكومة للوفود السياسية الزائرة على تفعيل حركة السواح في بلادهم تجاه زيارة الأراضي الفلسطينية.
وتطرقت إلى الجهود الـمشتركة بين العديد من الـمؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، من أجل دعم الـمبادرات الرامية لإنجاح احتفالات العام الجديد 2008، مبينة أن سلسلة من الفعاليات الثقافية والدينية ستقام على هامش إحياء هذه الـمناسبة.
وأوضحت أن عدداً من الفرق الـمحلية من مدن الخط الأخضر وأخرى أجنبية، ستشارك في إحياء هذه الاحتفالات إضافة إلى الجهود التي تبذلها مؤسسة حراس الأراضي الـمقدسة بالتعاون مع تلفزيون فلسطين لبث وقائع هذه الاحتفالات.
ولفتت دعيبس إلى ما أفضى إليه الحصار الـمفروض على قطاع غزة من نتائج سلبية، منها ما يتعلق بصعوبة تمكين مسيحيي القطاع من السفر للـمشاركة في احتفالات أعياد الـميلاد، مبينة أنه في مثل هذا الوقت من الأعوام الـماضية كانت تجرى ترتيبات لاستخراج تصاريح تمكن مسيحيي القطاع من السفر إلى بيت لحم، إلا أنه حتى اللحظة ليس هناك ما يؤكد إمكانية منح تصاريح سفر لـمسيحيي غزة.
يشار إلى أن طائفة اللاتين تحتفل بأعياد الـميلاد في الرابع والعشرين من الشهر الحالي، تليها طائفة الروم الأرثوذكس في السابع من الشهر الـمقبل، ومن ثم تحتفل طائفة الأرض في الثامن عشر من الشهر الـمقبل.