اعلانات الهيدر – بجانب اللوجو

Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

خبير آثار يطالب بالاسترشاد بالحضارات على أرض الفيروز للاستفادة من مياه السيول

 

القاهرة "المسلة" الخبير الاثرى ….. أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن الحضارات المختلفة تعاقبت على أرض سيناء واستفادت من خيرها فى زراعة الأرض واستخراج المعادن وعن طريق هندسة الرى الذى برع فيها الأنباط بسيناء منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول والثانى بعد الميلاد أنقذت سيناء من أخطار السيول بل حولوا هذه القوة المدمرة إلى مصدر أساسى للمياه العذبة الذى استفادوا منها أيضاً فى الزراعة وذلك عن طريق عمل صهاريج مياه منقورة فى الصخور تملئ بماء المطر فى الشتاء الناتج عن السيول ويوصلون هذه الصهاريج بعضها ببعض عن طريق أقنية نقبت فى الصخر  وهذه الصهاريج مربعة الشكل لها فوهات ضيقة حتى إذا امتلأت أحكموا سد هذه الفوهات  وكانوا يخفونها عن الأنظار بعلامات لا يعرفها سواهم ليستحيل على الأعداء أن يعثروا عليها فيموتوا عطشاً واستغلوا الأرض الزراعية وطوّروا النظام المائى فأنشئوا  الآبار والأحواض والسدود والصهاريج المائية بسيناء.

 
ويضيف ريحان أن الأنباط  ظهروا لأول مرة فى القرن السادس ق.م  كقبائل بدوية فى الصحراء الواقعة شرق الأردن ثم استمروا كذلك حتى القرن الرابع ق.م رحلاً يعيشون فى خيام ويتكلمون العربية و عاشوا فى شمال الجزيرة العربية وجنوب بلاد الشام واتخذوا البتراء (بالأردن الآن) عاصمة لهم فى القرن الرابع قبل الميلاد ومن القرن الأول قبل الميلاد أسس الأنباط جيشاً وكان لهم شبكة طرق تتوفر فيها مصادر المياه وبنهاية القرن الأول قبل الميلاد كان لهم إنجازات عظيمة فى مجال البناء – النحت – إنتاج الفخار – استخراج المعادن وازدهر نشاط الأنباط بسيناء منذ القرن الأول قبل الميلاد وحتى القرن الأول والثانى بعد الميلاد وترك الأنباط بسيناء مئات النقوش فى معظم أوديتها من شمالها لجنوبها ومنازل ومقابر للأنباط بوادى فيران ومعبد بوادى فيران  وميناء بحرى  بمدينة دهب  ومركز تجارى ومعبد بقصرويت بشمال سيناء ومخازن للبضائع بجزيرة فرعون بطابا  ونظم مائية لاستغلال مياه الأمطار.


ويشير د. ريحان إلى أن المواقع الأثرية بسيناء لم تتأثر بالسيول طوال العصور التاريخية المختلفة وذلك لأن الإنسان القديم كان شديد الذكاء والفهم للبيئة الجبلية بسيناء لدرجة أن اسم سيناء نفسه معناه اللغوى حجر أو بلاد الأحجار وسميت سيناء بهذا الاسم لكثرة جبالها ومن هذا المنطلق حرص أهل سيناء منذ ما قبل التاريخ وعبر العصور المختلفة على أن تكون جميع المبانى بعيدة عن أخطار السيول ومنها دير طور سيناء أشهر أديرة العالم والذى ظل آمناً منذ أن بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وتغير اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى وحتى الآن لأن مهندس البناء بنى الدير باتجاه شمال شرق وجنوب غرب موازى لمجرى السيل حتى لا يجرفه السيل من أحجار صخرية قائمة الزوايا من الجرانيت الصلد أخذت حجارته من جبل الدير الجنوبى وهكذا حرص الإنسان السينائى القديم على حفظ حضارته التى تتكشف لنا يوماً بعد يوم وصادق البيئة وتفادى مخاطرها واستفاد من مميزاتها وزرع الأرض ووفر مصادر المياه لنفسه واستخرج المعادن والفيروز.


ويتابع د. ريحان بأن المبانى الدفاعية بسيناء فى العصر الإسلامى مثل القلاع والحصون كقلعة صلاح الدين بطابا وقلعته برأس سدر وقلعة السلطان الغورى بنخل والقلعة العثمانية بالعريش وقلعة نويبع صممت هندسيًا بحيث  تكون آمنة ببنائها بعيدًا عن مخرات السيول أو فوق أماكن مرتفعة أو فوق تل فى أحد الجزر كقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا وأن مهندس البناء قديماً لم يكتف بحرصه فقط على تفادى أخطار السيول  بل حرص على أن يستفيد من مياه السيول وعلى سبيل المثال  حرص المعمارى القديم عند إنشائه لقلعة الجندى برأس سدر على عمل سدود لحجز مياه السيول وتخزينها ونقلها لخزانات مياه داخل القلعة وفى قلعة نخل بوسط سيناء التى تقع على درب الحج المصرى القديم ما زالت هناك بقايا خزانات كبيرة لتخزين مياه السيول كانت تكفى حاجة الحجاج وإمدادهم بالمياه طوال الرحلة إلى مكة المكرمة وقلعة نويبع وقد حرص مهندس البناء على إختيار موقعها بعيداً عن وادى وتير القريب منها وهو وادى ضيق عند حدوث الأمطار يمتلأ بالمياه التى تجرف أمامها كل شئ وقد تعرّض للسيول حديثًا عدة مرات.

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

error: Disabled