شمال طبريا
رام الله “المسلة” …. عثر علماء الآثار في إسرائيل عن آثار يرجح أنها لمدينة “بيت صيدا” التاريخية الإنجيلية التي ينحدر منها خمس من رسل السيد المسيح الإثني عشر، وعلى رأسهم الرسول بطرس (سمعان).
فسيفساء
وعثر العلماء على الآثار في المحمية الطبيعية المجرسة- شمال شرق بحيرة طبريا، حيث إنه من بين ما عثروا عليه في هذا الموقع، فسيفساء قرب عواميد أحد الجدران التي تشير إلى وجود مغطس للمياه في الموقع، وفق تقرير لموقع (i24 news) الإخباري.
وأمد علماء الآثار، أن هذا إن دل على شيء فهو على وجود مدينة؛ إلا أن المغاطس لم تكن قائمة في القرى الصغيرة في العهد الروماني، ولذلك يقدرون أنه في هذا الموقع توجد آثار مدينة “يولياس” بحسب التسمية الرومانية، وهي “بيت صيدا” المذكورة في الإنجيل والتي يتحدر منها كل من أندراوس وشقيقه سمعان بطرس، وفيلبس، ويعقوب بن زبدي وشقيقه يوحنا بن زبدي حسبما ذكرت دنيا الوطن.
أدوات وأوانٍ طينية وسيراميك
كما عثر علماء الآثار على أدوات وأوانٍ طينية وسيراميك إضافة إلى عملات معدنية تم تأريخها إلى ما بين القرن الأول وحتى القرن التاسع للميلاد، وهو العهد الذي سيطرت فيه الإمبراطورية الرومانية على المنطقة.
ويقوم بالبحث معهد علوم الآثار الجليلية بإدارة د. مردخاي أفيعام، والأستاذ دكتور ستيف نوتلي- مدير الحفريات الأكادييم من جامعة “ناياك” المسيحية في نيويورك.
وتشير المصادر التاريخية، وبالأخص المؤرخ اليهودي الروماني يوسيفوس فلافيوس الذي كتب عن تلك الحقبة التاريخية إلى أن الملك هيرودس فيلبوس (نجل الملك هيرودس الكبير) والذي كان الملك اليهودي الموالي لروما في الجليل، أسس مدينة جديدة قرب قرية “بيت صيدا”: “وفيليبوس.. منح قرية بيت صيدا الواقعة على بحرية غينوسار، مكانة مدينة بسبب كثرة عدد سكانها وكافة مواطنيها، وأسماها يولياس كنية بيوليا ابنة القيصر”.
وقال د. لإيعام: “لم تكن هذه الطبقة معروفة لنا في الموقع، وأكثر من ذلك، ادعى باحثون أن الموقع كان مأهولاً فقط في الحقبة البيزنطية، ولذلك لم يكن الموقع مرجحاً لأن يكون الموقع التاريخي لمدينة يولياس أو بيت صيدا”.
بحيرة طبريا
وأضاف أن أدلة أخرى تشير إلى أن هذا الموقع المذكور بالانجيل، هو أن باحثين من ذاك العهد ادعوا أن منسوب المياه في بحيرة طبريا كان في ذاك الوقت 209 أمتار تحت سطح البحر، واليوم عثرنا على الآثار بمستوى 212 متراً تحت سطح البحر، ولذلك سيتم العثور على مدينة بيت صيدا في متنزه الأردن دون شك”.
وتشير الدلائل التاريخية إلى أنه بعد القرن الثالث ميلادي كف الاستيطان في الموقع، ويرجح العلماء ذلك بسبب فيضان كبير في نهر الأردن أدى إلى سيل وجرف ترابي تسبب بإغراق المدينة تحت الوحل.
وعثرت البعثة الأثرية على أكثر من 30 عملة معدنية في الموقع تحت المنازل، كلها تعود إلى القرن الخامس الميلادي.