القاهرة “المسلة” المحرر الاثرى …… فى ضوء التقارب والتعاون بين مصر واليونان وقبرص من خلال زيارة الرئيس السيسى رئيس جمهورية مصر العربية لنيقوسيا يؤكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى أن هذا التقارب هو إحياء لجذور تاريخية حضارية بين مصر ودول البحر المتوسط وقد أشار إليها المفكر والعالم والمبدع والفيلسوف جمال حمدان فى كتابه ” شخصية مصر” الذى أكد على أن البعد الخاص بالبحر المتوسط لمصر تمثل فى علاقات مصر القديمة الحضارية والتجارية بكريت المينوية ثم باليونان وروما .
ويشير الدكتور ريحان إلى أن العصر الإسلامى شهد دورًا حيويًا فى كيان النشاط التجارى بمصر وارتبطت مدن كالإسكندرية ودمياط مع البندقية وجنوة وبيزا بعلاقات تجارية وامتد بينهم جسرًا بحريًا وفى العصر المملوكى كانت الإسكندرية والقاهرة موطنًا دائمًا لتجار نشيطين من تجار المدن الإيطالية وبالمثل كانت علاقات مصر مع بلاد الشام عن طريق البحر المتوسط وفى العصر العثمانى انتقل كثير من مهاجرى سواحل البلقان واليونان وألبانيا إلى مصر وأقاموا بها ومنهم الإنكشارية والألبان وبقيت أسماؤه المعرّبة تكشف عن أصلهم أحيانًا مثل الدرملى من مدينة دراما والجريتلى من كريت والأزميرلى من أزمير والمرعشلى (مرعش) والخربوطلى (خربوط) ثم جاءت قناة السويس فأعادت تأكيد البعد المتوسطى فى كيان مصر.
ويوضح الدكتور ريحان أن العلاقات بين مصر واليونان لها جذور أقدم من ذلك منذ عصر مصر القديمة حيث انتقلت معالم الحضارة المصرية القديمة إلى كل أوروبا عبر علماء وفلاسفة اليونان ويعترف المؤرخ الإغريقى ساورينون فى كتابه ” المعرفة المقدسة” بأن مصر حملت شعلة الفلسفة والتشريع لبلادهم.
واعترف كبار فلاسفة اليونان وعلمائهم ممن حملوا شعلة حضارة الإغريق وقادوا ثورتها الثقافية بأنهم عبروا البحر ليتلقوا الحكمة والمعرفة على أيدى قدماء المصريين واكتسبوا منهم أسرار العلوم وهم الذين عادوا لبلادهم ليطلق عليهم اسم الخالدين ومنهم الشاعر الإغريقى العظيم هوميروس الذى زار مصر عام750ق.م.
وينوه الدكتور ريحان إلى الحكيم والفيلسوف والسياسى اليونانى سولون الذى زار مصر 640 – 558ق.م. وهو من أكبر علماء أثينا السبعة وأول من كون لها مجلسًا تشريعيًا والجد الرابع لأفلاطون وقد درس التشريع والفلسفة فى مصر وقد كانت أساس إنشاء أول مجلس تشريعى باليونان وأول تشريع دستورى للحكم فى أوروبا وكانت وثائق سولون ومؤلفاته الخاصة بمصر القديمة التى اهتم بجمعها سقراط وأفلاطون من أهم العوامل التى شجعت كثيرًا من الكتاب والعلماء الإغريق على زيارة مصر ومحاولة الانتساب إلى جامعاتها ومعاهدها لتلقى الثقافة والمعرفة.