بقلم:جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
أخشي ما أخشاه أن يقتصر ما دار حول عملية استثمار مشروع مسار العائلة المقدسة سياحيا علي الضجة المثارة والضجيج المصاحب لهذه الفكرة الخلاقة.. ما يجب بحثه هو ألا يقع المشروع فريسة للبيروقراطية ليصبح بعد وقت قصير نسيا منسيا وكأنك يابوزيد ما غزيت.
ليس خافيا أن هذا المسار الذي يقع في قلب المحافظات المصرية يحتاج الي التطوير والتجهيز لاستقبال أفواج السياح الذين من المتوقع أن يجذبهم هذا الأثر المسيحي المقدس.
لا يجب التعامل مع هذا المشروع بالتصريحات والوعود »الفشنك» التي تنتهي الي لا شيء. من الضروري بل من المحتم إسناد مهمة التجهيز والتطوير والاستعداد لاستقبال السياح الي هيئة مسئولة تتوافر لها السلطة وكل الامكانات المالية واللوجستية للقيام بهذا العمل ومواصلة متابعته.
> > >
من المؤكد أن هذا الأمر ولكي تكون له الفاعلية وسرعة التحرك والتنفيذ لابد وأن يصدر به قرار من القيادة السياسية. بالطبع فإن المحصلة سوف تكون أكثر إيجابية وجدية في تحقيق النتائج المرجوة لو تولت مسئولية عملية التجهيز الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اعتمادا علي ما تملكه من إمكانات وضبط وربط.
قبل الاقدام علي هذه الخطوة فإنه لابد من تشكيل لجنةعلي أعلي مستوي تضم الخبراء والمتخصصين لتحديد الاحتياجات اللازمة سواء كانت طرقاً أو أماكن إقامة لائقة ومريحة ومشرفة. ادارة هذه المرافق بعد اعدادها وتجهيزها تحتاج الي أن تكون هناك جهة مسئولة لإدارتها والاشراف عليها.من المؤكد ان النجاح في تحقيق هذه المتطلبات سوف يكون عاملا مهما لأن يكون لهذا المشروع عائد هائل يرفع من معدلات الموارد السياحية للدولة المصرية.
> > >
علينا ونحن نفكر في هذا المشروع أن ندرك ونفهم أهمية وتأثير النواحي الدينية علي قطاعات كبيرة من شعوب العالم. المثال علي ذلك ما يشهده اهتمام المسلمين بزيارة مقدساتهم حيث يصل من يقومون بالحج والعمرة مضافا اليهم المتشوقون لاداء هذه الفريضة. ان اعدادهم تقدر بعشرات الملايين وهي اعداد تتصاعد سنة بعد سنة.
لا جدال ان استثمار مسار العائلة المقدسة في مصر يمكن أن يتحول الي مورد غير محدود من العملات الأجنبية.
الأهم من كل هذا ما سوف يترتب علي هذه الزيارات السياحية من حتمية القيام بعمليات تطوير للمناطق التي يمر بها المسار المقدس.. انشائياً واجتماعياً واقتصادياً. ليس مطلوبا لتحويل هذا الأمل الي حقيقة سوي ان يكون لدينا نية وعزم وحماس الي جانب ملكة التفكير الاقتصادي. تحقيق العائد المرجو يحتم التوصل لهذه الصيغة ويتطلب حملات توعية ودعاية تشارك فيها الدولة والمجتمع المدني وكل المؤسسات السياحية.
