نسبب العقوبات الامريكية
تنطلق الخميس، في العاصمة السودانية الخرطوم، المباحثات الرسمية بين وفد من شركة ««إيرباص» عملاق الصناعة الجوية، والحكومة السودانية، لاستئناف العلاقات الجوية التي تربط الشركة بالناقل الوطني «سودان إير»، بعد قطيعة دامت 20 عامًا، بسبب العقوبات الأمريكية المفروضة منذ 1997، وتم رفعها في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
تقرير فنى
واعتبرت الخرطوم أن زيارة سيريل بيكارد، مدير مبيعات «إيرباص»، بصحبته فريق خبراء كبير الأربعاء، للخرطوم، يعد فتحًا جديدًا لعالم الطيران السوداني مع العالم، ويشكل نقلة نوعية في انتقال السودان للاندماج في الاقتصاد العالمي، وفي خطوة تحضيرية للاجتماعات، التقى وفد «إيرباص» طاقم «سودان إير» للوقوف على أوضاع الطائرات التي تعمل بها الخطوط السودانية، واستمعوا إلى عرض وتقرير فني من «سودان إير» بشأن تجربة تشغيل طائرات «إيرباص» في السودان، وكيفية دعم وتطوير العلاقات المشتركة في مجالات التشغيل والصيانة والهندسة والمناولة الأرضية، وذلك بما يخدم صناعة الطيران بالسودان والمنطقتين العربية والأفريقية.
لقاء
وأوضح ياسر تيمور، مدير التخطيط بـ«سودان إير»، أن برنامج وفد «إيرباص»، يشتمل على لقاء اليوم في الخرطوم مع وزراء النقل والطرق والجسور والمال والاستثمار في بلاده؛ وذلك لبحث عودة عملاق الطيران العالمي إلى البلاد، مشيرًا إلى أن تلك المباحثات تمهد الطريق لدخول شركات طيران عالمية أخرى إلى السودان، لافتًا إلى أن «سودان إير» تعد من أولى شركات الطيران بالمنطقة التي أدخلت طائرات «إيرباص» في مطلع تسعينات القرن الماضي، وهي تحقق في السودان أفضل معدلات الأداء خلال الأعوام الأخيرة، من خلال الطائرتين المتواجدتين حاليًا لـ«إيرباص».
شراء طائرات
وتأتي زيارة وفد «إيرباص» للسودان، والتي تستمر ثلاثة أيام، في وقت تُجري فيه الحكومة السودانية ترتيبات لشراء سبع طائرات لصالح الخطوط الجوية «سودان إير» معظمها من منتجات هذه الشركة، وتعاقدت الخرطوم بالفعل في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي مع شركة صينية لشراء طائرتين من «إيرباص»، بقيمة 60 مليون دولار.
مشروع
وقال وزير النقل والطرق والجسور السوداني، مكاوي محمد عوض، “إن هناك مشروعًا مع بنك التنمية الإسلامي لتمويل جزء من صفقات الطائرات الجديدة”، موضحًا أن عقد «سودان إير» لشراء الطائرتين تم توقيعه مع شركة «دي زد زي سي» الصينية، وأضاف “إن الشركة ستمتلك قريبًا عددًا من الطائرات الحديثة بتمويل من الصين، التي وقّع معها السودان اتفاقيات متعددة في إطار التحالف الإستراتيجي بين البلدين”.
ويتوقع السودان عودة الخطوط الألمانية “لوفتهانزا”، والخطوط الملكية الهولندية إلى العمل في مطار الخرطوم مع منتصف العام الحالي. وبدأت سلطة الطيران المدني السودانية في أكتوبر الماضي تنفيذ خطة لإدراج أكبر عدد ممكن من المطارات السودانية في قائمة المطارات الدولية خلال الفترة من 2017 وحتى 2022.
فتح مسارات جوية جديدة
وشرع السودان قبل أربعة أشهر في تطبيق برنامج لفتح ثلاثة مسارات جوية جديدة من الخرطوم إلى مطارات تقع في مناطق غرب ووسط وشرق وجنوب أفريقيا، وذلك ضمن مشروع دولي لتعديل المسارات الجوية في منطقة الشرق الأوسط، وسمح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية “الأوفاك” مؤخرًا للخطوط الجوية «سودان إير» باستيراد قطع الغيار مباشرة دون وسيط من المصانع الأميركية، وذلك بعد 20 عامًا من الانقطاع تأثرت خلالها شركة الخطوط الجوية السودانية بالعقوبات الأميركية.
وفرضت الولايات المتحدة العقوبات للمرة الأولى على السودان عام 1997، وأعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يناير/ كانون الثاني الماضي عن موافقة مبدئية على تخفيف العقوبات عن السودان. وفي يوليو/ تموز 2017 أرجأت إدارة الرئيس دونالد ترمب قرار رفع العقوبات بشكل دائم ثلاثة أشهر، وبدأت الولايات المتحدة في إجراءات رفع العقوبات في أكتوبر الماضي.