كشفت بيانات مؤسسة OAG البريطانية المتخصصة في استشارات النقل الجوي عن قائمة لأكثر 12 شركة طيران نشطة في مطار حمد الدولي وعلى رأسها الخطوط الجوية القطرية التي بلغ نصيبها من المقاعد 414.22 ألف مقعد أسبوعياً فيما حلت «انديجو» الهندية في المرتبة الثانية بـ7560 مقعداً أسبوعياً، ثم الخطوط الجوية جيت الهندية بالمرتبة الثالثة بواقع 6314 مقعداً أسبوعياً، فيما جاء الطيران العماني بالمرتبة الرابعة بواقع 5521 مقعداً أسبوعياً، تلاه طيران الهند إكسبرس بالمركز الخامس بواقع 3348 مقعداً أسبوعياً، والخطوط الجوية السريلانكية بالمرتبة السادسة بواقع 2784 مقعداً اسبوعياً، ثم الخطوط الجوية التركية بالمرتبة السابعة بواقع 2210 مقاعد أسبوعياً، والخطوط الملكية الأردنية بالمرتبة الثامنة بواقع 1893 مقعداً أسبوعياً، ثم الخطوط الجوية الكويتية في المرتبة التاسعة بواقع 1829 مقعداً أسبوعياً، وخطوط طيران هيمالايا النيبالية في المرتبة العاشرة بواقع 1628 مقعداً أسبوعياً، ثم الخطوط الجوية البريطانية وخطوط بيمان بنغلاديش الجوية بواقع 1545 و1456 مقعداً أسبوعياً على التوالي بحسب الوطن.
ووفق البيانات المتاحة فإن الخطوط الجوية القطرية تسيطر تماماً على الحركة من مطار حمد دون منافسة لأن مطار حمد الدولي يعتبر المركز الرئيسي لها كما أن «القطرية» تسير رحلاتها إلى أكثر من 150 وجهة حول العالم في الوقت الذي يري فيه المراقبون أن شركات طيران دول الحصار التي كانت تتصدر المشهد وتحتل مراتب متقدمة في قائمة أكثر شركات الطيران نشاطاً في الحركة من مطار حمد اختفت من المشهد تماماً بعد الحصار الأمر الذي يعني تكبدها لخسائر فادحة نتيجة فقدانها السوق القطري.
وبحسب احصائيات ما قبل الحصار فإن الخطوط الجوية الإماراتية كانت تحتل المرتبة الثانية في قائمة أكثر شركات الطيران نشاطاً في مطار حمد الدولي بعد القطرية مباشرة واستمرت محافظة على مركزها حتى قبيل الحصار حيث كان يصل عدد المسافرين على متن رحلاتها من مطار حمد إلى مستوى 18.120 ألف مسافر أسبوعياً، وفي المقابل فإن شركة فلاي دبي كانت تنقل قبل الحصار حوالي 9.576 مسافراً أسبوعياً من مطار حمد، أما طيران الخليج البحريني فكان ينقل حوالي 6 آلاف مسافر من مطار حمد أسبوعياً وكانت العربية للطيران الإماراتية تنقل 4704 مسافرين من مطار حمد على متن طائراتها قبل الحصار وبالنسبة لطيران الاتحاد “الظبيانية” فقد كانت تنقل 4400 مسافر من مطار حمد قبل الحصار فيما كانت مصر للطيران تنقل 3 آلاف راكب من مطار حمد أسبوعياً أما الطيران السعودي فكان ينقل 2770 راكباً من مطار حمد أسبوعياً.
ووفق بيانات OAG فإن الحصار وفر فرصاً كبيرة لشركات طيران أخرى لتعزيز نشاطها في الحركة بمطار حمد ولعل أبرز دليل على ذلك شركة انديجو الهندية التي عززت نشاطها في مطار حمد عقب الحصار وتتجه بشكل يومي إلى مدن عديدة تم تدشينها مؤخراً مثل مدينتي دلهي ومومباي وكذلك إلى تشيناي وكويزيكود بالإضافة إلى كوتشي وحيدر أباد ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما ساهم الحصار أيضاً في نمو هائل لشركات طيران أخرى، مثل الخطوط الملكية الأردنية والتي ارتفعت سعتها المقعدية لرحلاتها عبر مطار حمد الدولي بواقع 105% في مارس الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي كما ارتفع عدد مقاعد الخطوط الكويتية من مطار حمد بنسبة 72% أيضاً مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي، كما نمت شركات طيران أخرى مثل الخطوط الجوية التركية ( حققت زيادة بنسبة 55%) وخطوط بيمان بنغلاديش الجوية ( حققت زيادة نسبتها 52%).
ويقول ايمن القدوة، مدير عام سفريات الصقر-الدوحة ان سيطرة القطرية على السوق هو أمر متوقع لكونها الناقلة الوطنية ولكون مطار حمد الدولي هو مركزها الاساسي كما أن عدم قدرة أي شركة طيران أخرى على منافستها يجعلها مسيطرة بفارق كبير في عدد الركاب بينها وبين الشركات الاخرى التي تطلق رحلاتها من مطار حمد الدولي، وعلى الرغم من كونها تتجه بشكل أكبر إلى شريحة معينة تركز على جودة الخدمات والرفاهية وتختلف عن تلك التي تستهدفها شركات الطيران الاقتصادي، الا أن حصتها في السوق تفوق بكثير أي شركة طيران اخرى اقتصادية أم وطنية.
وأضاف القدوة أن انديجو الهندية وبغض النظر عن كونها شركة منخفضة التكلفة، فقد اثبتت قدرتها على استغلال تغير المشهد عقب الحصار ومحاولة الاستفادة قدر الامكان من السوق القطري ومن النشاط المتزايد في مطار حمد الدولي وهو ما جعل عوائدها ترتفع بشكل كبير ودفعها إلى تنويع وجهاتها إلى شبه القارة الهندية بشكل أساسي، وزيادة عدد مقاعدها.
ولفت إلى وجود سيطرة واضحة للطيران الاقتصادي على السوق مثل انديجو وطيران الهند إكسبرس وخطوط بيمان بنغلادش الجوية مما يدل على أن هناك شريحة كبيرة في السوق القطري تبحث عن الأسعار الأقل مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد تنوعاً أكبر بالنسبة للشركات النشطة حيث عادت طيران الجزيرة بقوة إلى السوق المحلي عبر اطلاقها حزمة من العروض كما تسعى شركة طيران السلام العمانية للاستفادة من تغير المشهد عقب الحصار.
وشدد على أهمية أن تستفيد شركات الطيران في المنطقة بشكل خاص من هذا التغيير في قائمة الأكثر نشاطاً في شركات الطيران بعد الحصار وأن تعمل شركات الطيران العربية على تصدر مشهد الحركة من مطار حمد، مشدداً على أن طيران دول الحصار الذي اختفى من السوق تاركاً الفرصة لشركات اخرى استولت على حصته الهائلة من المسافرين، تكبد خسائر فادحة في عام واحد، حيث كانت الإماراتية تسير 8 رحلات يومياً من الدوحة، وفلاي دبي 12 رحلة يومياً وطيران الاتحاد 5 رحلات يومياً، والعربية للطيران 3 رحلات يومياً، مؤكداً أن غياب هذه الشركات لم يترك فراغاً فالسوق ناشط والطلب يتم تلبيته.