المسلة السياحية
صنعاء – في أعقاب زيارته إلى اليمن هذا الأسبوع ، أعرب محمد عبدي كير، مدير الطوارئ والعمليات لدى وكالة الأمم المتحدة للهجرة، عن قلقه الشديد “بشأن الوضع المروع وغير الإنساني الذي يواجهه المهاجرون في اليمن” ودعا إلى”تقديم قدر أكبر من الدعم والحماية من المجتمع الدولي والسلطات داخل البلد”.
وقد أضاف عبدي كير إبان مغادرته اليمن يوم الأحد 6 مايو/أيار “لقد أصيب العالم بصدمة خلال شهر آب/أغسطس من العام الفائت عندما أجبر مهربون عشرات من المراهقين الإثيوبيين والصوماليين الحالمين بحياة أفضل على الهجرة عبر البحر فكان مصير هؤلاء الغرق قبالة سواحل اليمن.. غير أن تلك الصدمة لم تترجم إلى حماية أكبر للشباب الآخرين الذين بدورهم أيضاً لا يملكون شيئاً سوى الامل في فرص بعيدا عن منازلهم الريفية، ولا يستطيعون الوصول إلا عن طريق الهجرة المميت المار عبر منطقة نزاع”.
يقدر أن حوالي 7000 مهاجر يدخلون اليمن كل شهر، ما أوصل أعداد الوافدين في عام 2017 إلى ما يقرب من 100،000. حيث يعتزم الغالبية العظمى من المهاجرين الوصول إلى دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية.. غالبًا ما يترك المهاجرون منازلهم سيرًا على الأقدام ويسيرون عبر جيبوتي.. ومن هناك، يأخذون قوارب عبر خليج عدن إلى محافظات عدن ولحج وشبوة وحضرموت في اليمن ثم يحاولون التوجه شمالاً إلى حدود المملكة العربية السعودية.
يعمل البعض بشكل غير نظامي، على سبيل المثال في مزارع القات في اليمن، بغية جني الأموال لتمويل بقية رحلتهم. في مراحل مختلفة من الرحلة، كما يستعينون بالمهرّبين، خاصةً خلال عبور البحر أو عبور حدود المملكة العربية السعودية. العدد الإجمالي للمهاجرين الحاليين في اليمن غير معروف.
“على الرغم من أنه لا ينبغي اعتقال أي مهاجر، لا سيما الأطفال، لكن في ظل وجود مراكز الاعتقال هذه، تستمر وكالة الأمم المتحدة للهجرة بالدعوة لإغلاق مثل هذه المراكز، وتقدم دعمها للسلطات بغية تحسين حالة هذه المراكز من أجل حماية المهاجرين قدر المستطاع. لدينا حالياً إمكانية الوصول إلى ثلاثة مراكز اعتقال، حيث نقدم المساعدات الإنسانية ونوفر ممر آمنًا للعودة بطريقة كريمة لمن يريدون العودة لبلادهم، وبالنسبة للأطفال، نقدم المساعدة في البحث عن ذويهم من أجل إعادة جمعهم مع أحبائهم، كل ذلك في إطار الأمان”.
ﻓﻲ ﻋﺎم 2017، ﺳﺎﻋدت وكالة الأمم المتحدة للهجرة ﺣواﻟﻲ 2900 مهاجر ولاجئ ﻋﻟﯽ اﻟﻌودة ﻣن اﻟﯾﻣن: 73% ﻣﻧﮭم ﺻوﻣﺎﻟﯾون، 25% ﻣنهم إﺛﯾوﺑﯾون، و2% ﻣن اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻷﺧرى. حتى تاريخه (8 مايو/أيار 2018) ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 197 إثيوبيًا و 939 مهاجراً ولاجئًا صوماليًا على العودة إلى ديارهم طواعيةً. ويتم كذلك بشكل تلقائي وتقديم المساعدة على العودة للاجئين الصوماليين بالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.
التقى عبدي كير خلال زيارته لليمن بعدد من السلطات المعنية وشكرهم لتعاونهم مع وكالة الأمم المتحدة من أجل تحسين أوضاع المهاجرين في اليمن.
اختتم عبدي كير قائلاً ” تشهد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، ومن البديهي ألا تكون الطرق آمنة لا للمهاجرين ولا لليمنيين في العديد من المناطق. تقدم وكالة الأمم المتحدة الدعم الإنساني لليمنيين النازحين والمتضررين من النزاع في كافة أرجاء البلاد”.
وأضاف “تشهد فرق عملنا عودة أكبر لليمنيين من المملكة العربية السعودية بسبب تضييق القوانين مما يدفعهم للعودة. كلا المهاجرون في اليمن واليمنيون العائدون هم على حد سواء بحاجة ملحة إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي، ولا يتوجب عليهم أن يرغمو أبداً على المرور عبر أو العودة إلى مناطق نزاع”.
—