عيوب معقدة
“المسلة” ….. تسابق شركة بوينج الأمريكية الزمن للخروج سريعاً من مأزق محركات طائرات دريملاينر 787، التي تصنعها شركة رولز رويس البريطانية بعد ظهور عيوب معقدة أدت إلى إيقاف تحليق عشرات الطائرات ويمكن أن تربك نشاط الشركة لسنوات طويلة.
تفجرت مشكلة محركات طائرات شركة بوينج الأمريكية إلى مستويات غير مسبوقة بعد اكتشاف عيوب كبيرة، يقول المختصون إنها قد تحتاج إلى 4 سنوات من أجل التغلب عليها بالكامل.
ونشرت المشكلة غيمة سوداء على آفاق نشاط الشركة بعد إيقاف تحليق 34 طائرة إضافة إلى تبعات الخلل على جدول تسليم الطلبيات المبرمة في ظل منافسة شرسة مع ايرباص.
وقد تطلبت الأزمة الخطيرة من رئيس بوين، كيفين ماكاليستر، تكليف نائبه كايث ليفركون بمهمة الإشراف على الخلل في محركات الطائرات المشلولة لدى شركات الطيران.
وسيساعد ليفركون وهو أحد المديرين التنفيذيين المتميزين، رولز رويس على إنهاء المشكلة المتفاقمة لمحركات “ترينت 1000”، التي يتم تصنيعها في سنغافورة ومدينة ديربي البريطانية.
وتشير المهمة المُكلف بها ليفركون، الذي تمكن من إنهاء مشروع تطوير بوينج 737 ماكس قبل موعده المحدد العام الماضي، إلى جدية بوينج في احتواء الخلل الذي يعتري طائراتها، وأيضاُ إلى أهمية استرضاء مستعملي خطوط الطيران مع اقتراب موسم السفر في الصيف.
ونسبت وكالة بلومبيرغ الاقتصادية الأمريكية لمصادر مطلعة قولها إنه “تم إيقاف 34 طائـرة بوينـج في انتظار إصـلاح محركاتها، والعدد مرشح للزيادة في الأشهر المقبلة“.
وقال المدير التنفيذي لبوينج، دنيس ميلينبورغ، على هامش الاجتماع السنوي الثلاثين للشركة في أبريل الماضي، “ندير أصولنـا سـواء على خـط الإنتـاج أو فـي الـدعم الميـداني لمحـاولة تقليـل تـأثير هـذه المشكـلات على مستعملي الخطوط الجوية العالمية“.
محركات جديدة
وأضاف :”هذا أمر مهم جدا بالنسبة لنا. وفي حين أن المحركات الجديدة التي تدخل الآن في مرحلة الإنتاج سليمة ولا يعتريها أي خلل، إلا أن محركات الأسطول قيد التشغيل في جميع أنحاء العالم تحتاج إلى المزيد من الاهتمام من جهتنا“.
وظهرت مشكلة متانة المحركات في ربع أسطول الطائرات العالمي بوينج 787 لأول مرة في عام 2016، وتفاقمت في ديسمبر الماضي عندما عانت طائرات شركة طيران “آير نيوزيلاند” من تلف المحرك التوربيني أثناء الطيران في عدة أيام متتالية.
كسر
وأما المشكلة الرئيسية فتتمثل في حدوث كسر محتمل في شفرات مكبس الضغط الوسيط، وقد يستغرق الأمر من رولز رويس أربع سنوات لإعادة تهيئة المحركات المتضررة البالغ عددها 383 محركاً من خلال إعادة تصميم بعض المكونات من جديد.
وتزايد عدد الطائرات المتوقفة بعد أن أمر المنظمون الأمريكيون في أبريل الماضي بعمل تفتيش دوري بعد كل 80 رحلة على المحركات. وهذا يعني إخراج الطائرات من الخدمة كل شهر، وهو أمر أكثر صعوبة من المعيار السابق الذي تطلب عمل مثل ذلك الفحص كل 200 رحلة.
وأشار خبراء على اطلاع بالمسألة إلى أن 30 بالمئة من المحركات التي تم فحصها أُزيلت من الجناح لإجراء بعض الإصلاحات عليها. ويمكن لمعدل الفشل أن يتفاقم ولا سيما بعد أن خرجت طائرات بوينج من قائمة قواعد مسارات “إيتابس”، وتتعرض في نفس الوقت للتفتيش المستمر.
وقال أنغوس كيلي، الرئيس التنفيذي لشركة “إيركاب هولدنغز أن.في”، وهي أكبر شركة في العالم لتأجير الطائرات، في وقت سابق هذا الشهر :”إذا لم تتطابق الشفرات المعيبة مع بنود التفتيش، ستتم إزالة المحرك من الجناح وإرساله إلى ورشة الصيانة. المشكلة حالياً عدم توفر محركات احتياطية كافية“.
صيانة
وما يزيد من حجم المشكلة هو نموذج عمل رولز رويس، التي توصي بصيانة المحركات فقط داخل الشركة أو من خلال عدد محدود جداً من الموردين، على عكس شبكات الإصلاح العالمية التي يفضلها بعض المنافسين الآخرين مثل شركة جنرال إلكتريك.
سوق
وقال كين هيربرت، المحلل في شركة “كان أكورد جينيويتي” في تصريح لبلومبيرغ “سوف تؤثر هذه المشكلة على سوق ما بعد البيع التي تعاني اضطراباً بالفعل“.
وأوضح أنه بالنسبة لبوينج، يكمن الخطر الرئيسي في تشويه سمعة كفاءة طائراتها 787 منذ تعثرها الأول الذي أخر ظهور الطائرة الذي كان من المفترض أن يتم في عام 2011 إلى ما بعد ذلك بنحو ثلاث سنوات.
وحتى الآن، يبدو أن بيونج على يقين من أن مشاكل المحركات لن تعطل خططها للتسريع من عملية إنتاج الطائرات ليصل إلى معدل قياسي قدره 14 طائرة شهرياً في منتصف عام 2019.
ويقول أورش شيث، أحد مدوني بوينج على الشبكات الاجتماعية، إن 70 بالمئة من طائرات بوينج المقرر تسليمها مطلع العام المقبل سيتم تزويدها بمحركات من شركة جنرال إلكتريك، والتي لا تتأثر بمشاكل الكسر، مما يخفف من الضغط على رولز رويس.