حرب “الألف يوم” هي حرب أهلية نشبت في كولومبيا من17 أكتوبر/ تشرين الأول 1899، وتواصلت حتى 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 1902
“المتحف الوطني الكولومبي” بالعاصمة بوغوتا:
– أنشئ في يوليو 1823 وصمم ليكون سجنا
– أعلن في 1975 متحفا وطنيا بالبلاد
– المتحف يعد الأقدم في كولومبيا وأمريكا الجنوبية
– أقواس ومقابر وأعمدة وقطع أخرى تقف شاهدة عما شهده السجناء خلال حرب “الألف يوم”
– حرب أهلية (1899 – 1902) وضعت بالمواجهة المحافظين والليبراليين
بوغوتا ….. أقواس ومقابر وأعمدة متعامدة ومتراصة من الطوب والأحجار، تشكّل ملامح “المتحف الوطني الكولومبي” بالعاصمة بوغوتا، وتحمل الزوار في رحلة تاريخية تسرد أحداث حرب “الألف يوم”.
وحرب “الألف يوم” هي حرب أهلية نشبت في كولومبيا من17 أكتوبر/ تشرين الأول 1899، وتواصلت حتى 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 1902.
ودارت في بدايتها بين الحزب الليبرالي الكولومبي وحكومة الحزب الوطني، برئاسة مانويل أنطونيو سانكليمينتي، الذي أطيح به في 31 يوليو/ تموز 1900 من قبل ممثل حزب المحافظين الكولومبي، خوسيه مانويل ماروكين، بعد تحالفه مع الليبرالي أكيليو بارا.
لكن، ورغم هذا التحالف، إلا أن الحرب استمرت بين الليبراليين والمحافظين، واتسمت بمواجهة غير نظامية بين الجيش الحكومي (المحافظين) وجيش حرب العصابات (الليبراليين).
ويعتبر المبنى الضخم للمتحف، الذي يتوسط العاصمة الكولومبية، الأقدم بالبلاد وفي أمريكا الجنوبية بأسرها، ويجمع في ثناياه تاريخا يوثق للمحطات الفاصلة في التاريخ المحلي، وللتحولات التي يشهدها المسار البشري في مختلف تجلياته.
وأنشئ المتحف في يوليو/ تموز 1823، وصمم ليكون سجنا، بل عرف على مدى 72 عاما بسجن “كوندينماركا”، وهذا ما يفسّر وجود الزنازين فيه حتى اليوم، قبل أن يجري إعلانه في أغسطس/ آب 1975، متحفا وطنيا.
وفي 2017، بلغ عدد زوار المتحف نحو 375 ألفا، فيما زاره منذ مطلع العام الحالي حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، نحو 270 ألف زائر.
ويقع المتحف الذي يتميز بجدرانه الضخمة الخالية من النوافذ، في منطقة “لا ماكارينا” بالعاصمة.
وعند مدخل المتحف، يرى الزوار النيزك الذي سقط على بلدة “سانتا روسا دي فيتربو” عام 1810.
وفي الطابقين الأول والثاني من المتحف، يمكن للزوار مشاهدة قطع أثرية متبقية من القصر العدلي الذي تعرض عام 1985، لهجوم من قِبل منظمة “19 أبريل” اليسارية المسلحة.
كما يمكن للزوار مشاهدة قطع أثرية متنوعة داخل المتحف، مثل البنادق القديمة والأجراس، وهاتف مغلف بإطار خشبي، والسلاسل والأغلال التي كانت تستخدم لتعذيب المساجين.
وفي تصريح للأناضول، قالت ماريا مونيكا فوينتس، وهي مسؤولة بالمتحف، إن المتحف “كان في السابق سجن كوندينماركا”.
وأوضحت فوينتس أن السجن دخل حيز الاستخدام عام 1878، بينما أكملت السلطات بنائه عام 1905، مشيرة إلى أن السجن بناه الدنماركي توماس ريد، الذي شيّد أيضا مبنى البرلمان الكولومبي.
وتابعت: “استخدم السجن حتى عام 1946، قبل أن تحوله السلطات إلى متحف وطني، وكما تعلمون فإن كولومبيا شهدت بين عامي 1899 و1902، حرب الألف يوم بين المحافظين الذين كانوا يسيطرون على الحكم والليبراليين المعارضين”.
وأردفت قائلةً: “دخل هذا السجن العديد من السياسيين والشعراء والحقوقيين البارزين في كولومبيا، وشهدت ممراته وساحاته، في فترة حرب الألف يوم، إعدام العديد من المحكومين بالرصاص”.