الحسا “المسلة” …. تنفذ مديرية آثار الطفيلة مشروعاً لترميم بركة تخزين المياه في قلعة الحسا التاريخية، يتضمن إعادة بناء الجدار الشرقي للبركة إضافة إلى ترميم الواجهات الأخرى وإزالة الطمم والأتربة التي كانت تغطي أرضية البركة المبلطة.
وقال مدير المديرية عماد الضروس لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، خلال تواجده في موقع القلعة، إن مساحة البركة التي تقع شرقي القلعة تبلغ ما يقارب 600 م محاطة بجدار حجري، بعمق 6م في القلعة التي تتكون من طابقين مساحة كل طابق حوالي 573 م مربع.
وأوضح أنه بعد انتهاء أعمال الترميم ستكون البركة جاهزة لاستقبال تصريف المياه الزائدة عن حاجة القلعة من بئر المياه الارتوازي العميق الموجود في منتصف بهو القلعة الرئيسي والذي يتزود بالمياه من أعماق وادي الحسا الجارية تحت الرمال الموجود في منتصف القاعة الرئيسية لبهو القلعة في الطابق الارضي منها.
ولفت الضروس الى ان القنوات الحجرية التي تتكفل بنقل المياه مازالت موجودة ولم تتعرض إلى تخريب وعبث لكونها مطمورة تحت سطح الارض, وستقوم الدائرة بتتبع القناة الرئيسية الناقلة للمياه من مجرى السيل التي تزود البئر بالمياه من سيل وادي الحسا الجاري بالمياه منذ القدم .
واشار الى ان دائرة الاثار العامة قامت قبل عدة سنوات بترميم الواجهة الامامية لمدخل القلعة التي تتألف من طابقين وتبلغ مساحتهما 575م تقريباً, والتي تهدمت بالكامل جراء الظروف الطبيعية وأعمال العبث والتخريب منذ سنوات قديمة, حيث تم إعادة بنائها بالكامل إضافة إلى بناء وترميم الابراج الاثنين على زوايا واجهتهما الامامية الشمالية، مبينا أن البرج الغربي ما زال بحاجة الى اتمام بنائه وترميمه اضافة الى عدد من الغرف والمناور وابراج المراقبة الواقعة فوق سطح الطابق الثاني من القلعة.
وتعد القلعة التي تقع غرب بلدة الحسا على الطريق الدولي الصحراوي بمسافة حوالي 6 كيلومتر, من المحطات الهامة منذ القدم على طريق البر الشامي والذي عرف بطريق الحج الشامي في فترة الدولة العثمانية, في حين يذهب مؤرخون الى انها كانت مأهولة ابان دولة الخلافة الايوبية.
ويجدر بالذكر ان قلعة الحسا ورد ذكرها في كتاب الدكتور يوسف غوانمة – امارة الكرك الايوبية – كمحطة رئيسة على طرق التجارة وحركة مسير الحج الى مكة المكرمة حيث قال ان هذه الطريق حظيت باهتمام الملك الايوبي عيسي فحفر بها الابار وبرك المياه واقام فيها القلاع حتى اصبحت هذه الطريق امنه لمسير الحجاج والقوافل التجارية ,حيث يقيمون في قلعة الحسا ومنها الى معان وكل تلك المناطق كانت مهيأة لإقامة الحجاج والمسافرين الى فترة يومين واكثر ويتزودون منها بما يحتاجونه من مؤنة السفر من ماء وطعام .
القائد الاسلامي صلاح الدين
كما ان “قلعة الحسا من المناطق الذي مر بها القائد الاسلامي صلاح الدين في عام 572 هجري 1178 م اثناء عودته الى مصر من دمشق حيث مر بجيشه الى الجنوب حيث نواحي الكرك الى منطقة الحسا ومن ثم الى منطقة قرين جنوب المملكة ومنها الى وادي موسى وحسما ومنها الى العقبة ومن ثم الى سيناء” كما جاء في كتاب الدكتور الغوانمة .