المسلة السياحية
المغرب – الدارالبيضاء
حاورها : عبد المجيد رشيدي
أكدت المرأة المبدعة المغربية على إثبات وجودها في إرساء وبناء دعائم الحركة الثقافية والفنية، ولكونها هي الجناح الأخر للموارد البشرية التي تساهم دائما في بناء المجتمعات المتوازنة بمساهمات فعالة، كذلك سيتجلى دورها وحضورها أكثر إذا واكبت حركة التطور وساهمت في الفعاليات الاجتماعية والثقافية، واليوم لنا وقفة مع إحدى المبدعات اللاتي ساهمن في بناء شخصية تشكيلية ذات أسلوب تشكيلي ناضج بما يحمله من أحاسيس ومشاعر صادقة تفيض حبا ووفاء للطبيعة ولروح المرأة وبراءتها.
أﻧﺎﻣﻞ ﻧﺎﻋﻤﺔ داﻋﺒﺖ اﻟﺮﻳﺸﺔ واﻟﻘﻠﻢ وﺗﺤﺴﺴﺖ ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺠﻤﺎل ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺮﺳﻤﻬﺎ، ﻓﻨﺎﻧﺔ ﺗﺸﻜﻴﻠﻴﺔ مغربية، أدرﻛﺖ ﻗﻴﻤﺔ ذاﺗﻬﺎ وﻗﺪرت ﻣﻮﻫﺒﺘﻬﺎ، اﺣﺘﻮﺗﻬﺎ وﺻﻘﻠﺘﻬﺎ وﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺑﺮ اﻹﺑﺪاع واﻟﺘﺸﺮﻳﻒ ﻟﺘﺒﻬﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ بإبداعاتها الرائع .
معنا الفنانة التشكيلية المبدعة فاطمة الزهراء الحيحي، فنانة تشكيلية استطاعت بثقافتها الفنية واختيارها لعناصر لوحاتها وتركيزها على تراثها المغربي الأصيل، أن ترسم طريقها ومسارها الفني، فالثقافة والعلم والخبرة والمشاركات المستمرة للفنان تساهم في إيجاد الطريق المفقود، وتساهم في حل الكثير من المشكلات الفنية لدى الفنان، وكذلك الحال تساهم أيضا بتوجيه وصناعة متلقي مثقف يمتلك وعياً جمالياً عالياً.
فاطمة الزهراء الحيحي، فنانة تشكيلية من عائلة فنية عريقة، حيث كان والدها فنانا كبيرا توفي رحمه الله بعيدا عن الأضواء، تاركا وراءه أعمالا خالدة لا تنسى، ازدادت فاطمة الزهراء وترعرعت بمدينة مكناس، اشتهرت وسط عائلتها منذ الطفولة بحبها للفن، بما فيه الرسم والتلوين، أحبت الفن التشكيلي وأحبت معه الطبيعة بسماءها الزرقاء وألوانها البهية، حصلت علي دروس في فن التشكيل لعدة سنوات، ثم أكملت المشوار معتمدة على نفسها وأناملها المبدعة، لتعطينا اليوم لوحات في غاية الجمال…
إنه الحنين حنين فرشاة لتشبع نهمها الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتها، للتعبير وصقل موهبتها بمزاولة الفن الذي يعتمد على الملاحظة والدقة والتفنن في الألوان، متنقلة في ذالك بين مختلف المدارس الفنية مع اهتمامها الخاص بكل ما هو مغربي أصيل، فالفن التشكيلي بالنسبة لفاطمة الزهراء، هو نوع من التحدي للاتقان وإرضاء النفس وإيصال الفكرة مهما كانت .
هكذا أبحرت التشكيلية الحيحي بريشتها الساحرة باكرا، كانت تنادي للطبيعة وتمجد المرأة في مناسبات عديدة، لوحة من هنا، ولمشهد هناك، جالت بها، من مدارس متعددة إلى أماكن أبدعت برسوماتها، فأحبوا أن يحاكوها ويعرضونها.
عندما تطلع إلى لوحات الفنانة فاطمة الزهراء الحيحي، والتى تصور عليها مزيج أحلامها مع عبق تاريخ الثقافة المغربية وطبيعتها الخلابة، يهيأ إليك أن أصباغ ألوانها معان وكلمات، قصائد شعر هائمة فى ديوان مفتوح الصفحات تحت سماء المغرب، تحوله إلى إشراقة ألوان زاهية، لوحاتها تميزها تلك الروح الشاعرية التى تنبعث منها ويمكن أن نقول أنها تمثل فناً قريباً من الحلم، يقترب سحره من ألف ليلة وليلة، كل هذا بمفهوم في غاية الروعة.
فاطمة الزهراء الحيحي، صاحبة ريشة، ترسم بإبداع وثقة، بات طموحها أبعد من كل شيء، وفنها على مساحة أكبر، تتمنى أن تجوب لوحاتها العالم، وتعجب المتتبعين، طبعا سيكون لديها جدول حافل مع رسوماتها مستقبلا لتعرضها، وهي على موعد مع إبحار جديد لترسم وتبدع، وترسو بفنها في مرافئ المبدعين والمميزين.