المسلة السياحية
تقرير ثقافي
إعداد / عيسى العنزي
تصوير / فهد العساف
تبوك – تعدّ حرفة “النحت” من المهن الإبداعية المتفردة التي نشأت مع بدايات الإنسانية، وحالة فنية إبداعية يمارسها الفنان بكل حرفية وإتقان ليخرج بعمل متقن يجذب معها الأبصار والذائقة الفنية للمتلقي، ويسرد معها النحات فصولًا تاريخية أمم وحضارات في أزمنة مختلفة، كما أن فن ” النحت” يمتلك القدرة الفائقة على الدمج ما بين الإبداع والرؤية الفنية المتميزة للفنان.
بوابة المملكة
وألهمت منطقة تبوك المهتمين بفنون النحت والرسم بالاهتمام وتطوير هذه الحرفة، فهي بوابة المملكة السعودية ومنطقة القصور والقلاع فالدلائل التاريخية تشير إلى أن المنطقة كانت مقراً لأمم عديدة، مثل ثمود، والآراميين، والأنباط، وتشهد آثارها على وجود الإنسان منذُ عدة قرون قبل الميلاد، وهذا يتضح مِنْ الآثار التي ارتبطت بالحضارات المختلفة، وأنها مرت بحقبات تاريخية مهمة ومنها فترة حضارات الأنباط والمدنيين والأدومية، وطرق التجارة القديمة والقوافل والرحلات عبر التاريخ، وفترة الحضارة الإسلامية، إلى عهدنا الزاهر اليوم، مما يعكس الإرث التاريخي والحضاري للمنطقة.
النحت و آدم
وأوضح لوكالة الأنباء السعودية النحات حسبان بن أحمد العنزي، أن النحت عرف منذ نزول آدم عليه السلام الأرض لعمارتها وعبادة الله عز وجل، ولحاجة الإنسان الأول إلى الغذاء، قام بتهذيب الخشب وعمل المحراث للزراعة ومن بعد ذلك نبي الله نوح وصناعة السفينة ونحت الخشب ومن ثم آثار قوم النبي صالح والنحت بالجبال البيوت وإرام ذات العماد.
حرفة أصيلة
وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ، أولت موروث النحت بالمملكة جل العناية والاهتمام الكبير، من خلال إنشاء هيئة التراث التي اعتمدت حرفة النحت كحرفة أصيلة، توثق العمق الحضاري والإرث التي تتميز به المملكة وما وصلت إليه من منجزات.
موسوعة حجرية كاملة
وعن بداياته بهذه الحرفة قال: إنه ومنذ عشرين عاماً بدأ بالاهتمام بالحرف العربي حرف القرآن الكريم وعمل على إخراجه بالنحت في أبهى الحلل، فقام بنحت موسوعة حجرية كاملة للبسملة جمع بها الخطوط العربية المختلفة عبر العصور ونحتها على رقائق وكتل حجرية من حجر تبوك المتعرج الرسوبي الرملي القاسي والجرانيت .
مشيراً إلى مشاركته بأعمال النحت في الكثير من الفعاليات والمهرجانات والمناسبات الوطنية على مستوى المملكة، لافتاً إلى طموحه المستقبلي بإنشاء مركز لتعليم وتدريب شباب وفتيات الوطن لتخريج جيل يواكب نهضة المملكة ويحقق طموح وتوجهات رؤية 2030.
نحت القرآن الكريم
وتوج العنزي أعماله الإبداعية بنحت القرآن الكريم كاملاً على مدى ثمانية أعوام بخط المصحف الشريف خط النسخ العثماني على ثلاثين لوحاً من الرخام الأخضر كل لوح يحتوي جزء كامل من القرآن الكريم، ويسعى حالياً إلى تسجيل هذا المنجز باسم المملكة في موسوعة “جينيس” للأرقام القياسية.