Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بمناسبة يوم الموسيقى العربية : خبير آثار يرصد معالم الموسيقية المصرية القديمة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المسلة السياحية

تقرير آثري

ΟΟ تحتفل الدول العربية بيوم الموسيقى العربية في 28 مارس من كل عام وهو اليوم الذى تم إقراره عقب موافقة مجلس جامعة الدول العربية في دورته العادية بتاريخ 6 مارس 2019، ويأتي الاحتفال به بمبادرة من المجمع العربي للموسيقى بهدف رصد واقع وأحوال الموسيقى العربية بمختلف قوالبها ومؤشرات تطورها ودراسة الحركة الموسيقية في مختلف البلدان العربية وإنجازاتها يشكل مناسبة .

 

 

وبمناسبة يوم الموسيقى العربية والذى يتواكب هذا العام مع مرور 90 عامًا على انعقاد أول مؤتمر للموسيقى العربية بالقاهرة عام 1932 ، نظمت دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدى صابر، بالتعاون مع المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي والمجمع العربي للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية احتفالية فنية في السادسة مساء اليوم الاثنين 28 مارس بمعهد الموسيقى العربية .

 

إرث حضاري

وفى هذا الإطار يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان ” إلى أن الموسيقى هي إرث حضاري منذ عهد مصر القديمة وقد اكتشف علماء الآثار أدلة تشير إلى وجود موسيقيين مهرة بمصر القديمة منذ عام 3100 قبل الميلاد.

 

خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان

 

تطور السلم الموسيقي

وهناك اكتشافات من عصر الدولة القديمة تشير إلى وجود سلم موسيقى خاص بدائي يتكون من 5 درجات تخلو من أنصاف النغمات (النص التون) ويؤكد ذلك عدد الثقوب في الناي المكتشف قديمًا أو عدد الأوتار في الهارب وغيره، ولكن في عصر الدولة الحديثة نتيجة انفتاح المصري القديم على ثقافات الفينيقيين والحيثيين وشعوب البحر في قبرص وكريت، تطور السلم الموسيقي وزاد له درجتين حتى وصل إلى سبع درجات المعروفة حاليًا، كما زادت عليه حركات إضافية مثل أنصاف النغمات .

 

القيسارية المصرية

وينوه الدكتور ريحان إلى أشهر الآلات الموسيقية بمصر القديمة وهى الهارب أو القيسارية المصرية ، وهى قيثارة وحيدة الوتر رُسمت على أحد جدران المقابر المصرية القديمة ربما لارتباط الهارب المصري القديم بالحرب كآلة حربية استلهمت منها الآلة الموسيقية العريقة ” قوس حربي ” أو ” هارب وحيد الوتر ” ، وتطور الهارب عبر أسرات مصر القديمة وعرف بأحجام متعددة منها الهارب ذا الحامل ويكون كبير الحجم  ، وآخر يعلق في رقبة العازف بينما يحمل نوع مختلف على الكتف .

 

 

الرسوم الشهيرة على مصاطب سقارة استخدام الهارب في حياة اللهو

 

وتجسّد الرسوم الشهيرة على مصاطب سقارة استخدام الهارب في حياة اللهو لدى أشراف الدولة وظهور أحد زوجات الأشراف وهي تعزف له على الهارب وتوالى عداد الأوتار في التضخُم بداية من ثلاثة أوتار إلى عشرين وترًا في أواخر الدولة الحديثة واليوم تمتلك آلة الهارب الحديثة ما بين 45 إلى 48 وتر وتعد آلة السمسمية لمدن القناة انعكاسًا للهارب المصري القديم .

 

 

آلات النفخ في مصر القديمة

ولفت الدكتور ريحان إلى آلات النفخ حيث عرف المصري القديم النفير لأغراض عسكرية الذى يشبه البوق المستخدم في استدعاء الجنود أو أفراد الشعب في ظروف المناسبات الرسمية، وتنوعت آلات النفخ في مصر القديمة ..فما بين ناي بسيط مكوّن من قصبة واحدة يُصنع من خشب اللوتس وربما يلحق به جزء من قرن بقرة وعرف بـ” مونول” و آخر مزدوج عرف بـ” لوتس فوتنكس” ويشبه الأرغول الآلة الشعبية المصرية كما انعكس ذلك حاليًا على أنواع من الناي الشجيّ المرتبط بالتخت الشرقيّ .

 

عرف المصري القديم النفير لأغراض عسكرية

 

وعرف المصري القديم آلات الإيقاع ومنها العصي المصقفة والدفوف، كما توصل إلى إحداث نغمة موسيقية من خلال اصطدام عناصر نحاسية ببعضها مثل آلة الرق حاليًا أو الصاجات .

 

 

رسومات مقبرة ببني حسن

ويتابع الدكتور ريحان بأن رسومات مقبرة ببني حسن بالمنيا من عصر الدولة القديمة جسّدت إشارات اليد الخاصة بالغناء في بداية الأسرة الخامسة، وكانت مقصورة على ظاهرة وضع كف اليد اليسرى للمغنى خلف صوان الأذن وعلى الخد لتكبير الصوت الصادر وزيادة كما يفعل مغنى الموال حاليًا .

 

الفرق الموسيقية

وكان تشكيل الفرق الموسيقية يغلب عليها الثنائيات، وقد أوضحت النقوش أن كل الاحتمالات كانت واردة في تلك الثنائيات مثلًا عازف هارب مع مغنية وعازف ناي مع عازفة هارب وكانت آلة الهارب من الآلات المحببة لدى المصريين القدماء عامة وكانت أغنية عازف الهارب ضربًا من ضروب الأدب المصري القديم، كما ارتبطت أغنية عازف آلة الهارب بدور هام في الصلوات والطقوس الجنائزية وتقديم الزهور عند الدفن وفى المناسبات الاجتماعية السعيدة .

 

 

المكفوفين

وينوه الدكتور ريحان إلى ظهور عازفو الهارب المكفوفين في عصر الدولة الوسطى في مقبرة مرى رع الأول بتل العمارنة بالمنيا، كما صورت الحيوانات في صورة موسيقيين وكانت هذه الظاهرة مدعاة للفكاهة والمرح، في الدولة الوسطى وانضمت إلى الفرقة الموسيقية آلات الكينارة والطبول بعد ظهورها في الحياة الموسيقية في عصر تلك الدولة،،،

 

ظهور عازفو الهارب المكفوفين في عصر الدولة الوسطى

 

 

وكان لكل فرقة موسيقية قائد يتوسط المجموعة ويكون عادة بدون آلة وأحيانًا قائدين الأول لمتابعة العازفين وكان يعطى مجموعة من إشارات اليد والآخر وظيفته ضبط إيقاع العمل الموسيقى باستخدام التعبير باليدين أو فرقعة الأصابع أو الضرب على الركبتين أو كلاهما معًا .. كما صورت جدارية من سقارة وتل العمارنة الرقص الايقاعي البطيء الشبيه بحركات راقصات الباليه .

 

 

الحياة الموسيقية

ومن أهم مظاهر الحياة الموسيقية والثقافية في عصر الدولة الحديثة الاحتفالات داخل القصور والاحتفالات القومية والشعبية داخل المعابد وخارجها على مدار السنة، كما كثرت احتفالات الموائد داخل قصور الملوك ، وقد شاركت الموسيقى والغناء والرقص في تلك الاحتفالات الدينية منها والدنيوية.

 

 

 

و تعددت أساليب الحياة الموسيقية وتنوّعت داخل قصور الملوك وفى البلاط الملكي وتعددت الفرق الموسيقية نتيجة للفتوحات والاتصالات التجارية والدبلوماسية مع ملوك ورؤساء الدول الأجنبية الآسيوية والآشورية والبابلية، وساهم تواجد العنصر الآسيوي من الجنسين في مجال الموسيقى والغناء في تعدد الفرق الموسيقية حتى أصبح في بلاط الملك فرقتان موسيقيتان، إحداهما مصرية ، والأخرى آشورية .

 

 

 

في عصر الدولة الحديثة صناعة الآلات الموسيقية عامة والوترية بشكل خاص

عصر الدولة الحديثة

وتطورت في عصر الدولة الحديثة صناعة الآلات الموسيقية عامة والوترية بشكل خاص حيث شملت الخامات وجودة الصناعة والشكل الخارجي وعدد الأوتار، وما تبعه من زيادة للمساحة الصوتية واتساع الحركة اللحنية بين الحدة والغلظ وظهرت آلات العود البيضاوية الشكل ذو الرقبة الطويلة والقصيرة وهو ما عُرف باسم عود الرقص ، كما ظهر العود الكمثرى الشكل ذو الرقبة الطويلة في عصر الأسرة الخامسة والعشرين ، وما بعدها وهو أشبه بالطنبور وظهر العود القبطي ( المصري ) في أوائل القرن الأول الميلادي وما بعدها وتطورت آلات الصنج أو الجنك ( الهارب ) تطورًا كبيرًا في الشكل الخارجي وعدد الأوتار الذى وصل إلى 22 وترًا في عصر الرعامسة الأسرة العشرين .

 

 

 

موسيقى غنية متفوقة

كما وصل ارتفاع بعض تلك الآلات إلى أكثر من مترين مما جعل من الموسيقى المصرية موسيقى غنية متفوقة عن كل موسيقيات الحضارات التي عاصرتها ، مما دعي أفلاطون أن أوصى في كتابه ” الجمهورية ” شعبه بالاستماع والاستمتاع بالموسيقى المصرية ذات القواعد والقوانين العلمية ، كما اعتبرها أرقى موسيقيات العالم .

على جوجل نيوز

®الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بجنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله