بقلم : أشرف الجداوي
®® من من المصريين لا يتذكر مسلسل ” بسنت و دياسطي ” الرمضاني ويدور حول شخصية الفلاح الفهلوي خفيف الظل الذي يسعي لأقناع أهل القرية من حوله بأنه قادر علي حل اصعب مشكلات المجتمع ” هو وحرمه بسنت ” لمجرد انه يستطيع ان يفك الخط و بالكاد يقرأ بعض الصحف السيارة ، ويقع نتيجة لذلك في أزمات و كوراث ومواقف يصورها كاتب المسلسل بصورة كوميديا و يخرج منها في النهاية بصعوبة .. معلنا انه لن يكررها مرة اخري والتوبة الأخيرة من التدخل في ما لا يعنيه والتوقف عن الفتوي في أمور لا يفهمها ®®
¤ و شخصية ” أبو العريف ” هذه نموذج ما أكثره في مجتمعنا المصري تظهر وتختفي من حين لأخر و ” لا ضرر منها ولا ضرار ” مادامت بعيدة كل البعد عن مواقع المسئولية .. ولكن بكل اسف ظهر فجأة في تنشيط السياحة ” عم دياسطي ” و افتي لا فض فوه ولا مات حاسدوه ان شاء الله بالتالي نصا ” ان حديث الخبراء والمعنيين عن زيادة اعداد السياح ” طق حنك ” يجب ان يتوقف تماما و لا يمكن زيادتها للمحروسة الا بعد زيادة الطاقة الفندقية و بالمرة طاقة الطيران .. وهذا ما اكتشفه العالم العلامة و الحبر الفهامة وحيد عصره وفريد دهره تنفيذي تنشيط السياحة في مصر..!
¤ و تصريحات ” عم دياسطي ” السياحة تجدها نصا في جريدة الوفد الورقية خص بها ولله الحمد و المنة صفحة السياحة التي تكتبها الزميلة العزيزة المجتهدة ” فاطمة عياد ” يوم الثلاثاء الماضي بتاريخ 30/8/2022 .. وهذه التصريحات ” الدياسطية ” كشفت للعبد لله ” سر إصرار العناني وزير السياحة والأثار السابق علي تهميش دور هيئة تنشيط السياحة الدائم دون أسباب معروفة ، وأيضا سعيه الحثيث الي جلب مستشارين للتنشيط والترويج والتزيط لا مانع من خارج القطاع لا يمتلكون ادني خبرة في هذا التخصص السياحي الدقيق كما يصفه أهل الاختصاص .. سوي ” عوجة اللسان ” ولكننا اعتدنا كما يقول المثل ” كله عند العرب صابون ” .. و من ثم باتت الهيئة في أزمة حقيقية بعد ان فرغت من الكوادر التي كانت يوما من الايام ماكينة لتفريخ أجيال وأجيال من المتخصصين في تلك المهمة الوطنية ويسأل في هذا المحترمين ” عادل عبد العزيز ، و عمرو العزبي ، وأحمد الخادم ” أساتذة فنون التنشيط المتنوعة .. اطال الله في أعمارهم جميعا .
&&&&&&&&&&
¤ و بحكم تخصص العبد لله في ملف السياحة والسفر عموما والمصرية منها خاصة لأكثر من ثلاثين عام .. فأن تصريحات هذا التنفيذي الذي حط علي كرسي رئاسة الهيئة بليل تشي بلا ريب بالقدرات الخارقة له و بعقليته الجبارة في علوم التنشيط السياحي ولوازمه ،فيما يبدوا انه ضليع تماما في قواعد الجرجير وأصول البقدونس والفجل الرومي ليس اكثر .. كما وصف ” الريحاني ” الباشا في فيلم غزل البنات .
ونعود للسؤال الذي طرحته الزميلة الصحفية ” فاطمة عياد ” علي الباشا سليمان نجيب عفوا تنفيذي تنشيط السياحة وهو ” لماذا لا تحصل مصر علي حصة عادلة من حركة السياحة العالمية وفقا لمقوماتها المتنوعة والفريدة التي لا مثيل لها ، وبالرغم من ذلك لم تلحق بركب العشر الكبار في عدد السياح .. كما أوضحت إحصائيات منظمة السياحة العالمية خلال السبعة شهور الاولي من العام الحالي 2022 ؟!
وانطلقت من لسان التنفيذي الإجابة الدياسطية الرهيبة بكل سهولة ويسر دون وجل او خجل كما يقال في هذه المواقف الصعبة ” قائلا عندما نتحدث عن أعـداد السياح فمن الضروري نعرف هل لدينا القدرة لاستضافة ٣٥ مليون سائح ؟ بمعنى هل توجد الطاقة الفندقية الكافية لهذه الأعداد؟ وهل طاقة النقل من خطوط الطيران المتاحة سواء وطنية أو أجنبية تكفى لنقل هذه الأعداد؟ كل هذه الأمور تؤخذ في الاعتبار..!!
وتابع وليته ما تابع يا فاطمة ” أن الـــوزارة والهيئة تعملان من خلال دراسـات فعندما نفكر في زيادة أعداد السياح لابد أن يواكب ذلك توافر الطاقة الفندقية المتاحة وكذلك طاقة النقل الجوي ، فندرس قدراتنا الحالية والـقـدرات المستقبلية ، ومتى تزيد الطاقة وعدد الزيادة المطلوبة، العملية تخطيط وليست أرقاما، مصر بلد مطلوبة جدا وسهل الترويج لها وضروري يكون المعروض مناسبا للطلب.
&&&&&&&&&&
¤ لك ان تتخيل عزيزي القارئ والخبير والمتخصص ” ان هذه هي الإجابة الشافية الوافية من الرئيس التنفيذي لهيئة تنشيط السياحة في مصر بلد العجاب بلدي .. هل مشكلة السياحة تكمن في قلة الطاقة الفندقية و الطاقة الناقلة ..؟! حقا انها كارثة عندما يصل لمصر بجلالة قدرها السياحي في 7 شهور الأولي 5.2 مليون سائح ، واليونان 24.7 مليون سائح ، والمغرب 10.3 مليون سائح ، و تونس 5.7 مليون سائح … ولن اتحدث عامدا متعمدا عن ( السعودية ولا تركيا ولا إمارة دبي ) وارقامهم حتي لا أحرق دمي مجددا ..يمكن عزيزي القاري ان تراجع تحقيق الأخت الصحفية ” فاطمة عياد ” بجريدة الوفد .
¤ ويخرج علينا هذا التنفيذي ” بحر العلوم وترعة المفهومية ” دياسطي السياحة وملاح التنشيط الأول في بحر الظلمات ليكشف لنا السر وراء تراجع حركة السياحة العالمية الي بر مصر .. هذا السر الرهيب الذي كان خافيا علي اهل السياحة وخبراءها منذ زمن اختفاء القارة المفقودة ” اطلنتس ” فيما يبدو والله اعلم .. !
¤ هل مصر بحاجة الي طاقة فندقية جديدة لاستيعاب الأرقام المتزايدة من الحركة السياحة الضائعة ؟! وهل نحن بحاجة الي إعادة فتح السماوات مرة أخري امام الطيران الدولي والعارض لاستقبال الحركة السياحية التي يراها التنفيذي في مناماته التي تشابهت مع ” منامات عم أحمد السماك ” مع كل الاعتذار لكاتبنا الروائي خيري شلبي و روايته الرائعة .. ! تري الي اين وصلت السياحة المصرية علي يد هؤلاء “الدياسطية ” الجدد ..؟!
&&&&&&&&&&
¤ الم يحن الوقت لإعادة النظر في حركة مكاتبنا السياحية الخارجية التي أغلقت في عهود سابقة بحجج ترشيد الانفاق وضغط النفقات وهى ” كلمة حق يراد بها باطلا ” ،فهي الأولى من بهرجة الدياسطية التي تم الصرف عليها تارة نحو 9 ملايين دولار مرة واحدة في كأس العالم الأخيرة لكرة القدم بوضع عددا من البانرات الدعائية للترويج لسياحة مصر في ملاعب الكأس ،وتارة أخري في افتتاح متحف الحضارة وموكب المومياوات الملكية .. والكثير مما شاهدناه بأم أعيننا في مهرجانات وحفلات لا عائد منها ولا طائل سوي الضجيج الإعلامي المحلي .
¤ الم يكن من الأجدى والاجدر بالوزارة وهيئتها الموقرة ان تحارب لفتح مكاتبنا السياحية مرة أخري وتأهيل شباب الهيئة ” البقية الباقية منه ان وجد ” ليمارس دوره في تنشيط وترويج مصر في الخارج لجذب ملايين السياح بدلا من الفلسفة العدمية التي كشفها لنا فكر التنفيذي حول ” البيضة ام الفرخة أولا ؟ ” والصرف اليوم علي مكاتبنا الخارجية للتنشيط السياحي ليس ترفا علي الاطلاق ،بل هو الاستثمار الحقيقي المتميز لجلب اعداد غفيرة من السياح ومن ثم زيادة دخل مصر القومي من العملات الصعبة في وقت الشدة الاقتصادية التي تمر بها البلاد ، ازاح الله الغمة والبلاء عن بلدي الحبيب .
¤ وأخيرا الم يحن الوقت يا اخ ” عيسى ” ان تسرح كل ” دياسطي وبسنت ” ابتليت بهم السياحة في عهود سابقة سراحا جميلا .. وكفانا هزل في موقف الجد .؟!